جاء التواصل الثقافي بين الثقافات والتواصل المعرفي بين أتباع الحضارات في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - تجسد صورة عالمية مشرقة للتواصل المعاصر بين دول العالم، التواصل القائم على جعل الثقافة والمعرفة جسوراً للسلام، ورسلًا للحوار، ووسائل للنهوض والارتقاء بالفكر الإنساني العالمي، الذي ينطلق من رؤية قائد عالمي محنك، وعزيمة صادقة تجاه مختلف القضايا العربية والإسلامية بصفة خاصة، والمجتمع الدولي بوجه عام. لقد شهد التواصل الثقافي في عهد الملك عبدالله طفرة نوعية في الانفتاح على ثقافات الأمم وحضارات الشعوب برؤية حكيمة متزنة تستثمر جسور التواصل الثقافي ووسائلها المعرفية وأدواتها المعاصرة برؤية استراتيجية جعلت من المشتركات الثقافية والإنسانية والقضايا الحضارية والأممية من أجل التعايش وإشاعة روح السلام مداخل علمية وعملية في آن واحد.. عبر إشاعة لغة الحوار واستثمار المعرفة والمنجزات الحضارية في خدمة الإنسانية جمعاء، داعياً وفق هذه الرؤية التي أصبحت محط أنظار االعالم، إلى إشاعة روح الحوار عالميا، وإشاعة ثقافة التعايش عبر المشتركات الإنسانية والثقافية والحضارية وإحلالها عملياً بدلاً من ثقافة صراع الحضارات، وغيرها من أضداد المصطلحات والمفاهيم المتنافرة ثقافيا وأيديولوجيا وحضاريا. وانطلاقاً من رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - في الدعوة إلى مد جسور التواصل الثقافي بين الشعوب وتفعيل الاتصال المعرفي بين الحضارات، فقد صدرت موافقة مجلس إدارة مكتبة الملك عبد العزيز العامة بإنشاء جائزة عالمية للترجمة تحمل اسم "جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة" التي جاءت من منطلق تكريم التميز في النقل من اللغة العربية وإليها، واحتفاء بالمترجمين، وتشجيعاً للجهود المبذولة في خدمة الترجمة. الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال تحية الحضور وبجانبه العاهل الأسباني خوان كارلوس في افتتاح المؤتمر العالمي للحوار في مدريد والذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي كما تهدف الارتقاء بالتواصل الفكري وتعزيز الحوار المعرفي ومد جسور التعاون الثقافي بين الأمم، وإلى التقريب بين ثقافات وآداب الشعوب، إذ إن الترجمة تعد أداة رئيسة في تفعيل الاتصال ونقل المعرفة، وأداة فاعلة في إثراء التبادل الفكري، وترسيخ قيم تأصيل لثقافة الحوار، وترسيخ لمبادئ التفاهم واستثمار مقومات التعايش والمشتركات الإنسانية، إلى جانب ما تسهم به الجائزة من رفد التجارب الإنسانية وإتاحة الإفادة من الثقافات العالمية في مجالات العلوم الإنسانية وفقا لمجالاتها. لقد حظيت جائزة خادم الحرمين الشريفين للترجمة بعالميتها التي تجاوزت في دوراتها الست كل الحواجز اللغوية والحدود الجغرافية، موصلة رسالة معرفية وإنسانية، وقادرة على الإسهام في تحقيق أهداف سامية اختطتها الجائزة واحتضنتها مملكة الخير والسلام والحوار، لتكون الجائزة بذلك سفير إبداع علمي، ورسول سلام معرفي، ووسيلة حوار مشتركة بين سائر الثقافات وحضارات الشعوب. كما سعت الجائزة إلى تحقيق جملة من الأهداف العلمية العالمية التي يأتي في مقدمتها: الإسهام في نقل المعرفة من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية ومن اللغة، ومن العربية إلى اللغات الأخرى، إضافة إلى تشجيع الترجمة في مجال العلوم إلى اللغة العربية، إلى جانب إثراء المكتبة العربية