أكد مشاركون في ندوة " "تجارب الكتاب الثانية" التي نظمت على هامش البرنامج الثقافي لسوق عكاظ أمس ( السبت) على أهمية القصص القصيرة للأطفال ، مقترحين بأن يكون للطفل تواجده في التظاهرة الثقافية الكبرى خصوصا وأن "عكاظ" بات مناسبة عربية ولاتقتصر على المشاركة المحلية. وفي بداية الندوة التي شارك فيها القاص جبير المليحان والكاتب عمرو العامري وأدارها حماد السالمي تحدث جبير المليحان عن تجربته في القصة القصيرة مركزا على قصص الأطفال موضحا أنه كان منذ نعومة أظفاره مهتم بالقصص ، وكانت تجربته الفعلية في حين كان بين الحادية عشر والثالثة عشر من العمر ، إذ أرسل إلى برنامج الإذاعة الشهير في ذلك الوقت (قصة العدد) وإذا به يستمع لها بين أهله وأصدقائه في حائل فوجد الثناء منهم جميع وكانت انطلاقته نحو الإحساء واستكمال ابداعه في كتابة القصة، وقال المليحان ما أن ابدأ بكتابة القصة حتى أفكر كثيرا من أين أبدأ ولمن أكتب وفي أي وقت تسرد تفاصيلها. وذكر القاص المليحان أنه يتبع استراتيجية محددة في الكتابة للطفل وأنه يتخذ من أطفاله مقياساً في هذه الخطوة ، حيث يتخيل أبنائه الصغار ويحاورهم وينظر في عيونهم ومدى تأثرهم بالقصة فيعلم أنها قصة جديرة بالكتابة والتوثيق وإذا ما صرف الطفل انتباهه عني حينها أدركت أنها لا تصلح كقصة ثم تركها تذهب مع الريح ولا يبالي. وأوضح أن التجربة تختلف مع الكتابة للكبار فيكون التعب هو المسيطر علي أكثر. ولكن سطوة الأدب الطفولي اثر فيني أكثر عن غيره وبتجربته امتدت إلى 14 سنة في فن قصص الأطفال. وقبل أن ينهي المليحان مداخلته أكد أنه في حال لم يأتِ بشيء جديد فأنه سينام ويترك الكتابة ، مستدركا أن النوم عن كتابة ما يتعلق بالكبار وليس للأطفال لان قصص الأطفال تعاني الندرة في وسط الكتاب ألان ، واقترح منح الطفل في (سوق عكاظ ) أكبر للمشاركة واستثمار مسرح السوق لتقديم مسرحيات ثقافية وهادفة للأطفال . ويجمع جمع جمهور المهتمين بأدب وثقافة الأطفال أن للأطفال أدباً وثقافة خاصة بهم، وهو أدب غير أدب الكبار والبالغين، في سماته وخصائصه وأهمية دوره ووظائفه ، وتكتسب ثقافة الطفل أهميتها مما كشفته العلوم الإنسانية المختلفة من حقائق ومعطيات ترى أن لمخاطبة الأطفال والاتصال والتواصل معهم وإبداع أدبهم وثقافتهم، أساليب وأنماط ووسائل خاصة بهم ومختلفة عن مثيلاتها في مخاطبة الكبار الراشدين وإبداع أدبهم ومعطيات ثقافتهم. بدوره استعرض الكاتب عمرو العامري تجربته العسكرية وما أضافته له من خبرة في الكتابة حتى أصبح يغوص في أعماق الكتابة القصصية وهو ما اعتاد عليه هذا الادمرال البحري . وتطرق في مداخلته إلى معاناته منذ الصغر حيث أسماه والده عمرو ولكن أهالي القرية كانوا ينادونه "عُمر" لان الاسم الأول غير معروف بالقرية واستمر معه الأمر حتى الصف الخامس ابتدائي . وأضاف " كانت المفاجأة عندما طلبت المدرسة أوراقي الثبوتية لي لاستكمال الاختبارات فذهب والدي إلى إدارة الأحوال وجاء لي باسم عمر وليس عمرو وكان هذا خطأ من موظف الأحوال فأصبحت في مأزق مع مدرستي ومنذ تلك اللحظة أصبح اسمي عمر في جميع الشهادات والوثائق الرسمية حتى فترة الجامعة وكان هذا الفطام الأول. واستعرض عمرو العامري بعضا من جوانب حياته الخاصة بطريقة قصة قصيرة مليئة بالعبر والتحديات وعن رغبته في قراءة الكتب والبحث عن هوايته حتى جاء سن التقاعد فأصبح أكثر حبا للكتابة وبدأ يكتب في مذكراته واسماها مذكرات طالب سعودي ولم أحاول استنساخ كتابات لرموز عسكرية كبيرة أو أدباء كبار ولكني تأثرت بهم في كتاباتي و أردت التحول بعد التقاعد من عمر إلى عمرو الحقيقي فبدأت اكتب بأكثر راحة وإبداع ووضعت محاور ثلاثة منها أن اكتب بصدق فيما اروي وأقص، والثاني البعد عن الشأن العسكري احتراما لميثاق الخدمة العسكرية، وان انحاز لمنطقتي وأهلي وخصوصا للمرأة التي هي أمي وزوجتي وأختي وبنتي .وقال العامري إن حياة الإنسان مثل ساعة رملية يذهب الرمل فيها للأسفل ولن يعود يقصد العمر ، ثم استكمل في سرد قصته كامل. ويتجاوز مفهوم السيرة الذاتي ذات القوالب الأدبية مجرد أوراق تتوالى لتكون كتابًا أو مجلدًا مليئًا بالمعلومات، لكنها وقائع وتجارب حفرت في وجدان صاحبها، تتراوح بين نشوة وألم، رضا وندم، انتصار وهزيمة، راحة وبلاء، بعضها كان شاهدًا على فترات تاريخية مهمة بل هي في واقع الأمر نافذة للاطلاع على محتوى النفس بشفافية وصدق إضافة إلى أنها نقل تجربة ناجحة وخلاقة ليستفيد منها الآخرين. بعد ذلك حاور الحضور الضيفين في مجالات القصة القصيرة وتحديدا في قصة الطفل وكيف لهما أن يستخدما التقنية في سرد القصص لأطفال هذا الجيل لأنهم بصريون أكثر ويحتاجون إلى مشاهدة القصة أكثر من قراءتها، ثم في نهاية الجلسة أخذت الصور التذكارية مع الضيفين وبعض رواد الأدب والثقافة في سوق عكاظ