انطلقت بالجزائر أمس الأحد الحملة الانتخابية لمحليات 29 نوفمبر وهي آخر استحقاق سيخوضه الجزائريون قبل الاستحقاق الأهم المتعلق برئاسيات العام 2014 التي تدرك فيها ولاية الرئيس بوتفليقة الثالثة نهايتها دون أن تتضح للجزائريين بعد ملامح الذي سيقود البلاد للفترة المقبلة بعدما أعلن بوتفليقة صراحة في مهرجان شعبي قبيل تشريعيات 10 مايو الماضي أنه لن يترشح لكرسي قصر المرادية مجددا عندما قال للذين كانوا يهتفون باسمه «طاب جناني» ومعنى العبارة أنه هرم ولم يعد يطمع في شيء. ويشارك في رابع استحقاق تشهده الجزائر منذ إقرار التعددية السياسية والإعلامية العام 1989 ، ولمدة 21 يوما، اثنان وخمسين حزبا سياسيا يشاركون بما مجموعه 8990 قائمة فضلا عن أحرار دخلوا التنافس ب 206 قوائم حسب الأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة الداخلية وهذا في وقت ما يزال الجزائريون ينتظرون أهم استفتاء وعد به الرئيس بوتفليقة وهو الاستفتاء على تعديل الدستور الحالي الذي لا يقيّد العهدات الرئاسية وترى أوساط سياسية وإعلامية أن تعديله أولى من كل قوانين الإصلاحيات السياسية التي أعلن عنها بوتفليقة. وبدأت الأحزاب الإسلامية عشية انطلاق الحملة الانتخابية على رأسها «تكتل الجزائر الخضراء» الذي يضم ثلاثة أحزاب إسلامية من بينها الحزب الأكبر «حركة مجتمع السلم» (حمس) التي انتكست في تشريعيات مايو الأخيرة كما لم يسبق لها من قبل تلوّح بالتزوير المسبق للانتخابات وتتهم الإدارة المحلية بالانحياز إلى جانب أحزاب السلطة أي حزبي «جبهة التحرير الوطني» التي يرأسها شرفيا الرئيس بوتفليقة و»التجمع الوطني الديمقراطي» الذي يقوده رئيس الحكومة السابق أحمد أويحي وقالت الحركة في بيان وصل مكتب «الرياض» إن ظلال التشريعيات الأخيرة ما تزال تخّيم على واقع الانتخابات المحلية وإن كل الاستحقاقات فقدت جدواها بفعل التزوير والتلاعب بإرادة الشعب». ومعروف عن الانتخابات المحلية في الجزائر أنها من أكثر الاستحقاقات التي يدير لها الجزائريون ظهورهم على خلفية التسيير الكارثي الذي تسجله المجالس المحلية حتى في أكبر مدن البلاد بما فيها العاصمة الجزائر وهي الحقيقة التي أشار إليها مؤخرا عبد المالك سلال الوزير الأول المعين حديثا من قبل بوتفليقة لدى عرضه مخطط عمل الحكومة الجديدة حين لم يتأخر الرجل عن التأكيد أن أولوية الأولويات هي إعادة الاعتبار ل «الخدمة العمومية» بالشكل الذي يجعلها كما قال في «مستوى تطلعات المواطنين». ولم يعد يثق الجزائريون في الوعود الكثيرة التي تطلقها الأحزاب السياسية على لسان مرشحيها في التجمعات الشعبية والتدخلات المتلفزة خلال كل موعد انتخابي، بعدما صارت مشاكلهم الاجتماعية اليومية تراوح مكانها سنة بعد أخرى. وعادة ما تدور وعود المرشحين للمجالس المحلية حول الرباعية التي سأمها الشارع الجزائري وهي توزيع السكن وتعبيد الطرقات البلدية المهترئة وإزالة الأوساخ التي باتت سمة غالبية الأحياء الشعبية واستحداث الأسواق الجوارية.