دعا وزراء الخارجية الأوروبيون في فيلنيوس إلى "رد واضح وقوي" على الهجمات الكيميائية التي وقعت في 21 أغسطس في سوريا، ولكن من دون أن يحددوا الشكل الذي يمكن أن يتخذه هذا الرد. وقال الوزراء في بيانهم الختامي اثر اجتماعهم "في مواجهة الاستخدام الوقح للأسلحة الكيميائية، لا يمكن أن يبقى المجتمع الدولي صامتا. لا بد من رد واضح وقوي للتأكيد أن جرائم مماثلة مرفوضة ولا يمكن أن تفلت من العقاب. علينا أن نتفادى خلق سابقة رهيبة عبر الاستخدام المتكرر للأسلحة الكيميائية". ورحب وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي دعي إلى اجتماع فيلنيوس بالبيان "الصارم" للاتحاد الأوروبي، رغم أن البيان لم يعلن تأييده للخيار العسكري الذي تدافع عنه واشنطن. وخلال تلاوتها البيان الختامي، أوضحت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون أن الوزراء توافقوا على وجود "قرائن قوية" تشير إلى أن النظام السوري مسؤول عن الهجمات بالأسلحة الكيميائية قرب دمشق التي أوقعت مئات القتلى. وأكد البيان أن النظام السوري "وحده يملك عناصر الأسلحة الكيميائية وسبل إطلاقها بكميات كافية". وفي مستهل الاجتماع، أعلن العديد من الوزراء ان من المهم انتظار تقرير مفتشي الأممالمتحدة حول الأسلحة الكيميائية قبل اتخاذ قرار. وأمل الوزراء الأوروبيون في أن ينشر هذا التقرير الأولي "في أسرع وقت"، مشيدين من جهة أخرى ب"التزام الرئيس (الفرنسي فرنسوا) هولاند انتظار هذا التقرير قبل القيام بأي تحرك". وشدد الأوروبيون في بيانهم على "المسؤولية الفردية لمنفذي" الهجمات الكيميائية، وعلى "دور المحكمة الجنائية الدولية بهدف التحقيق في هذه الأفعال والمحاكمة" عليها. وأضافوا أن هجوم 21 أغسطس "شكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي وجريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية". وكرر الوزراء "وحده حل سياسي يمكن أن يضع حدا لحمام الدماء الفظيع هذا ولهذه الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان وتدمير سوريا". وشددوا على أن "عملية دبلوماسية تفضي إلى حل سياسي تبدو ملحة أكثر من أي وقت. ومبادرة مؤتمر جنيف-2 للسلام ينبغي أن تتقدم سريعا". وغادر كيري فيلنيوس بعد الظهر متوجها الى باريس، على أن يتحدث إلى الصحافيين مساء مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس.