ضمن الفعاليات الثقافية التي تتواصل خلال موسم «سوق عكاظ « في دورته السابعة، أقيمت صباح يوم أمس الأول أصبوحة ثقافية في فندق الإنتركونتننتال بالطائف، وذلك بعنوان «تجارب الكتاب» شارك فيها كل من د. عبدالله مناع، وجبير الملحيان، وعمرو العامري، وأدارها حماد السالمي، حيث أعقبها ندوة في موقع السوق عن «شعر حسين سرحان» شارك فيها كل من إبراهيم المطوع، وحسين بافقيه، وسعود الصاعدي، وأدارها عبدالمحسن القحطاني، إضافة إلى الفعاليات الأخرى، ضمن برنامج «جادة عكاظ»، الذي يقام من الساعة الرابعة والنصف عصراً إلى العاشرة مساء، إلى جانب عروض شعبية مختلفة تقام من السادسة والنصف مساء إلى منتصف الليل. وفي ندوة ثقافية بعنوان «اللغة العربية في الصين» شارك فيها الندوة كل الدكتور تشونغ جيكون أستاذ اللغة العربية وآدابها في كلية اللغات الأجنبية بجامعة بكين، الرئيس الشرفي لجمعية بحوث الأدب العربي بالصين، الفائز بجائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة، والدكتور تشانغ جيا مين من جامعة بكين، نائب الرئيس في المركز العربي للمعلومات في بكين نائب رئيس جمعية التدريس والبحوث للغة العربية في الصين سابقاً، والدكتورة تشي مينغمين من جامعة الدراسات الأجنبية ببكين، رئيسة قسم الدراسات العليا بكلية اللغة العربية،، ولوه لين، وأدارها الدكتور عبدالله الوشمي. وقد عبر المحاضرون عن سعادتهم بالمشاركة في سوق عكاظ، مشيدين بدوره في نشر الثقافة، والتواصل والحوار بين أطياف المجتمعات المختلفة من زواره ومشاركيه، مشيرين إلى أن أدوات التواصل بين الأمة العربية والأمة الصينية عريقة منذ آلاف السنين، متذكرين ما احتوته أمهات الكتب الصينية والعربية من معلومات وأخبار عن هذه العلاقة الثقافية الوطيدة طوال عقود من السنين، مروراً بطريق الحرير العربي الصيني. كما تطرق المشاركون إلى العلاقات الراسخة بين المملكة والصين، وسردوا بعض الأمثال المشتركة في الأدب العربي، وأصلها الصيني، إضافة إلى اشتمال الأدب الصيني على قصص وأسماء عربية، منوهين بدور فرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في الصين في نشر الثقافة العربية في أوساط الشعب الصين، وتقديمها خدمات البحث والقراءة والدراسة للطلاب العرب الدارسين في الجامعات الصينية، لافتين إلى أنه يوجد بالصين نحو 40 مركزاً لتدريس اللغة العربية، يدرس بها أكثر من 40 ألف طالب وطالبة، كما يدرس بالجامعات الصينية نحو 1500 طالب سعودي مبتعث في مختلف التخصصات العلمية، في أعرق الجامعات الصينية التي يزيد عددها على 5 آلاف جامعة. كما تناول المشاركون في الندوة العديد من المكتشفات العربية في الصين من خلال سفن غارقة في البحر، حيث وجد فيها مشغولات عربية وأدوات فخارية ومنحوتات على زخارف وكتابات عربية، إضافة إلى كثير من المخطوطات العربية الموجودة في أعرق المكتبات ومراكز الأبحاث الصينية. من جانب آخر طالب المشاركون في ندوة «تجارب الكتاب الثانية» بضرورة الاهتمام بأدب الطفل بصفة عامة، والقصص القصيرة للأطفال بصفة خاصة، مشددين على ضرورة منح الأطفال مساحة كافية من المشاركة الأدبية في فعاليات سوق عكاظ السنوي. وقد وصف جبير المليحان من خلال تجربته في القصة القصيرة، أنه يتبع استراتيجية محددة في الكتابة للطفل، وبأنه يتخذ من أطفاله مقياساً في هذه الخطوة، حيث يتخيل أبناءه الصغار ويحاورهم وينظر في عيونهم ومدى تأثرهم بالقصة فيعلم أنها قصة جديرة بالكتابة والتوثيق، وإذا ما صرف الطفل انتباهه عني حينها يدرك أنها لا تصلح كقصة ثم تركها تذهب مع الريح ولا يبالي. بدوره استعرض الكاتب عمرو العامري تجربته العسكرية، وما أضافته له من خبرة في الكتابة حتى أصبح يغوص في أعماق الكتابة القصصية، وبعضاً من جوانب حياته الخاصة بطريقة كتابة قصة قصيرة مملوءة بالعبر والتحديات، وعن رغبته في قراءة الكتب والبحث عن هوايته حتى جاء سن التقاعد فأصبح بعدها أكثر حباً للكتابة، حيث بدأ يكتب في مذكراته واسماها مذكرات طالب سعودي. وقال العامري: لم أحاول استنساخ كتابات لرموز عسكرية كبيرة أو أدباء كبار ولكني تأثرت بهم في كتاباتي، ووضعت محاور ثلاثة منها أن أكتب بصدق فيما أروي وأقص، والثاني البعد عن الشأن العسكري احتراماً لميثاق الخدمة العسكرية.