ثمة أخطاء تراكمية أسهمت في إضعاف الشباب وأنهكت قواه وجعلت منه فريقاً لا يمتلك الشخصية الفنية الواضحة، والهيبة القوية داخل المستطيل الأخضر ولن يجد المتابع الفطن سواءً كان قريباً أو بعيداً عن "البيت الشبابي" صعوبة في معرفة مكمن الخلل والذي بات واضحاً وضوح الشمس في رابعة النهار. قناعات غريبة لدى المدير الفني برودوم لم يوافقها عليه الكثير من محبي الشباب من الإداريين، والجماهير سواء كانت هذه القناعات على مستوى اختيارات اللاعبين أو الاستغناء عن آخرين أو الانتدابات الأجنبية التي وضعت أكثر من علامة استفهام فضلاً عن إصراره على بقاء بعض الأسماء ممن لا تمتلك المقومات الفنية التي تؤهلها للوصول لتشكيلة الشباب الرئيسة ناهيك عن تجميده لصف كامل من الأسماء الشابة انتظرت فترات طويلة دون أن تجد لها الفرصة الكافية. أخطاء برودوم بالتفصيل لا يمكن أن تمر مثل هذه الأخطاء مرور الكرام على العارفين والمطلعين بالشأن الشبابي رغم قناعة البعض منهم بأن برودوم يمتلك شخصية انضباطية عالية ولكن العمل يكمل بعضه بعضاً فمثل هذه الشخصيات قد يذهب بها الاعتداد بالنفس للتعامل بتعالٍ مع الآخرين وهو ما حدث مع برودوم والذي فيما يبدو بأنه همش الكثير من الآراء وتحزب لرأيه فقط يأخذ به بعيداً عن مصلحة الفريق، والتي تتطلب التحاور، والتفاهم حيال بعض الأخطاء، والعمل على معالجتها سريعاً مع أصحاب الشأن بحثاً عن إيجاد فريق متكامل يمتلك الكثير من العناصر الفاعلة، ولعل من خير الشواهد على ذلك إصراره على الاستغناء عن خدمات عدد من المحترفين البارزين كالغيني ياتارا، والأوزبكي جيباروف، والمدافع البرازيلي تفاريس، وتواصلت حملة محاربة النجوم لإبعاد ناصر الشمراني الهداف الأبرز في الدوري السعودي منذ خمسة مواسم وأكثر فضلاً عن الهداف الآخر مختار فلاتة انتهاءً بالمحترف الأرجنتيني تيجالي ولا أظن أن متابعاً يعرف أبجديات كرة القدم يقر المدير الفني ميشيل برودوم على هذه الأخطاء الكوارثية التي أفرغت الشباب من خط مقدمة ناري كان يرجح الفريق في الكثير من المواقف، وعندما تتأزم الأمور. من الأخطاء الظاهره التي وقع بها برودوم إبقاؤه لبعض اللاعبين كبار السن رغم توقف عطائهم منذ زمن كنايف القاضي، ووليد عبد ربه والغامدي الذي قدم كل ما لديه والابقاء على المحترف البرازيلي فرناندو مينغازو يلعب في خط المنتصف فلا هو يجيد صناعة اللعب، ولا يحسن التغطية الدفاعية كمحور ثابت، ولعل اصرار برودوم على إبقاء مثل هذه العناصر أسهم بشكل مباشر في إبعاد الأسماء الشابة التي ظلت حبيسة الاحتياط لفترات طويلة تتحين فرصة المشاركة دون أن تجدها، وقد بح صوت الكثير من محبي الشباب، والخائفين على مستقبله من هذه النظرة الغريبة من الخبير البلجيكي والتي وصفها البعض بأن ما يفعله برودوم يصنف في درجات الخوف غير المبرر وهو من شاهد بالأمس واليوم منافسه الاتحاد وهو يعطيه درساً تلو الآخر بأسماء شابة صغيرة استطاعت أن تثبت نفسها وتكون عند حسن ظن من أحسن بها الظن، وهو ما كان يؤمله وينتظره عشاق الشباب الذين طالبوا مراراً وتكراراً بإعطاء الفرصة لهادي يحيى وابراهيم زايد وبدر السليطين وعبدالرحمن بركة وتميم الدوسري وفهد الدوسري دون أن تجد أصواتهم صدى يسمع لها أو يجيب، حتى خيل لبرودوم بأنه وحده من يفهم كرة القدم وغيره لا يعرفون فنونها وكأنها معادلات يصعب فك طلاسمها. يبقى الأمر الأخير وهي الاختيارات الأجنبية والتي من الواضح بأنها لم تكن في محلها ولم تستطع أن تصنع الفارق فرحيل مهاجمين بقامة الشمراني، وتيجالي كان يتطلب تواجد مهاجم قناص، وهداف بارع بديلاً عنهما إلا أن الاختيار وقع على لاعب خط المنتصف الكولمبي توريس والذي كان تائهاً فلم يحسن صناعة الكرات، ولم يتقن أدواره الهجومية فأضحى لاعباً عادياً لم يواز السمعة التي سبقت وصوله على الأقل حتى هذه اللحظة فيما كان البرازيلي رافينها أكثر المجتهدين بحركته الدائبة ومهاراته الجيدة وتراجع مستوى الكوري كواك بشكل لافت للأنظار فبعد أن كان سداً منيعاً في خط الظهر الشبابي أضحى غير ذلك بل ساهم في تقديم هدية العمر لفريق كاشوا الياباني عندما أسكن الكرة برأسه في مرمى وليد عبدالله ليعطي الفريق المنافس الراحة النفسية والاطمئنان للنتيجة بعد أن صعبها عليهم هزازي بهدف التقدم الأول. هذه جملة من أخطاء برودوم الواضحة والتي أسهمت في تقويض قوى الشباب، وجعلته يظهر بمستوى فني لا يوازي حجم الصرف المالي المقدم للفريق، والتجهيزات العالية، والتهيئة الكبيرة التي كانت تقدم له في كل وقت، وكان من الخطأ عدم محاسبة المدير الفني على تلك الأخطاء الفادحة التي كلفت الفريق خسارة العديد من البطولات التي كانت في متناول اليد. الشباب قادر على العودة بإمكان الشباب تجاوز هذه العقبات، والظروف العصيبة التي كلفته الكثير، فقد اعتاد الجميع من الشباب أنه يعالج جراحه، ويداويها سريعاً خصوصاً أنه يمتلك مقومات النجاح ولعل أهمها وجود الكثير من الأسماء الجيدة، والعناصر البارزة في خارطة الفريق التي تستطيع أن تعيد للفريق هيبته إذا أحسن المدرب سواء الحالي باريرا أو المدرب القادم التعامل مع هذه العناصر واستطاع توظيفها التوظيف الأمثل وأعطى الفرصة كاملة للأسماء الشابة للمشاركة دون خوف أو تردد وعولجت بعض أخطاء التعاقدات غير الموفقة خلال فترة التسجيل الثانية فأظن الشباب قادر على العودة للتوهج بحسن تعامله مع الظروف كافة، وتجاوز العقبات والتجارب السابقة خير شاهد، وما يتوجب على الشبابيين المحبين في الفترة الحالية الالتفاف حول فريقهم، والوقوف معه وتقديم كل أنواع الدعم المعنوي بالذات والذي يحتاجه الفريق حال الانكسار أكثر من حاجته حال الانتصار. وأجزم القول بأننا سنرى شباباً مغايراً خلال أسابيع قليلة فقط بحول الله.