قبل انتهاء عقد اللاعب السعودي مع ناديه تجده يخرج كل ما لديه من إمكانيات ويقدم أفضل المستويات ويصنع بين إدارة ناديه وجماهير فريقه مواجهات وصراعات. فالجماهير تضغط من جهة على الإدارة وتطالب بالتجديد معه بدون أي حسابات أو اعتبارات وإدارة النادي من جهة أخرى ترفض الرضوخ للمزايدات أو الاستسلام للمبالغة في المطالبات. وفي النهاية إما أن ترضخ إدارة النادي لإلحاح وضغط الجماهير وتجدد مع اللاعب بالمبلغ المرتفع الذي هو حدده، أو يجد رئيس نادي آخر يبحث عن دور (البطولة) الوقتية وغير المدروسة ويوقع مع اللاعب بالقيمة التي طلبها ويورط ناديه بالعقد الضخم. وبعد أن تدخل الملايين حسابه في البنك يختفي اللاعب حتى اقتراب عقده القادم ليعيد التجربة نفسها والأسطوانة هذا باختصار احتراف اللاعب السعودي !!.. وهو المفهوم السائد في فكر أغلب اللاعبين السعوديين وهو الذي أدى إلى تقهقر مستوى ونتائج المنتخبات والأندية السعودية في المشاركات الخارجية حتى أصبحنا نشاهد ونواكب المنتخب السعودي وهو يتلقى الخسائر المتتالية ونتأقلم مع وضعه المزري وهو يتذيل الترتيب حتى في البطولات الودية وكأنه يعود بنا للزمن الغابر!!.. حقيقة الحال الذي وصل إليه المنتخب السعودي غير مستغرب أو مفاجئ لأنه كان متوقعاً، فالمؤشرات والدلائل كانت توحي بقدوم هذه الانتكاسة لا محالة، وقد حذر النقاد (الشرفاء) والعقلاء منذ سنوات عدة من هذا الموت البطيء لكرة القدم السعودية ومن هذه النتيجة الحتمية لسوء الإدارة الرياضية وتحدثوا وكتبوا كثيراً عن أهمية العمل المؤسساتي البعيد عن الاجتهادات وطالبوا مراراً تلاشي التراكمات السابقة وتلافي السلبيات الحاضرة والاهتمام بالقضايا الجوهرية والمفصلية التي أدت إلى تراجع وتدهور كرة القدم السعودية وأثرت على مسيرة ومشاركات المنتخب في جميع البطولات، ولكن بكل أسف لم يسمع لهم. والسبب هو ارتفاع صوت أصحاب الأطروحات الهامشية و(المغفلة) الذين لا يتعدى طرحهم عن «ضموا فلان وابعدوا علان» ومن يستحق يحمل شارة (الكابتنية) في المنتخب ومن لا يستحقها !!.. بصراحة وبكل وضوح معاناة المنتخب السعودي بدأت منذ تشكيل لجنة المنتخبات برئاسة الأمير نواف بن فيصل فأصبح المنتخب ضحية لعديد من التخبطات ورفع الشعارات الرنانة على شاكلة (المنتخب أولاً ومنتخب الأحلام) حتى أضحى المنتخب السعودي حقل تجارب ومعمل اختراع للجنة افتقدت للرؤية السليمة والمنهجية الصحيحة مما نتج عن كارثة (8) ألمانيا ومن ثم فضيحة (5) اليابان واخيراً نكسة (4) أستراليا وما صاحبها وتبعها من انحدار في نتائج المنتخب بسبب وجود ثقافة البشوت الرافضة عن التخلي عن القناعات الخاطئة والمتمسكة بالقرارات الارتجالية!!.. حتى على مستوى الأندية ثقافة البشوت هي من جعلت نادي النصر يستجدي أي عقد رعاية حتى يتمكن من إتمام صفقة اللاعب يحيى الشهري التي تجاوزت ال(50) مليوناً، وهي من أجبرت إدارة نادي الأهلي أن تستنجد في مهاجم (آسيوي) معتزل من العام الماضي لتعوض خطأ التعاقد بعشرات الملايين مع مهاجمي الفريق عيسى المحياني وبدر الخميس وثم تنسيقهما وهي