يُعد "برنامج تكافل" من البرامج المُهمة لطلاب مدارس التعليم العام، فهو يُقدّم إعانات عينية لكل طالب وطالبة تتمثل في وجبة يومية، وحقيبة مدرسية ومستلزمات كل فصل دراسي، إضافةً إلى ما يراه مدير أو مديرة المدرسة من خلال وقوفهم على ظروف الطلاب وحاجتهم للدعم المادي، إلاّ أن "البرنامج" يعاني من بعض السلبيات، خاصةً في بعض الشروط المكتوبة في استمارة التقديم، وكذلك اعتماده على آلية "جمع النقاط"، حيث أصبح هناك مراتب مختلفة للاحتياج، وكان من الأولى الاكتفاء بتحديده دون وضع مراتب، كما أن "البيروقراطية" قتلت المشروع بطول تنفيذ الإجراءات، فهناك مدارس قدّمت الأسماء من العام الماضي إلاّ أنها لم تتسلم أي شيء حتى الآن. وتتطلب الإفادة من "برنامج تكافل" بعض الشروط منها؛ أن يكون الحد الأدنى لراتب ولي الأمر (2000) ريال فما دون، كما يجب أن يكون مسكن الطالبة إيجاراً بعدد غرف أقل من ثلاثة، إلى جانب أن يكون عدد الإخوة خمسة فما فوق، وهو ما اعتبره البعض شروطاً غريبة، وكان من الأولى أن يكون التركيز على ضعف حالة الأسرة المادية دون تحديد الراتب أو نوع السكن. وطالب تربويون باعتماد مبدأ الثواب والعقاب في آلية صرف الإعانة، بحيث يحصل المتميز على زيادة مقدارها (50) ريالا، وفي حال تأخر دراسياً أو تكرر غيابه يتم الخصم منه، كذلك ضرورة وضع غياب الطالب في الحسبان، بحيث يتم التشديد على مديرات ومدراء المدارس في تنفيذ عملية الخصم من المكافآت جراء الغياب المتكرر بدون عذر، داعين إلى ضرورة الإسراع بصرف المعونة، نظراً لاحتياج الطلاب والطالبات لها، لاسيما وقد بدأ فعلياً العام الدراسي. "الرياض" استقصت آراء عدد من المسؤولين عن البرنامج، وعدد من أعضاء هيئة التدريس والإشراف، لمعرفة مدى حاجة الطلاب والطالبات للإعانة، والتعرف على آلية الصرف. 183 ألفاً وقال "د.محمد بن منصور العمران" -مدير عام مؤسسة تكافل الخيرية-: إن وزارة التربية والتعليم رصدت (150) مليون ريال في حسابات (15408) مدارس، حيث تمثل المدارس المشمولة بخدمات مؤسسة تكافل الخيرية، وذلك بتوجيه من صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله -وزير التربية والتعليم-، مضيفاً أن عدد الطلاب الذين ستشملهم المشروعات يزيد على (183) ألف طالب وطالبة، ممن تم تقديم بياناتهم عبر المدارس عن طريق "برنامج تكافل" الإلكتروني، لافتًا إلى أن حصة كل طالب وطالبة في المشروع عن كل فصل دراسي تبلغ (800) ريال، وذلك بهدف تغطية نفقات برامج المؤسسة الرئيسة وهي (كسوتي، حقيبتي، وجبتي). إعانة عينية وأوضح "علي بن محمد الغامدي" -مدير الإعلام التربوي في الإدارة العامة للتربية والتعليم بالرياض- أن عدد الطلاب والطالبات المشمولين في برنامج تكافل بتعليم الرياض بلغ (14840) طالباً وطالبة، مضيفاً أن المخصصات التي تصرف لهم بلغت أكثر من (23) مليون ريال، مبيناً أن الإعانة تصرف على شكل إعانات عينية تتمثل في وجبة يومية لكل طالب وطالبة، وحقيبة مدرسية ومستلزمات المدرسة لكل فصل دراسي، إضافةً إلى ما يراه مدير المدرسة من خلال وقوفه على ظروف كل حالة، وحاجتها للدعم المادي النقدي، وذلك في أضيق الحدود، ومتى ما استدعت الحالات ذلك. وحول الشروط الواجب توفرها في المتقدم على "برنامج تكافل" التي من شأنها أن تخوله لاستحقاقها، قال: هناك نماذج واستمارات توزع الطلاب والطالبات، بعد ذلك يتم تقييم الحالة ومدى استحقاقها للإعانة، مُشدداً على أن هناك متابعات دورية لظروف المستحقين، ومدى تقدير حالاتهم المادية، لضمان مدى استحقاقهم للإعانة من عدمه. إعادة تصميم وأكد الأستاذ "عزيز المصلحي" -معلم في مدرسة بدر الثانوية في مدينة الرياض- على أن "برنامج تكافل" يأتي متماشياً مع خطوات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- في بناء الاستراتيجية الوطنية للإنماء، مضيفاً أن عدد المتقدمين للبرنامج من الطلبة في المدرسة بلغ (400) طالب من أصل (600)، مُعللاً ارتفاع نسبة المحتاجين للإعانة بوقوع المدرسة في بيئة فقيرة، مقترحاً إعادة تصميم استمارة التسجيل في "برنامج تكافل" مع