جاء الفوز على منتخب هونج كونج ليسعد جميع المتابعين للكرة السعودية وهو خطوة إيجابية على الطريق الطويل نحو التأهل لكأس العالم ولكن يجب أن نعترف انه لايزال أمامنا طريق طويل لإصلاح شأن الكرة السعودية، وهذا يحتاج إلى الكثير لبلوغ المرام وتحقيق الإنجاز والبداية ستكون بالتركيز على صنع "منتخب الأحلام" من خلال ورش عمل لنشر ثقافة الفوز بين اللاعبين وطرق المحافظة عليه والقيام بخطوات جادة لعمل ما يمكن عمله للرقي بنظام الاحتراف لدينا إذ لم يسهم هذا النظام في رقي اللعبة كما كان متوقعا، بل إنه ساهم مع الأسف في ولادة جيل من اللاعبين جل اهتمامهم الفوز بعقود ضخمة، لذا فلابد من وضع حد أدنى وأعلى لهذه العقود لا يمكن تجاوزها وتكون منطقية وواقعية بعيدا عن المغالاة، ومع الاسف ساهمت المادة التي تصرف على "أشباه اللاعبين" في تدميرهم بدلاً من أن تكون حافزاً لهم على تطوير مهاراتهم والرقي بالفكر الاحترافي لديهم ؛ لذا رأينا كيف يتحول اللاعبون السعوديون إلى ممر سهل لكرات المنافسين والبعض منهم يخشى الالتحام والقتال على الكرة خوف من الإصابة التي قد تبعده عن الملايين والدلال الذي يحظى به من مسؤولو الأندية , لذا فلا غرو أن نسمع عن لاعب نادٍ أكثر مما نسمع عن لاعب منتخب وبات الكثير من اللاعبين لدينا يبدع في مباريات فريقه على عكس ما نشاهده في مباريات المنتخب لذا فلابد من التخطيط المبكر ومن الآن بعيدا عن التسرع والعشوائية في التخطيط لخلق منتخب قوي مبني على أسس متينة فالمدرب جديد والمنتخب يكاد يبدأن خطوات السلم من جديد فمركز المنتخب في الترتيب العالمي لا أعتقد أنه يمثل تطلعاتنا ولا يوازي ما يصرف على الكرة السعودية من أموال ونحن كما ذكرنا بحاجة لبناء منتخب قوي يلعب بمهارة ، وينافس على البطولات ، كما أننا بحاجة إلى التصحيح والتجديد ، فيكفي ما جنينا على أنفسنا بالتغني بالأحلام أكثر من الأعمال إذ بالغنا في أحلامنا، وفي قدرات لاعبينا وإمكاناتهم، وضحكنا على أنفسنا عبر وسائل الإعلام المختلفة بأننا نملك أقوى دوري عربي ، وأفضل المواهب وساهم إعلامنا الرياضي مع الأسف بقدر كبير في خداع الجماهير عن طريق المبالغة في قدرات اللاعبين وإمكاناتهم الفنية ، وتضخيم الأنا لديهم مما انعكس سلبا على أدائهم. نحن نحتاج إلى بناء جيل جديد يصنع الفوز ويملك ثقافة المحافظة عليه كما أننا بحاجة إلى خطط مدروسة تصف وتعالج الداء بعيدا عن التنظير، ومن أهم الخطوات التي يجب البدء فيها حالا هي تكوين لجنة فنية وطنية ممثلة بمدربين وطنيين أكفاء تساند الجهاز التدريبي لتقييم أداء اللاعبين في كل مباراة لتصف الداء وتقوم بعلاجه كما تعطي كل ذي حق حقه من ناحية التحفيز والتشجيع ومحاسبة المتخاذل.