ربع قرن من الزمان، تشكلت فيها بنية ومعالم المملكة العربية السعودية، بل إن المملكة بشكلها الحديث والعصري لم تكتمل إلا خلال هذه المرحلة البارزة في التاريخ السعودي الحديث، فقد كان الاستثمار في الوطن والمواطن محور استراتيجية الملك فهد بن عبدالعزيز (رحمه الله) في التنمية الوطنية المستدامة، فجاء المنجز السعودي شاهدا على صدق الرسالة، وأمانة المسؤولية، هكذا تبنى الأوطان. فعندما بدأ الملك المؤسس رحلة التوحيد، كان خطاب الوحدة والبناء سمة المرحلة، فمتطلبات التأسيس كانت لها أولوية في عهد الملك المؤسس، وكذلك في عهد خليفته الملك سعود، وحينما قاد الملك فيصل رحلة البناء السياسي لمكانة المملكة خارجيا، وتموضعها بشكل ذكي ولائق على المسرح السياسي الدولي، كان الخطاب السعودي يتمحور حول التضامن الإسلامي، فجاء الخطاب والسلوك السياسي مستوعباً لهموم الأمة الإسلامية وتطلعاتها، فتعرف العالم الإسلامي بشكل أكبر على رسالة المملكة وأهدافها النبيلة، وثمن العالم الرسالة السعودية السامية، ودورها الرائد في العمل الإسلامي، وباتت المملكة قلب العالم الإسلامي ووجهته الأولى ،فقد ساندت المملكة وعاضدت الدول الإسلامية بشكل إنساني وحضاري غير مسبوقين في تاريخ العلاقات الدولية، وقد خلف الملك خالد سلفه في هذا المسار وحافظ على هذه الرسالة السامية لهذه البلاد المباركة. وعندما تولى الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز (خامس ملوك الدولة السعودية الثالثة) مقاليد الحكم، كان يحمل فلسفة سياسية ورؤية وطنية، فكان خطاب النهضة والتحديث هو خطاب المرحلة فكرا وممارسة، فحققت المملكة العربية السعودية في هذه الفترة إنجازات وطنية وعربية وإسلامية بارزة، يسجلها التاريخ بماء من ذهب لمهندس النهضة السعودية الحديثة، ويحفظها التاريخ للملك المغفور له فهد بن عبدالعزيز ولكن اذا كانت خسارة الأمة السعودية بوفاته كبيرة، ومصيبتها عظيمة، فان عزاءنا ان خلفه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله)، فالملك عبدالله بن عبدالعزيز حمل هموم الوطن والمواطن مبكرا، فجاء خطابه السياسي متفقا وظروف المرحلة، والمتغيرات المحلية والاقليمية والدولية، وينم عن ذكاء سياسي وحس وطني كبيرين، فتمحور خطابه السياسي خلال الأشهر الماضية حول بناء الإنسان السعودي، والإصلاح ومكافحة الفقر والإرهاب، لتدشن بلادنا الغالية فصلا قادما مشرقا في مسيرة المملكة العربية السعودية، تبرز فيه معالم الرخاء والاستقرار.. رحم الله الملك فهد، وأعان الملك عبدالله وولي عهده وأيدهم بنصره. ٭ نائب رئيس مؤسسة البريد السعودي للشؤون الفنية وتقنية المعلومات