حذر الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات "جيبكا" الهيئات الممثلة لقطاع التصنيع في الشرق الأوسط من التطورات التي يشهدها قطاع البتروكيماويات العالمي وتداعياتها الفعلية التي لا بد أن تؤثر على مستقبل قطاع الأسمدة في دول مجلس التعاون الخليجي، بالرغم من التوقعات بنمو الطاقة الإنتاجية لقطاع الأسمدة في منطقة الشرق الأوسط إلى 50.4 مليون طن بحلول عام 2016. وتوقع الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات أن تتأثر عوائد شركات دول مجلس التعاون الخليجي سلباً في المستقبل القريب لتوفر المواد الأولية بأسعار مناسبة في أيدي المنافسين بفعل ثورة الغاز الصخري في أمريكا الشمالية. وقال أمين عام الاتحاد الدكتور عبدالوهاب السعدون: بالنظر إلى الارتباط الوثيق لاقتصاد منطقة الشرق الأوسط بقطاع النفط والغاز، لا يمكننا تجاهل أيٍ من التغيرات أو التوجهات التي تؤثر على أدائه سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي. وكشف بحث أعدته الوكالة الدولية للطاقة العام الماضي أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تستورد في المرحلة الراهنة 20% من مجمل احتياجاتها في قطاع الطاقة، إلا أن التطورات التقنية المتسارعة في استخراج الغاز والنفط الصخريين قد تؤدي إلى أن تصبح أكبر منتج للنفط في العالم خلال العقدين القادمين من الزمن. ومن المتوقع أن يتأثر قطاع الأسمدة في دول مجلس التعاون الخليجي بهذا النمو المرتقب في إنتاج الغاز الصخري، إذ تشير الأرقام المبدئية الصادرة عن "جيبكا" إلى أن حجم الأسمدة المصدرة إلى أمريكا الشمالية عام 2012 بلغ 1.7 مليون طن، لتشكل هذه البلدان ثاني أكبر سوق لصادرات الأسمدة من دول مجلس التعاون الخليجي، بعد منطقة الشرق الأقصى. وأضاف السعدون: يتيح اكتشاف مكامن الغاز الصخري في أمريكا الشمالية لشركات الكيماويات في تلك المنطقة إمكانية الحصول على المواد الأولية الداخلة في تركيب الأسمدة مثل النتروجين والكبريت بأسعار أقل، مما قد يعرّض منتجي الأسمدة في دول مجلس التعاون إلى التراجع. وأكد أنه في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها الغاز الصخري، تبرز الحاجة إلى تطوير قطاع الأسمدة في منطقة الشرق الأوسط، ليكون قادراً على الاستفادة من قدراته التنموية. من جهة ثانية، تستضيف "جيبكا" مؤتمرها السنوي الرابع للأسمدة في سبتمبر المقبل بدبي، للتباحث في أبرز التوجهات العالمية المؤثرة في أداء القطاع. ويستقطب الحدث أكثر من 300 من كبار خبراء القطاع للاطلاع على أحدث الرؤى والتوجهات الكفيلة بتحقيق استدامة نمو قطاع الأسمدة في دول مجلس التعاون الخليجي. وستكون النهضة الكبيرة في قطاع الغاز الصخري في الولاياتالمتحدة وتأثيرها على القطاع في الشرق الأوسط المحور الرئيسي لجلسة نقاش خاصة تحت عنوان "ثورة الغاز الصخري في أمريكا الشمالية".