تمر الأيام سريعة، في العام الماضي احتفلت المملكة العربية السعودية ومواطنوها بمرور العام 82 على بنائها وتكوينها وبداية نهضتها ... وها هي الأيام تقترب من الذكرى 83 لنحتفل ببناء هذا الكيان الشامخ بجميع منجزاته السياسية والاجتماعية والاقتصادية ... بدأت التجهيزات لهذا العام بكتابة عبارة - الوطن في قلوبنا – وهي عبارة جميلة ورائعة. لكن هل نحتفل بها ونرددها فقط . حب الوطن يكمن في معان كثيرة، ومنها: أن نقدر مكانته كبلد قبلة للإسلام والمسلمين ، فنكون أمناء أوفياء لحبه ونتفانى في إظهار تعاملنا بما يوافق تعليمات شرعنا. أن نقدر ما ننعم به من أمن وأمان ونحافظ عليها وعلى وحدتنا ووحدة قيادتنا، وأن يكون كل فرد منا (ذكر أو أنثى ) رجل أمن وحارس سلام. أن نقدر لولاة أمرنا حكمهم لنا وعلينا بما شرع الله لنا من حقوق ، ورعايتهم الكريمة لتحكيم شرع الله، وصيانة بيوت الله. أن نحافظ على مكتسبات الوطن جميعها من مشاريع ومنجزات – فلا نعبث بها، ولا نسيىء استخدامها، وأن نبلغ عن كل من يفسدها أو يسيىء استخدامها فهي ملك للجميع. أن نحترم الأنظمة والتعليمات ونتقيد بها، فلا نخالفها ولا نسيء استخدامها، وعلينا الصبر في طرقاتنا وعدم مضايقة الآخرين بسوء تصرفاتنا. فما نشاهده من عرقلة سير المرور أحيانا، هو بسبب عدم احترام البعض للأنظمة والتعليمات بتجاوزهم الخاطيء أو تصرف لا يقبله العقل أو تجمهر لمشاهدة حادث، وبسبب عدم احترام البعض لحقوق الآخرين في الطريق، مع أن ما ورد في كتاب الله تعالى وسنة رسولنا صلى الله عليه وسلم قد حثنا على أن نعطي الطريق حقه. وللأسف فإن من يخالفون أنظمة السير عندنا هم من أشد الناس حفاظا على التقيد بمثل هذه التعليمات في البلدان الأخرى – أليس بلدنا أولى بأن نكون محافظين على أنظمتنا وتعليماتنا. أن نحترم البيئة ونحافظ عليها، فلا نرمي المخلفات بأنواعها في كل مكان، وأن نتقيد بالتعليمات في ذلك. أن نحافظ على عاداتنا وتقاليدنا المتوافقة مع شرعنا، فلا نغتر بما لدى الآخرين . أن نوظف أنفسنا وأولادنا للعمل في جميع المهن، وأن نخلص النية في العمل مهما كان حكوميا أو خاصا. وأن نحتفل كل عام إن شاء الله بزيادة أعداد الوظائف المهنية والحرفية التي يشغلها أبناء الوطن - فما حك جلدك مثل ظفرك. وفي الختام أتمنى أن نحتفل باليوم الوطني كل عام بمزيد من تحقيق المنجزات الوطنية المشرفة في جميع المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، وأن تكون لحمتنا وتوافقنا أقوى، وأن نحتفل بحب الوطن دون إساءة للآخرين ... فلا نضايق عابري السبل بسد الطرقات أو التجمعات التي تضايق المارة، ولا نضايق أهلنا في الأسواق والمتنزهات ببعض التصرفات التي لا توافق عاداتنا وتقاليدنا ... ولا نحتفل بالرقص بالأعلام التي عليها شعار وحدتنا – لا إله إلا الله محمد رسول الله ... وأن نحافظ على هذا الشعار برفعه عاليا دون الإساءة لاستخدامه مثل وضعه على الخصر والمؤخرة والرقص به، لأن سوء التصرفات ليست من حب الوطن. ودمت يا وطني كل عام بخير.