تعتبر إنجازات الوطن بعد مضي ثلاثة وثمانين عاماً عاملاً مهماً على صعيد التمنية بشقيها الفكري والمؤسساتي وباعثاً حقيقياً لبناء الإنسان السعودي وفق رؤية عصرية تنسجم مع مكانة المملكة العربية السعودية جغرافياً ودينياً، وتقوم هذه الرؤية على مبدأ أساسي يرتكز على عدم فقدان هذا البناء أصالته وعمق تاريخه وهويته، وتمثل إنجازات الوطن في هذا الصدد تنوعاً جوهرياً نابعاً من إدراك عميق وشمولية في التعاطي، ولعل من أبرز الإنجازات التي قامت بها المملكة العربية السعودية على مدى ثلاثة وثمانين عاماً متمثلةً بالقيادة الرشيدة ما يلي: 1-إنشاء مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني: يطمح مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني إلى صناعة واقع يحمل بُعداً إنسانياً وفكرياً لإنشاء مستقبل واعد وعالمي دون أن يفقد الإنسان السعودي خصوصيته الجغرافية وركيزته الإسلامية. ولعل من أبرز أهداف هذا المركز: 1-تكريس الوحدة الوطنية في إطار العقيدة الإسلامية وتعميقها عن طريق الحوار الفكري الهادف. 2-الإسهام في صياغة الخطاب الإسلامي الصحيح المبني على الوسطية والاعتدال داخل المملكة وخارجها من خلال الحوار البناء. 3-معالجة القضايا الوطنية من اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية وتربوية وغيرها وطرحها من خلال قنوات الحوار الفكري وآلياته. 4-ترسيخ مفهوم الحوار وسلوكياته في المجتمع ليصبح أسلوبًا للحياة ومنهجاً للتعامل مع مختلف القضايا. 5-توسيع المشاركة لأفراد المجتمع وفئاته في الحوار الوطني وتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني بما يحقق العدل والمساواة وحرية التعبير في إطار الشريعة الإسلامية. 6-تفعيل الحوار الوطني بالتنسيق مع المؤسسات ذات العلاقة. 7-تعزيز قنوات الاتصال والحوار الفكري مع المؤسسات والأفراد في الخارج. 8-بلورة رؤى إستراتيجية للحوار الوطني وضمان تفعيل مخرجاته. 2-مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية: يمثل التقدم المعرفي ركيزة أساسية لتحقيق التنمية والتطور والاعتماد على الذات والمؤسسات المبدعة باعتبارها الاستثمار الحقيقي والذي لا يقبل رهان الخسارة لذلك نجد بأن القيادة الحكيمة متمثلة بالملك عبد الله بن عبد العزيز قد أنشأت هذا المركز وفق رؤية صادقة وطموح لا محدود وأهداف أيضاً لا محدودة من أجل خدمة المواطن وفهم واستيعاب وعلاج المهددات الصحيّة له، عن طريق الأبحاث العلمية والعالمية المختلفة في تناولها وتكوينها، ولعل من أبرز أهداف هذا المركز: 1-تطوير ودعم ونشر الأبحاث العلمية اللازمة على المستويين المجتمعي والإكلينيكي، بجانب توفير كل الأمكانيات التقنية لصناعة ذلك من مختبرات ومعامل لإنشاء بيئة بحثية إبداعية مع الالتزام الكامل بتعاليم والإسلام ومبادئه وبالمعاير الأخلاقية والوطنية والعالمية. 2- التركيز التام على الدراسات التطبيقية ذات التأثير العلمي الملموس. 3-تسهيل التعاون بين فرق البحث السريري والأكاديمي من داخل المملكة وخارجها. 4-تأهيل الباحثين العاملين في الشؤون الصحية وتطوير مهاراتهم البحثية. 5-تعزيز قنوات التعاون مع القطاعين الحكومي والخاص من أجل تطبيق نتائج الأبحاث الطبية وتحويلها من مجرد جهود علمية مخبرية إلى منتجات اقتصادية ترفد الناتج القومي وتسهم في تطوير حياة المواطنين ورفاهيتهم. 