تُعتبر منطقة دول مجلس التعاون الخليجي بحسب ما تشير إليه أحدث الإحصائيات أكبر مصدّر للأسمدة النتروجينية حيث تشكّل صادراتها من هذه الأسمدة 16٪ من إجمالي الصادرات العالمية لها في حين أنّ صادرات الكبريت تشكّل 18٪ من إجمالي صادراته العالمية. هذه المكانة البارزة لمنطقة الخليج في صناعة الأسمدة العالمية هي التي دفعت بالاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات (جيبكا) إلى تنظيم مؤتمر الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات للأسمدة بالتعاون مع شركة بريتيش سالفور إيفنتز British Sulphur Events. يُعقد المؤتمر يومي 28 و29 سبتمبر الجاري في فندق إنتركونتينانتال دبي فستيفال سيتي، وسوف يستقطب إلى المنطقة كبار التنفيذيين من مختلف أنحاء العالم لمناقشة ديناميكية العرض والطلب على الأسمدة، والبحث في مختلف التحديات التي تقف في وجه الأمن الغذائي العالمي. نتيجة لنمو عدد السكان في العالم وانخفاض مساحة الأراضي الزراعية، يبقى الدور الذي تؤديه الأسمدة في إنتاج المحاصيل أساسياً جداً. ووفقا لتقديرات منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) فأنّ إنتاج المحاصيل الزراعية يجب أن يرتفع بنسبة 70٪ لإطعام 2,3 مليار نسمة إضافية بحلول العام 2050. وبناء على ذلك، تعمل شركات الأسمدة في العالم مع شركات أخرى من سلسلة التوريد العائدة لتصنيع الأغذية بكد وتبذل جهوداً كبيرة لتحقيق هذا الهدف. ولا شكّ في أنّ مصنّعي الأسمدة في دول مجلس التعاون الخليجي سيلعبون دوراً مهماً جداً في هذا السبيل. وفي هذا السياق، صرح د. عبد الوهاب السعدون، الأمين العام للاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات قائلاً: "ينظم الاتحاد هذا المؤتمر لمناقشة موضوع العرض والطلب على الأسمدة، والبحث في الدور الذي يمكن أن تلعبه دول مجلس التعاون الخليجي لتلبية الطلب المستقبلي على الأسمدة في الأسواق العالمية. وبالإضافة إلى ذلك، سيجمع هذا المؤتمر الشركات الرائدة في هذه الصناعة في المنطقة مع عملائها وموردي الخدمات لها لمناقشة المشاكل المتعلقة بالطلب على الأسمدة والتقدم الحديث في عملية التصنيع التكنولوجية، إلى جانب تسليط الضوء على الاستخدام الأفضل للأسمدة للحصول على محاصيل ذات نوعية فضلى". مع انخفاض كلفة الغاز الطبيعي وسهولة الوصول إلى طرق الشحن الأساسية، تحتلّ دول مجلس التعاون الخليجي الموقع المثالي لتصنيع الأسمدة التي تحتوي على النيتروجين وتصديرها للعالم أجمع. وفي هذا الإطار، تجدر الإشارة إلى أنّ نسبة صادرات الأسمدة التي تحتوي على النيتروجين من دول مجلس التعاون الخليجي تبلغ اليوم 16٪ من مجموع الصادرات العالمية لها كما هو مذكور آنفاً، وهي نسبة سوف ترتفع بالطبع في المستقبل مع ارتفاع أحجام الأسمدة التي تحتوي على النيتروجين في العالم. في أوائل العام 2011، ستصبح المملكة العربية السعودية قادرة على تصنيع الفوسفات وتصديره، مضيفةً بذلك إلى جعبة الأسمدة المصدرة من منطقة دول مجلس التعاون الخليجي مادة جديدة من المواد المغذية الأساسية الثلاث لتصبح بالتالي أكبر مصدّر للفوسفات الثنائي الأمونيوم في العالم بعد الولاياتالمتحدة الأميريكة. فالسعودية تستطيع إنتاج 2,9 مليون طن من الفوسفات الثنائي الأمونيوم أي ما يمثل 18٪ من صادرات هذا الفوسفات في العالم. إضافة إلى النيتروجين والفوسفات، في دول مجلس التعاون الخليجي أيضاً مادة مغذية أخرى وأساسية لصناعة الأسمدة هي الكبريت. فالكبريت مادة نفطية وغازية ويتمّ اشتقاقه من النفط والغاز لأسباب بيئية. وعلى الرغم من أنّه منتج للنفاية في صناعة الهيدروكربونات، هو دعامة أساسية للأسمدة وتصنيعها، كما أنّه مادة مغذية ثانوية لنمو النباتات. تنتج دول مجلس التعاون الخليجي بكميات هائلة من الكبريت المستخلص من خام البترول الثقيل وهي تصدّر إلى الخارج ما يعادل 6,2 ملايين طن منه في السنة أي 18٪ من الصادرات العالمية له، ولا شكّ في أنّ كمياته ستزداد أكثر بعد تزامناً مع ازدياد العمليات النفطية والغازية في المنطقة. تحتلّ دول مجلس التعاون الخليجي موقعاً مثالياً بالنسبة لعدد كبير من الدول المستوردة مع الإشارة إلى أنّ أكبرها الهند التي بلغت نسبة موادها المغذية السنة الماضية 20٪ من مجموع المواد المغذية المتبادلة في العالم. ومقابل ذلك، تُعتبر منطقة جنوب آسيا أكبر سوق تصدير للأسمدة التي تحتوي على النيتروجين من دول مجلس التعاون الخليجي وتليها في ذلك منطقة جنوب شرق آسيا وأميركا الشمالية وأفريقيا وأوقيانيا. في مؤتمر الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات للأسمدة، سيقدّم محللو القطاع ومتحدثون خبراء من شركات التصنيع وأكبر شركات المقاولات العاملة في قطاع الأسمدة وجهات نظرهم المختلفة حول أسواق الأسمدة الأساسية وحول التصنيع والتكنولوجيا، لتزويد المشاركين برؤية واضحة عن سوق الأسمدة والتحديات والفرص التي ينطوي عليها الطلب الطويل الأجل.