ذكرت مفوضية الأممالمتحدة العليا لشؤون اللاجئين امس في جنيف أن عدد السوريين الذين فروا من منازلهم خلال الصراع ارتفع إلى 6.25 ملايين شخص، مشيرة إلى أن ذلك يشكل أكبر مجموعة من اللاجئين في أي بلد حول العالم. ويعني هذا أن نحو ثلث سكان سورية قبل الحرب والبالغ عددهم 20 مليون سوري قد نزحوا داخل البلاد أو فروا عبر الحدود خلال مدة الصراع منذ أكثر من عامين ونصف العام. وذكر مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن عدد اللاجئين في الخارج تجاوز مليوني شخص امس، بزيادة أكثر من 1.8 مليون شخص على مدار ال 12 شهرا الماضية. وفي الوقت نفسه، فر 4.25 ملايين سوري من منازلهم إلى أماكن أكثر أمنا داخل البلاد في أواخر آب/أغسطس. وقال المفوض السامي لشئون اللاجئين في الأممالمتحدة أنطونيو جوتيريس إن "سورية أصبحت المأساة الكبرى لهذا القرن - فهي كارثة إنسانية مشينة تنطوي على معاناة وتشريد لا مثيل له في التاريخ الحديث". وتأتي الإحصاءات الأحدث في الوقت الذي تبدأ فيه مناقشة بشأن تفويض لهجمات عسكرية ضد سورية في وقت متأخر من الثلاثاء في الولاياتالمتحدة عندما يقدم وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل ووزير الخارجية جون كيري أدلتهما أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ. وتزيد فرنسا الجهود لبناء دعم للخطوة العسكرية، وأطلقت الاثنين تقريرا استخباراتيا خلص إلى أن هجوما يبدو أنه بغاز سام وقع بالقرب من دمشق "لا يمكن أن يكون نفذه أو أمر به سوى النظام". واتهم التقرير الذي جاء في تسع صفحات نظام الرئيس بشار الأسد باستخدام "هائل ومنسق" للمواد الكيماوية في 21 آب/أغسطس. وكانت فرنسا قد أبدت استعدادها للانضمام إلى تحالف بقيادة الولاياتالمتحدة "لمعاقبة" النظام السوري لاستخدامه المفترض للأسلحة الكيماوية. وبدا أن هناك هجوما وشيكا مطلع الأسبوع لكن التوترات هدأت عندما قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه يريد أن يصوت الكونغرس، وهو في عطلة حتى التاسع من الشهر الجاري، على تفويض لأي تدخل. ورد الأسد مجددا حيث قال لصحيفة لوفيغارو الفرنسية إن حكومته ليس لديها ما تكسبه من استخدام الأسلحة الكيماوية "عندما يكون موقعنا على الأرض أفضل اليوم مما كان عليه العام الماضي". وتساءل :"أين المنطق ؟" في الحوار الذي نشر امس. وبدا أنه يستبعد فرضية صدور أمر استخدام الأسلحة الكيماوية من شخص أقل رتبة، دون علمه. وأضاف:"لم نقل يوما اننا نمتلك أسلحة كيماوية... ولكن عادة في الدول التي تمتلك مثل هذه الأسلحة، فإن القرار يكون مركزيا". ومن المقرر أن يطلع السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون بإيجاز الدول العشر غير دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي في وقت متأخر الثلاثاء على أحدث التطورات في التحقيق الخاص بالأسلحة الكيماوية. ومن المقرر أن يجتمع وزراء من العراق والأردن ولبنان وتركيا في جنيف اليوم لحشد الدعم لجهودهم لإعالة اللاجئين السوريين. وجميع اللاجئين السوريين تقريبا تستضيفهم الدول المجاورة في المنطقة، والتي استنفدت كل طاقتها في محاولة التعامل مع إجمالي خمسة آلاف شخص إضافي يصلون يوميا. وحتى الآن لم يقدم المجتمع الدولي سوى أقل من نصف مبلغ ال 98ر2 مليون دولار الذي تحتاجه الأممالمتحدة ومنظمات أخرى خاصة بتقديم المساعدات هذا العام لمساعدة اللاجئين السوريين. وحتى نهاية آب/أغسطس الماضي، استقبل لبنان 716 ألف سوري، والأردن 515 ألفا وتركيا 460 ألفا والعراق 168 ألفا ومصر 110 آلاف. جدير بالذكر أن أكثر من نصف هؤلاء اللاجئين أطفال.