بنشر أعمال الترجمة المميزة، كما تهف غلى تكريم المؤسسات والهيئات التي أسهمت بجهود بارزة في نقل الأعمال. العلمية من اللغة العربية وإليها، إضافة إلى النهوض بمستوى الترجمة وفق أسس مبنية على الأصالة والقيمة العلمية وجودة النص. ونظراً لما قامت عليه جائزة الملك عبدالله العالمية للترجمة من رؤية دولية تستهدف التحاور الثقافي العالمي، ومد جسور التواصل المعرفي من العربية وإليها مع الثقافات مختلف العالمية بمختلف لغاتها، فقد استهدفت الجائزة ست مجالات تتمثل في جائزة الترجمة لجهود المؤسسات والهيئات؛ وجائزة الترجمة في العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية؛ وجائزة الترجمة في العلوم الإنسانية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى؛ وجائزة الترجمة في العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية؛ وجائزة الترجمة في العلوم الطبيعية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى؛ وجائزة الترجمة لجهود الأفراد. وفي إطار التواصل الثقافي الذي تضطلع به رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - عبر استثمار كافة جسور التواصل الثقافي بين الثقافات العالمية المختلفة، ولمد جسور التواصل المعرفي بين أتباع الحضارات فقد جاءت "الموسوعة العلمية للملكة العربية السعودية " مشروعاً معلوماتيا موثقا للتواصل مع العالم، ضامة عشرين مجلدا باللغة العربية، إلى جانب عشرين مجدا باللغة الإنجليزية، بعدا نوعيا وحيوياً هاماً في سياقات التواصل الثقافي، نظراً لما تمثله المعلومة الموثقة الصحيحة والدقيقة التي ترصد الحقائق المعلوماتية الصحيحة وتقدمها للآخر عن المملكة، حيث استغرق هذا المشروع عشر سنوات من عمل اللجان المتواصلة التي قدمت هذا المشروع الموسوعي الوطني. الفائزون ب»جائزة خادم الحرمين الشريفين للترجمة» في إحدى دوراتها وإلى جانب النسختين العربية والإنجليزية لهذا المشروع التوثيقي فقد جاء تدشين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية، عضو مجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز ل "موسوعة المملكة العربية السعودية" الشهر الماضي على شبكة الإنترنت منطلقا هاما من المنطلقات التي تترجم رؤية خادم الحرمين الشريفين - أيده الله بنصره وتوفيقه - تجاه إيجاد الصورة الحقيقية لدى الآخر عن المملكة وذلك من خلال تذليل كافة سبل التواصل المعرفي والثقافي على كافة المستويات، واستثمار كافة الوسائل والقنوات التي من شأنها إيصال صوتنا وإظهار صورتنا الحقيقية للعالم والواصل معه ثقافياً ومعرفياً وحضارياً. كما تكمن أهمية موسوعة المملكة كمشروع وطني، عطفا على ما ضمته عن مختلف الجوانب الثقافية والعادات والتقاليد الاجتماعية إلى جانب ما شملته في مجالات التاريخ والجغرافيا، إضافة إلى ما حوته عن السياحة والمواقع الأثرية، إلى جانب التعريف بالحياة الفطرية، ومعلومات شاملة عن مكانة المملكة وأهميتها، وما وثقته من معلومات عن تأسيس المملكة وكيانها السياسي مدعومة بأكثر من ستين ومئة خريطة، تم توثيقها واعتمادها من الجهات المختصة في المملكة. ونظرا لما تميزت به "موسوعة المملكة " برؤية شمولية معلوماتية فقد ضمت أكثر من 10 آلاف صورة قام بالتقاطها مصورون سعوديون محترفون، تم التعاقد معهم من قبل المكتبة ليقوموا برصد جميع الإمكان التي يحددها ويطلبها المختصون والباحثون لتصويرها، سعيا إلى إيجاد صور حديثة وخاصة