تغيير الشروط، لافتاً إلى أن وضعها الحالي لا يُناسب بيئتنا الاجتماعية، مُرجعاً ذلك إلى اعتماد الاستمارة على آلية جمع النقاط، وبالتالي أصبح هناك مراتب مختلفة للاحتياج، وهو ما يُعد سلبياً في البرنامج، إذ إن من الأولى -حسب رأيه- الاكتفاء بتحديد الاحتياج من عدمه دون وضع مراتب له. ثواب وعقاب ودعا "المصلحي" إلى ضرورة إلغاء شرط تحديد سقف معين لراتب ولي الأمر، وذلك لفتح المجال لأكبر عدد ممكن من الطلاب للتسجيل في البرنامج، مضيفاً أن هذا الشرط قلّل من إفادة المحتاجين فعلاً من هذا البرنامج، مُطالباً بضرورة عدم استثناء طلاب المدارس الأهلية، وذلك لأن عددا منهم يدرسون على حساب أحد المحسنين، ما أدى إلى حرمانهم من الإفادة من البرنامج الذي أُعد خصيصاً لهم، معتبراً ذلك نوعاً من الاجحاف بحق هذه الفئة، مُشدداً على ضرورة بدء الصرف للإعانة بشكل سريع لحاجة الطلبة والطالبات من المستحقين لها، لاسيما وقد بدأنا فعلياً العام الدراسي الجديد، مؤكداً على أن آلية الصرف للإعانة لا تزال غير واضحة ومبهمة لجميع العاملين والعاملات في المدارس، فحتى الآن لا يعرف هل ستكون نقدية أم عينية، مُقترحاً اعتماد مبدأ الثواب والعقاب في آلية صرف الإعانة للطلاب، بحيث يحصل المتميز على زيادة مقدارها (50) ريالا، وفي حال تأخر دراسياً أو تكرر غيابه يتم الخصم منه. تنفيذ الإجراءات يأخذ وقتاً طويلاً وأسماء العام الماضي لم تتسلم شيئاً حتى الآن! حاجة ملحة وعدّدت الأستاذة "شفاء عثمان قطّار" -مرشدة طلابية في المدرسة الثانية للبنات في مدينة جازان- بعض الشروط التي يجب توافرها في الطلبة والطالبات المتقدمين للحصول على إعانة تكافل بقولها: يجب أن يكون الحد الأدنى لراتب ولي الأمر (2000) ريال فما دون، كما يجب أن يكون مسكن الطالبة إيجارا بعدد غرف أقل من ثلاث، إلى جانب أن يكون عدد الإخوة خمسة فما فوق، مضيفةً أنه بهذه الشروط يمكن أن يحصل الطالب أو الطالبة على إعانة في المرتبة الثالثة أي بحد إعانة أعلى من غيرها. وحول عدد الطالبات المستحقات للمعونة في المدرسة أكدت على وجود (101) طالبة، جميعهن ممن يستحققن الحصول على إعانة، وذلك لانطباق الشروط عليهن، داعيةً إلى ضرورة الإسراع بصرف المعونة، نظراً لاحتياج الطالبات لها، لاسيما وقد بدأ فعلياً العام الدراسي. نقطة تحفيز وتمنّت الأستاذة "حنان المنصوري" -مديرة المدرسة 81 للبنات في الرياض- أن يشمل مشروع تكافل جميع الطالبات، وذلك على غرار المكافآت الجامعية، وأسوةً بغيرهن من الطالبات الجامعيات وطالبات تحفيظ القرآن، مضيفةً أن صرف المعونة للجميع سيكون حافزاً للطالبات على الاستمرار في العملية التعليمية، معتبرةً أن المكافآت المادية نقطة تحفيز للطالبات اللاتي لا هدف لهن في المستقبل، حتى يفكرن جدياً في قادم الأيام، مطالبةً بضرورة وضع غياب الطالبة في الحسبان، بحيث يتم التشديد على مديرات ومدراء المدارس في تنفيذ عملية الخصم من المكافآت جراء الغياب المتكرر بدون عذر، الذي تُعاني منه المدارس بشدة قبل وبعد الإجازات. هناك خلط وأكدت "حنان المنصوري" على أن لدى الأهالي خلطاً بالنسبة ل"برنامج تكافل"، وذلك بسبب عدم التوعية به عن طريق الإعلام بشكل واضح، إذ لا يزال هناك من يظن أنه سيكون كنظام حافز للجميع، مبينةً أن بعض من يستحق الإعانة من الطالبات يخجلن في طلبها، مُطالبةً بسرعة الصرف للطالبات، مع ضرورة البعد ب"برنامج تكافل" عن الروتين و"البيروقراطية"، التي من شأنها أن تقتل المشروع والهدف منه بطول تنفيذ الإجراءات، وكذلك حتى تصل الإعانة للمستحقين والمستحقات من الطلبة والطالبات، ذاكرةً أن الرفع بالأسماء كان قبل عام، لكن للأسف لم يتم الصرف لهن حتى الآن، لافتةً إلى أن التعاميم القاضية بالصرف أكدت أنه سيتم إعطاء الطالبات بطاقات للصراف الآلي مع كلمات المرور، وسيتم استلامها من مديرات المدارس مباشرة، نافيةً استلامها كمديرة مدرسة لأي شيء. مدرسة قدّمت بطاقات شراء مستلزمات من معونة البرنامج يُقدم وجبة يومية من المقصف لمن لا يستطيع الشراء د.محمد العمران علي الغامدي عزيز المصلحي