أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ صالح بن محمد آل طالب المسلمين باتباع العلماء وأهل الرأي واستشارتهم فيما يشاع من أخبار ومصائب تدور حولهم، وأخذ رأيهم في ما يحاك حولهم والابتعاد عن مفاتن الدنيا وشائعاتها. وقال في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام أمس: "حين يثور غبار نقع الفتن وتدلهم ظلمات المحن وتمر الأمة في بعض فتراتها بما يضل فيه كثير من الناس ويزل، فإن الفتنة تقبل عمياء مظلمة يشبه فيها الحق على كثير منهم وهنا لابد للمسلم من معالم يسترشد بها ومنارات يستدل بها، وهذا أعز ما على المسلم سلامة دينه. وأشار إلى أن السعادة والهناء في الصلاة والعبادة، بينما الناس مشغولون في الهرج والمرج ويهرعون إلى تلقف الأخبار والشائعات، موضحاً أن النبي صلى الله عليه وسلم يحث على الطاعات لتكون حرزاً من الفتن قبل وقوعها، ومن كان له زاد من تقوى وعمل صالح كان حريا له بالنجاة. وأشار الشيخ آل طالب إلى أن من المعالم التي يهتدي بها المسلم، الأخذ بالمحكمات وسنن الله الثابتات، ومنها التثبت وحرمة الدماء ولزوم الكتاب والسنة والنظر في العواقب والمآلات ومعرفة المصالح والمفاسد ومراتبها في الشرع وتقديمها على المصالح الدنيوية ومنها نعلم أن الحق هو ما وافق أمر الله وأمر رسوله وأن الفتنة بخلافهما، مؤكداً أن من المحكمات حرمة الدماء، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من استطاع منكم أن يحال بينه وبين الجنة بملء كفه من دم إغراقاً، فليفعل". وأكد أنه في زمن الفتن تكثر الشائعات ويختلط الصدق بالكذب خصوصاً مع قوة تأثير وسائل الإعلام وسهولة التواصل في توصيل الخبر وامتهان الكذب وجرأة الناس عليه بلا حياء، داعياً إلى التأني والتثبت والرفق والحلم في الفتن وتغير الأحوال ومشاورة أهل العلم والعقل والرأي والتجربة وعدم الانفراد بالرأي والمعافاة، فلا يلزم أن يكون لك رأي في كل نازلة أو قول في كل واقعة. وفيما دعا فضيلته إلى الإنصات واتباع أهل الرأي وأولي الأمر، حذر من زمن الفتن ومن لا يتورع من الولوغ وسن لسانه وقلمه بالنيل من الصالحين والتلبيس على عامة المسلمين وقلب الحقائق والتأليب بما يوقع الفتنة والفرقة في الدين، موضحاً أن على المؤمن إذا التبست عليه الأمور أن يجتنب ما التبس عليه، أما إذا استبانت له وجب عليه أن يكون مع الحق. وفي خطبة الجمعة من المدينةالمنورة أمس، أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير المسلمين بتقوى الله، لان التقوى فوز وعز ورضا. وقال: "إن الآجال قاضية وإن الآمال فانية وإن الموت لابد منه وإنه لابد من البعث والحشر وإن الإنسان يبلى ساعة بعد ساعة وإن الإنسان يأمل أن يبقى طويلاً وإن لكل أجل محتوم وأمد مقسوم لا محيد عنه ولا مفرمنه وإن الأجل إذا جاء فإنهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون". ومضى إمام وخطيب المسجد النبوي قائلاً: "لن تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن خمس عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وماذا عمل فيما علم"، حاثاً المسلمين على تذكر الموت بما يحملهم على أداء الفرائض وفعل الطاعات وترك المعاصي والمحرمات والإقلاع عن الذنوب، ومحذراً بني الإسلام من السقوط في ورطة الإصرار. واختتم بقوله: "إن هذه الدنيا هي دار قليل بقاؤها سريع انقضاؤها ووشيكة الفناء، فالحذر من ضياع العمر بين العجز والكسل وتصرم الساعات بين الرغبة والغفلة واللهو"..