مناظر مضحكة مبكية ، مؤلمة مزعجة تلك التي نشاهدها مع الأسف في كثير من المساجد ، وتحديداً في هندام وملابس بعض المصلين ، ونظافتهم ، فبعض المساجد لاتستطيع أن تصلي فيها بخشوع وطمأنينة وأنت تشم روائح هؤلاء المصلين ، وبعضهم لاتكفي مع روائحهم إلا أنابيب الأكسجين خشية الاختناق ! ومساجد أخرى لا تقل ألماً وإزعاجاً ، وهي جميلة مرتبة، ويشوه صورتها الملابس «المزركشة» من «جلابيات»، و«أطقم رياضية» تذكرنا جميعاً «ببطولة كأس أمم أفريقيا» ، وهذه الأحوال مع الأسف لم تعد قاصرة على الشباب ، بل طالت مع الأسف كبار السن ، فلا تتعجب وأنت ترى رجلاً قارب الستين أو تجاوزها وهو لا يحضر إلى المسجد سوى بالملابس الرياضية ، أو «الجلابية المزركشة» ، في حين أنه يخرج بكامل هندامه وأناقته في المناسبات ، ومراجعات الدوائر الخاصة والحكومية ، إن لم يستلزم الأمر ارتداءه للمشلح! والمؤسف حقاً أن بعض هؤلاء خرج من منزله وسيعود إليه، فهو لم يأت من مركز رياضي، أو متوجه إلى استراحة، أو قادم منها ، بل هي صورة كربونية تتكرر وبكل أسف معظم الأوقات . والأدهى والأمر ليس في عدم احترام هيبة المسجد ، وعدم وقاره فحسب ، بل إن بعض «الشيبان» و«الشباب» على حد سواء ، يرتدون ملابس فيها محظورات شرعية ، وعبارات غير مهذبة ، يرتديها هؤلاء ، ويأتون بها للمساجد دون مراعاة لحرمة المكان ، ومن سيقفون بين يديه وقد تكون مكتوبة بلغات أجنبية لايعرفون معناها!!. والمساجد لها حرمتها ووقارها ؛ لأنها محل اجتماع المسلمين ، فعلى المرء أن يعد له لباساً نظيفاً ؛ وريحاً طيبةً وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إيذاء المصلين بالروائح الكريهة فقال : «من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزلنا ، أو فليعتزل مسجدنا» متفق عليه . وفي رواية لمسلم : «من أكل البصلَ والثوم والكُرَّاثَ فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم». والمسلم ظاهرة النظافة وباطنة اللطافة. قال تعالى: «يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجدٍ».