انتقد الحارس السابق محمد الدعيع مدير المنتخب سليمان القريني وهو يصافح لاعبي المنتخب السعودي بعد خسارته الموجعة من منتخب ترينداد وتوباغو وهو يقول لهم بكل حفاوة (ما قصرتوا) وتساءل الدعيع بحرقة عن أي تقصير بعد هذا يكون التقصير؟ وهل هذا هو مستوى طموحاتنا أن نخرج بهزيمة موجعة من منتخب ترينداد؟ من المؤسف حقا أن يكون هذا هو حال الكرة السعودية، فعلى الرغم من الميزانيات الضخمة والمبالغ الطائلة التي تنفق في مجال تطوير الكرة السعودية إلا أننا لم نشهد ما يوازي هذا الإنفاق بعد أن كنا نتسيد آسيا ونقارع أقوى المنتخبات العالمية أصبحنا ممرا سهل لعبور الكثير من المنتخبات المغمورة التي تعملقت على حساب المنتخب السعودي، يجب أن نعترف أنه لايزال أمامنا طريق طويل لإصلاح شأن الكرة السعودية والمنتخب السعودي يحتاج إلى الكثير لبلوغ المرام وتحقيق الإنجاز والتركيز من الآن على صنع المنتخب الذي لا يهزم بعمل ورش لنشر ثقافة الفوز بين اللاعبين وطرق المحافظة عليه والقيام بخطوات جادة لعمل ما يمكن عمله للرقي بنظام الاحتراف لدينا فهو حتى الآن لم يسهم في رقي اللعبة كما كان متوقعا، بل إنه ساهم مع الأسف في ولادة جيل من ورق جل اهتمامهم الفوز بعقود ضخمة ساهمت في تدمير اللاعبين بدلاً من أن تكون حافزاً لهم على تطوير مهاراتهم والرقي بالفكر الاحترافي لديهم، لذا رأينا كيف يتحول اللاعبون السعوديون إلى ممر سهل لكرات المنافسين والبعض منهم يخشى الالتحام والقتال على الكرة خوفا من الإصابة التي ربما تبعده عن الملايين والدلال الذي يحظى به من مسؤولي الأندية، ولا غرو أن نسمع عن لاعب نادٍ أكثر مما نسمع عن لاعب منتخب، وبات الكثير من اللاعبين لدينا يبدع في مباريات فريقه على عكس ما نشاهده في مباريات المنتخب، والعقود الباهظة والمبالغ التي تشكل أرقاما فلكية في عقود اللاعبين لن تخدم الكرة السعودية، بل هي سبب انتكاستها ومجرد إن يوقع اللاعب بتلك المبالغ التي يسيل لها اللعاب إلا ويصيبه الإعجاب ويبدأ العد العكسي حتى يصبح لاعباً عادياً ربما لا نشاهده إلا في دكة الاحتياط والشواهد على ذلك كثيرة، لذا فلابد من تقنين العقود والاعتراف بأن أكبر مشكلة تواجه الرياضة السعودية بشكل عام هي مشكلة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وهناك الكثير من القيادات والخبرات وأصحاب التجارب والمؤهلات العليا الذين يمتلكون الخبرة والتجربة ولكنهم لم يجدوا لأنفسهم أي مكان في رياضتنا. * الرياض