تحل الذكرى الثالثة والثمانون لليوم الوطني، ليتجدد نبض الملحمة البطولية التي أخرجت للعالم دولة فتية ذات قوة ومنعة سياسية واقتصادية. إنها الذكرى الغالية المذكرة بإرادة القائد الملهم والموحد، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، ومنها نستمد عزائمنا لنساهم بفعالية في تسيير عمليات البناء والتطور، وتستمر بها أحداث نقلتنا من أمة ساكنة إلى أمة متحركة. وبالنظر إلى ما تحقق للمملكة طوال ثمانية عقود من إنجازات باهرة في شتى المجالات؛ لاسيما في حقول التعليم الجامعي المتخصص والصحة والأبحاث الطبية، ولدينا اليوم ما يقف شاهدًا ونبراسًا على ما وصلت إليه بلادنا في هذين المجالين الحيويين بالمدن الجامعية الثلاث لجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية في كل من الرياض، جدة والأحساء، ذلك أن قيادتنا الحكيمة تدرك أن الاستثمار في هذه المجالات هو الاستثمار الحقيقي الذي يقود إلى تنمية فعلية ومستدامة. وها هي الجامعة اليوم تجند إمكاناتها وتركز أهدافها على نوعية مناهجها التعليمية ضمانًا لتخريج أجيال متخصصة في الجانب الصحي ومتسلحة بالقدرة والكفاءة. لأنها الرافد الوطني الأهم، والذي نعول عليه جميعاً ليشارك بفعالية في مواصلة نهج النمو والانفتاح الذي يقوده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز حفظه الله. ولا شك أن كلماته في مختلف المناسبات الوطنية شكلت محتوى منهجه في دعم وتطوير مسيرة التعليم الجامعي في بلادنا، وأظهرت بجلاء مدى شمول رؤيته الرامية إلى الانتقال بالمملكة إلى آفاق أرحب وتأكيد قدرتها على المشاركة في تصدير المعرفة والبناء الحضاري، ومؤكداً على أهمية التعليم في بناء الإنسان وتنمية المجتمع وصولاً به إلى الاكتفاء الذاتي، وهو الذي يرى أن التعليم من أهم الواجبات التي تتسلح بها هذه البلاد لمستقبلها. ودعماً لمجال التعليم العالي فقد توسعت مظلته، ومن شواهدها جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية بما لها من منشآت حديثة ومتكاملة في المدن الثلاث، تسعى لترسيم ملامح التعليم الصحي المتخصص والمطابق لأرقى الاشتراطات العالمية. وهي الرهان الوطني القادم بما تحظى به من دعم خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، ومتابعة دائمة من وزير الحرس الوطني، صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز. إن سير مملكتنا الآن بخطى حثيثة تجاه مكانتها بين الأمم المتقدمة، تأتى بفضل التخطيط السليم لقيادتنا الحكيمة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وبفضل ما تحظى به القطاعات ذات البعد الإنساني من اهتمام ورعاية ودعم مباشر من حكومتنا الرشيدة. * وكيل جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية للشؤون التعليمية