6-الالتزام في إجراء الأبحاث بالمعايير الأخلاقية العالمية بما يتفق مع مبادئ الإسلام وتعاليمه. 7-إتاحة الخدمات الاستشارية للمؤسسات الاستشارية في القطاعين الحكومي والخاص ولمختلف قطاعات المجتمع. 3-مركز الملك عبد الله لحوار الأديان والثقافات: يعتبر هذا المركز فكرة سبّاقة لنبذ العنف والإقصائية وأملاً جديداً لإنقاذ البشرية من حالات الصدام والمواجهة التي تسعى وبشدة أن تتبناها بعض الأفكار المتطرفة من خلال استخدام شعارات دينية أو شعارات سياسية أو من خلال استخدام قضايا حقوق الإنسان والمتاجرة بها وهذا يؤكد عليه المركز دائماً متمثلاً بأمينه العام فيصل بن عبد الرحمن بن معمر الذي عبر عنها في الكثير من المناسبات العالمية والمحلية ومؤكداً بأن هذه المبادرة أصبحت تشكل منطلقا عالميا لترسيخ التعايش بين الأفراد والمجتمعات والشعوب ومد جسور التفاهم والتعاون وتعزيز المشترك بين كل أتباع الأديان السماوية والفلسفات الوضعية من منظور الأخوة الإنسانية والاحترام المتبادل، انطلاقا من قناعة راسخة بأهمية الحوار كمبدأ إنساني وسبيل لا غنى عن السير فيه لتحقيق الأهداف المنشودة لمقاصد شرعت للإنسانية في التعايش والتفاهم والاحترام مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات من النظرية للتطبيق.إن المبادرة منذ انطلاقها خطت خطوة تاريخية لقيادة حركة التعايش وترسيخ الاعتدال في مواجهة دعاوى الكراهية والصراع بين البشر عبر لغة إسلامية حضارية، وتعميق المعرفة بالآخر، وتأسيس علاقات بين أتباع الأديان والثقافات على ركائز صلبة من الاحترام المتبادل، والاعتراف بالتنوع الثقافي والحضاري والاستثمار المشترك الإنساني. 4-مركز الملك عبد الله المالي: لأن المملكة العربية السعودية تمثل إحدى الاقتصاديات المهمة في المنطقة قام الملك عبد الله بإنشاء هذا المركز من أجل بناء مستقبل الأجيال القادمة والتي يعتبر البعد الاقتصادي مكوناً ومحركاً اجتماعياً مهماً لا يمكن أن تحقق درجة الوعي الكافية بدونه بعد أن يضع أسساً تطويرية مناسبة لطموحات الأجيال القادمة، والتي ستضمن استمرارية الدور القيادي للمملكة العربية السعودية بوصفها صاحبة الاقتصاد والمركز المالي الأكبر في المنطقة دون إهمال الجانب التعليمي حيث سيقوم المركز بإنشاء أكادمية تعليمية رائدة تُعنى بالتخصصات المالية وتقدم دورات تدريبية للعاملين في القطاعات المالية أو الراغبين للعمل فيها مستقبلاً، مما سيكفل تعزيز مهاراتهم وتطوير الإمكانات المتاحة لديهم،ويُعبر هذا العزم على بناء مركز الملك عبدالله المالي كأحد أهم المراكز المالية المتكاملة في العالم بمواصفات القرن الحادي والعشرين عن الرغبة في إكمال الخطوات التي تقوم بها المملكة مؤخراً، ضمن برنامجها المتكامل والمخطط له بعناية لتحديث قطاعها المالي، ويُكمل هذا المشروع الضخم خطوات سابقة أخرى منها: 1-"تداول"؛ الذي يُعد من أكثر أسواق التداول الإلكترونية تطوراً في العالم. 2-"هيئة السوق المالية"؛ التي أدخلت تنظيمات ذات مواصفات عالمية للسوق المالية. 3-مجموعة إصلاحات أخرى، مثل: الترخيص لبنوك، وشركات تأمين واستثمار دولية. 