من نسقت فيصل الجمعان من الهلال وأعادته للهلال مرة أخرى من نادي الفتح بأربعة ملايين!!.. باختصار ثقافة البشوت بالتفرد بالقرار وتكرار الأخطاء هي من ساهمت في تدهور مستوى اللاعبين السعوديين، وهي من قتلت ووأدت طموح اللاعب السعودي، وهي من رسخت وكرست تضخم أسعار اللاعبين السعوديين، بل أنها هي من ساهمت وبشكل مباشر في تصدير للمنتخب أشباه لاعبين لا يتحملون المسئولية وصار جل همهم الأمور المادية والضيحة المنتخب السعودي. لذا الأمل الأخير ولكبير لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح هو في لجنة الاحتراف (الجديدة) بقيادة الدكتور عبدالله البرقان من خلال إكمال ما بدأته اللجنة من عمل مميز في فترة التسجيل المنصرمة، وذلك في المبادرة على إيجاد حلول ناجعة وسريعة لإيقاف نزيف كرة القدم السعودية ويساهم في عودة اللاعبين السعوديين إلى مسار الجدية وتحمل المسئولية عن طريق استغلال ما لدى لجنة الاحتراف من صلاحيات منحها لها الاتحاد الدولي (الفيفا) يعالج ويقنن هذا التضخم المبالغ فيه في أسعار وعقود اللاعبين السعوديين الذي تجاوز على الورق أكثر من (272) مليون ريال، ولكن أثره على أرض الملعب (صفر) خاصة أن لجنة الاحتراف هي حلقة (الوصل والفصل) بين الأندية واللاعبين وقراراها نافذ على الجميع! نقاط سريعة: ** تعاقد الشركة العالمية مع الأسطورة سامي الجابر لارتداء ملابس وأحذية تحمل علامتها التجارية خلال المباريات كشف عن مدى قيمة ومقدار وأهمية سامي لدى الشركات العالمية الربحية والباحثة عن الانتشار بسرعة في المنطقة العربية، وأن الخلل ليس في الاستثمار الرياضي بل في مكانة ونوعية الأندية التي عجزت عن إيجاد رعاة!!. ** فيه مبالغة مصطنعة وغير مبررة من محبي لاعب النصر السابق ماجد عبدالله في تمجيده والهجوم بقسوة والذي يصل أحياناً إلى الخروج عن الذوق العام على من ينتقده، وكأن ماجد ليس مثل غيره يصيب ويخطي ولديه إيجابيات وعنده سلبيات!!. ** وبالمناسبة وبسبب الإدارة المركزية والانغماس في الميول (الأصفر) التي دهورت القناة الرياضية السعودية أصبح (الرئيس) يتواجد عند بوابة مبنى التلفزيون لكي يستقبل ويودع ماجد عبدالله أكثر من وجوده في مكتبه!!. ** أفهم وأتفهم لو يخرج لاعب اتحادي خبير مثل مبروك زايد او أسامة المولد ويتحدث ويفصل في مشكلات إدارة نادية وينتقد استعدادات فريقه للموسم ويبدي التضحية لأنه لم يستلم جميع مستحقاته. ولكن أن يخرج أحمد الفريدي وهو الذي لم يكمل عامه الأول مع الاتحاد وينظر ويدعي التضحية وهو الذي استلم جميع حقوقه، فهذه هي النرجسية بكل معانيها!! ** انتقاد وعتب محمد الدعيع القاسي على لاعبي المنتخب والأجهزة الإدارية والفنية في المنتخب بعد الخسارة من منتخب ترينداد وتوباقو لقي قبول وتأيد جميع الوسط الرياضي. والسبب ببساطة لأن الدعيع تحدث عن غيرة حقيقية على المنتخب السعودي ليس فيها ترسبات وأحقاد سابقة ومدفونة وانتقائية مكشوفة كالتي تصدر وتفضح ذلك الدعي وهو متنبي زمانه!!. [email protected] -- [email protected] للتواصل عبر التويتر: SulimanAljuilan