تعود ملكيتها لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة، مما جعل من هذه الموسوعة تشكل بدورها أكبر قاعدة معلومات وبيانات شاملة، قادرة على الإسهام بدورها في مساندة الخطط المستقبلية للمملكة، والقدرة على إعطاء الباحثين والدارسين من خارج المملكة في مختلف المجالات كما هائلًا من المعلومات الموثقة والدقيقة عن المملكة بشكل شمولي لمختلف الجوانب الحياتية دينيا ثقافيا واقتصاديا وتاريخيا. وفي سياق التواصل الثقافي يأتي "مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية" إذ جاءت موافقة مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة يوم الاثنين 6/4/1431ه على تنظيم ( مركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية ) الذي يهدف إلى إيجاد البيئة الملائمة لتطوير وترسيخ اللغة العربية على عدة مستويات محلية وعربية ودولية عبر استراتيجية طموحة لخدمة لغة القرآن الكريم, إلى جانب ما يسعى إليه المركز من وضع المصطلحات العلمية واللغوية والأدبية والعمل على توحيدها ونشرها، إضافة إلى نشر البحوث والدراسات الخاصة بمعجم اللغة العربية، وتكريم العلماء والباحثين في مجالات لغة الضاد ودعمهم وتعزيز دراساتهم البحثية, إلى جانب تقديم الخدمة اللغوية للهيئات والمؤسسات والأفراد خدمة للغة العربية، نظرا لما تمثله من هوية مرجعية، ووسيلة اتصال حضاري معرفي لأكثر من مليار ونصف المليار عربي ومسلم في مختلف أنحاء المعمورة. موسوعة المملكة العربية السعودية وقد أطلق المركز ضمن الرؤية العالمية للملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - لمد مزيد من جسور التواصل المعرفي والحضاري عبر اللغة العربية إلى لغات العالم، ووفقا لهذه الرؤية فقد أنشأ المركز على شبكة الإنترنت "مرصد العربية" ضمن بوابته الإلكترونية :www.kaica.org.sa حيث يعد المرصد من الجوامع المعنية باللغة العربية وشؤونها على الشبكة العنكبوتية. كما يقوم المرصد في إطار التواصل الثقافي عالميا عبر الشبكة العنكبوتية من خلال اللغة العربية إلى الرصد الإلكتروني لأخبار اللغة العربية، وتقديمها للمختصين والمهتمين، المعنيين بمتابعة المستجدات اللغوية على جميع الأصعدة، وذلك من خلال ما يتم رصده من الموضوعات المرتبطة بالعربية " آليّاً " من خلال تتبع مواقع الجهات المتصلة باللغة العربية كالجامعات والمكتبات والمجامع اللغوية والمؤسسات المعنية ودور النشر والمجلات المتخصصة وأخبار وكالات الأنباء والصحف العربية والعالمية وإتاحتها للمستفيدين من خلال عملية الربط باستخدام خاصية RSS في تلك المواقع، حيث قام المركز بالشروع في حصر المواقع المستهدفة و من ثم البدء بأرشفتها، وتوجيه المراسلات الخاصة لإدارات المواقع التي لا توفر هذه الخاصية لتوفيرها ومن ثم التواصل معها عبر مرصد المركز إلكترونيا. كما أطلقت البوابة عبر خدماتها الإكترونية لمزيد من التواصل اللغوي والمعرفي بوصف اللغة وعاء الفكرة وحامل الرسالة خدمات جمع كل ما يتصل بأخبار العربية بشكل شمولي يضم مختلف الأوعية الإعلامية، وصولا إلى ما يهدف إليه المركز في هذا السياق من تكوين ما يسمى " قسم بنك الأفكار"، سعيا من المركز للوصول من خلاله إلى الجمهور المعني باللغة العربية والمهتمين بها في كافة أناء العالم، وجمع أفكارهم فيما يخدم اللغة العربية بشكل عام، وما يخدم البوابة الإلكترونية بصفة خاصة تطويرا لخدماتها، وارتقاء بمحتوى مرصدها الرقمي.