5-مركز الملك عبد الله لخدمة اللغة العربية: لقد أيقن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –حفظه الله- بضرورة الاهتمام بأقصى الدرجات الممكنة باللغة العربية، وبذل كافة الجهود المدركة والواعية للمحافظة عليها، ولذلك أصدر أمره السامي الكريم رقم 7231، وتاريخ 23/7/1429ه القاضي بالموافقة على إنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، وذلك لتحقيق عدد من الأهداف الطموحة للمحافظة على هذه اللغة، ودعمها ونشرها، وتكريم علمائها،وبعد أن أنشئ المركز بشكل فعّال وغير مسبوق ضاماً الكثير من المتخصصين والأكاديميين في مجال اللغة ليحظى بإشادة الكثير من المهتمين باللغة العربية، وثنائهم العاطر على ما اتصف به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –أيده الله- من بعد نظر، وحكمة سديدة، ورغبة أكيدة في سعيه نحو الحفاظ على اللغة العربية التي تعد وعاء الدين الإسلامي الحنيف، ولغة القرآن الكريم، ويعنى مركز الملك عبد الله الدولي لخدمة اللغة العربية بالدراسات والمشروعات العلمية الرصينة في مجالات اللغة العربية، ويركز في المرحلة الأولى على برنامج (تمويل البحوث والمشروعات بالمركز) خصوصاً في الحقول الآتية: 1-حوسبة اللغة العربية. 2-تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها. 3-تطوير برامج تعليم اللغة العربية والمقررات المتخصصة لأبناء العربية. 4-تطبيقات اللغة العربية في المجالات الاجتماعية والعلمية والسياسية والاقتصادية والحاسوبية والإعلامية (العربية والحياة). 5-علاقة اللغة العربية باللغات الأخرى. 6-صناعة المعاجم والموسوعات اللغوية. 7-دراسة الظواهر اللغوية. 8-التعريب. 9-تحقيق التراث اللغوي (الكتب النادرة والمميزة في فنها). 10-قضايا الهوية اللغوية العربية والحفاظ عليها. 11-الدراسات البينية (اللغة العربية والتخصصات العلمية الأخرى). 12-قضايا المصطلح. 13-اللسانيات. 14-قضايا التخطيط والسياسات اللغوية. 15-الترجمة (وبخاصة أصول المناهج الحديثة في النقد واللسانيات وتعليم اللغة). كل ما سبق ليس على سبيل الحصر وإنما على سبيل الاستشهاد فالملك عبد الله بن عبد العزيز قدم الكثير من الإنجازات على المستوى الداخلي والخارجي فقد عُرف باهتمامه الدؤوب بشؤون العرب والمسلمين، محاولاً بكامل جهده بعد تكريس الكثير من الإمكانيات على جمع كلمتهم على الحق وتوحيد طموحاتهم وأهدافهم ومصيرهم المشترك بعد الإيمان والإقرار بأن الإسلام هو الحبل القويّ والعروة الوثقى لوحدة الأمّة العربيّة والإسلاميّة؛ ولأجل تجسيد ذلك على المستوى الميداني والواقعي قام سموه بكثير من المحاولات لاحتواء الخلافات، وتقريب وجهات النظر، فلم يترك دولة عربية إلا زارها، كما لاقت دعوته للحوار بين أتباع الديانات المختلفة تقديراً عالمياً كما قام بالعديد من الزّيارات لكثير من الدّول الصّديقة في العالم لتوطيد ودعم علاقة المملكة العربيّة السعوديّة مع جميع الدّول الصّديقة، كما رأس وفد المملكة في العديد من المؤتمرات الخليجيّة والعربيّة، وفي العديد من المؤتمرات الدوليّة والإقليمية. خادم الحرمين أثناء استقباله أئمة المسجد الحرام وأعضاء رئاسية مركز الحوار الوطني خادم الحرمين متصدراً الجلسة الختامية لقمة التضامن الإسلامي