المدرب الوطني هو مدرب رياضي يتمتع بصفات وخصائص المدرب في كل دول العالم التي تمارس فيها الرياضة، ولكنه يختلف عن المدرب الأجنبي في اللغة والبيئة التي نشأ فيها، هذا الاختلاف ميزة هذا المدرب الوطني من غيره ففهم طبيعة المجتمع والبيئة المحيطة باللاعبين عنصر مهم في تعامل المدرب مع طاقم الفريق، فكم من مدرب يمتلك كماً من الخبرات والامكانات لم يستطع أيصالها او تكييفها مع البيئة التي يعمل فيها والشواهد على ذلك كثيرة ولعل الغاء عقود المدربين الموسمية في الدوري السعودي خير شاهد على ذلك. اليوم في الدوري السعودي استبشرنا خيراً عندما بدأت بوادر عودة الثقة بالمدرب الوطني الذي كان في السابق مدرب الطوارئ الأول والمسعف الأخير للمنتخبات والأندية في حال تعليق شماعة الاخفاقات المتكررة على الأجنبي، مثل تعاقد الهلال مع المدرب سامي الجابر وتعاقد الفيصلي الأردني مع المدرب علي كميخ من قبل بداية الموسم وهذا يعطينا أملا ان العقدة الموسوم بها مجتمعنا الرياضي "عقدة الأجنبي" في طريقها للحل، والواجب هنا على المجتمع الرياضي من جمهور وأعلام الوقوف وبقوة الى جانب هذا التوجه الجريء من قبل المدربين أنفسهم أولاً ومن قبل من اختارهم ووضع ثقته بهم، ولعل طبيعة اختيار سامي الجابر في السعودية كان له صدى أكبر من تعاقد الفيصلي مع علي كميخ لأسباب منها انه ذهب الى دوري عربي جرب المدرب العربي سابقا على مستوى النادي والمنتخب وحقق معه عدة انجازات عكس تجربة سامي الجابر الذي كان اختياره في بيئة لم تعتد على ان يكون المدرب الوطني هو المخطط والمنفذ من البداية اضافة الى أن التعاقد معه جاء في ناد كبير على المستوى المحلي والقاري. كل ذلك سيلقي على سامي مسؤولية ضخمة وتحديا كبيرا ومغامرة إن نجح فيها سيذهب بالرياضة السعودية الى آفاق جديدة، وكأني بالأمير عبدالرحمن بن مساعد يقول: (نعم نضع ثقتنا في ابن الوطن بعد ان جربنا الأجنبي الذي يتطلب أمكانات كبيرة لتوفير بيئة مناسبة لطبيعة معيشته ورفاهيته في سعينا لتحقيق الأنسجام المنشود بينه وبين اللاعبين، ومن ثم نضع ايدينا على قلوبنا طوال الموسم خشية اختطافه من الفرق او المنتخبات الأخرى)، فولاء هذا المدرب لن يكون الا للمادة ولا غير، نعم سيقولها بن مساعد جربنا من يملكون السيرة الذاتية التي تغص بالانجازات ولكنهم عندما قدموا لدينا لم يكن لديهم الطموح، نعم سيرددها اخترنا الجابر لأنه في الشرق الآسيوي الذي تفوق علينا يعتمدون اعتمادا كليا على "ابن الوطن" بعد ان جربوا صنوفا من الجنسيات المختلفة لتدريب انديتهم ومنتخباتهم، نعم لن نعيد اختراع العجلة في كل موسم، سنضع ثقتنا في سامي الجابر. ختاما فمعايير نجاح او اخفاق الجابر يجب ان لا تختلف عن معايير تقويم المدربين الاخرين، صحيح ان الانجاز مطلوب وعامل مهم لكن الاهم من ذلك ان يقدم سامي عملا احترافيا على أرض الملعب فنسبة مشاركة المدرب في تحقيق الفوز لا تتجاوز 40 بالمائة على أكثر الأحوال ومن هنا يجب علينا ان نقوم عمله. علي كميخ