أعلنت مفوضية الاممالمتحدة العليا للاجئين أن عدد اللاجئين السوريين ارتفع ثلاثة اضعاف منذ حزيران (يونيو) متجاوزاً 300 الف وتوقعت ان يتضاعف هذا العدد حتى نهاية العام. وصرح ناطق باسم المفوضية في جنيف «تظهر الارقام الاخيرة بلوغ عدد اللاجئين السوريين 311 الفاً و500 شخص في اربع دول متاخمة (الاردن ولبنان وتركيا والعراق) وتذكرون ان عددهم كان 100 الف في حزيران». في الاسبوع الفائت وجهت المفوضية ومنظمات انسانية اخرى نداء مشتركاً لجمع 487 مليون دولار من اجل مساعدة 710 آلاف لاجئ سوري حتى نهاية العام. وقتل 30 الف شخص على الاقل من بينهم اكثر من الفي طفل في اعمال العنف التي بدأت في سورية في آذار (مارس) 2011 بحسب ارقام المرصد السوري لحقوق الانسان. وكان مفوض الأممالمتحدة السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو جوتيريس قال إن عدد اللاجئين في أنحاء العالم عام 2012 سيتجاوز أي عدد سجل هذا القرن مع فرار عشرات الألوف من سورية كل شهر. وأبلغ جوتيريس اللجنة التنفيذية للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة بأن إمكانات المفوضية لم تعد تسمح بالمزيد في تصديها لهذا الوضع. وأضاف: «في عام 2011 عندما تلاحقت الأزمات واحدة تلو الأخرى عبر أكثر من 800 الف شخص الحدود لاجئين أي ما يزيد على 2000 لاجئ يومياً في المتوسط». وتابع ان هذا كان أكبر عدد منذ بداية القرن «وهذا العام فر حتى الآن أكثر من 700 الف شخص من جمهورية الكونغو الديموقراطية ومالي والسودان وسورية». وكان مسؤول آخر في المفوضية قال يوم الجمعة إن العدد الاجمالي للاجئين الفارين من سورية قد يصل إلى 700 ألف هذا العام وهو ما يقرب من أربعة أضعاف تقدير المفوضية السابق مع احتدام المعارك بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة في انحاء البلاد. وقال المسؤول بانوس مومتزيس المنسق الإقليمي لشؤون اللاجئين بالمفوضية في إفادة صحفية إن نحو 294 ألف لاجئ عبروا الحدود هرباً من الصراع المستمر منذ 18 شهراً إلى الأردن والعراق ولبنان وتركيا أو ينتظرون التسجيل هناك. وأضاف أن 100 ألف شخص فروا من سورية في آب (اغسطس) و60 ألفاً في ايلول (سبتمبر) ويعبر حالياً ما بين 2000 و3000 شخص الحدود يومياً الى الدول المجاورة. وينضم اللاجئون الجدد الى نحو 42 مليون لاجئ في جميع أنحاء العالم فروا عبر الحدود هرباً من العنف. ويعيش كثير من هؤلاء منذ عشر سنوات أو اكثر بل ومنذ مدد أطول في بعض الحالات في أماكن إيواء موقت توفره المفوضية. وفي ظل الأزمة الاقتصادية العالمية والضغوط الواقعة على موازنات الحكومات قال جوتيريس للجنة التنفيذية للمفوضية ان تكلفة مساعدة اللاجئين تتزايد بشكل سريع بينما لا تزال أزمات طويلة الأمد مثل أفغانستان والصومال مستمرة. وأضافك «نحن في لحظة تتزايد فيها المطالب علينا بينما لا تزال وسائل الاستجابة المتاحة عند مستوى العام الماضي نفسه». ومضى قائلاً: «عملياتنا في أفريقيا على وجه الخصوص تعاني بشكل كبير من نقص التمويل. في هذه اللحظة لا مجال لدينا لمواجهة حاجات غير متوقعة ولا وجود لموارد احتياطية. في ظروف العمل السائدة حالياً والتي لا يمكن التكهن بتطوراتها يمثل هذا مدعاة للقلق العميق».