يكشف مستوى الآداء المقدم من قبل بعض المحلات الخدمية أو الشركات الاستثمارية أو المشاريع التجارية مستوى الطاقم الذي يعمل داخل تلك المشروعات مع مستوى الإدارة الموجهة فيها، حيث توجد العديد من القطاعات التي تقوم فكرتها على الاستثمار ومنطلق مبدأ الربح والخسارة إلا أن الكثير منها لا يقدم الخدمة بجودة عالية مما يكشف وجود إشكالية في أهم ما يقوم عليه الاستثمار وهو الإدارة وطاقم العمل من موظفين وعاملين، فإذا ما وجدت الثغرات في مستوى العلاقة بين الطرفين وجدت الخدمة السيئة التي يقبلها المواطن لأن السوق والحاجة والطلب تفرض عليه قبول مايتاح وما يقدم له. وعلى الرغم من استمرارية بعض المشاريع الاستثمارية والربح الذي تحققه إلا أن ذلك لايعني عدم وجود إشكالية كبيرة في مستوى بعض الإدارات التي تقوم عليها تلك المشاريع وكذلك الموظفون الذين يعملون في ذلك المجال الاستثماري، فقد يوجد الموظفون الجيدون ولكن الإدارة هنا ضعيفة أو غير قادرة على وضع الخطط والإستراتيجيات التي تكفل جودة ما يقدم من خدمة، وقد توجد إدارة جيدة إلا أن انتقاء الموظفين المتمكنين يمثل أمرا صعبا للقيادات التي تبحث عمّن يرتقي بمستوى خدمتها. القيادي الناجح يرى أخصائي الاقتصاد النقدي والمالي الدكتور صالح السلطان أن نجاح المشاريع الاستثمارية في قطاع الأعمال إنما يعتمد على مدى تنفيذ الخطط والإستراتيجيات التي تكفل نجاح تلك الشركة القائمة على آداء الإدارة الجيد والعاملين المهنيين فهما ركنان إذا فقدا في أي مؤسسة أعمال أو شركة فإنها لن تستطيع النجاح، موضحا أن الإدارة تحتاج إلى القيادي الجيد القادر على الإدارة حتى إن كان مستوى العاملين لديه أفضل من الناحية المهنية فقد لا ينجح القائد الإداري في الجانب التنفيذي، لكنه ناجح جدا كقيادي إداري مثل الدكتور غازي القصيبي الذي نجح في وزارة الصحة رغم انه لم يكن طبيبا ولا يفهم في الطب. وأشار إلى أن رجال الأعمال ليسوا سواء في اختيارات من يقود شركاتهم الاستثمارية فهناك من يحرص على أن يتصف بصفات القيادي الجيد وهناك من يعتمد الاختيار لديه على الأهواء والمصالح الشخصية وربما تعارض المصالح والمناكشات التي تحدث بين من ينتمون لذلك الاستثمار فتحدث خلافات مهنية وغير مهنية في عملية الاختيار، لكن ذلك لا يمنع أن هناك من الإداريين من يمتلك المهارة والقدرة والنظرة الصائبة في الإدارة. وأضاف أن من أهم صفات الإداري الجيد الذي يستطيع أن يقود أي قطاع استثماري ناجح الإلمام بجميع تفاصيل العمل الذي يقوده، وطبيعة الاستثمار وما يقوم عليه، كما يجب أن يضع خطة للتطلعات والرؤيا والأفكار لتحقيق هذه الأهداف وأن يكون محظوظ تحقيق دعم جيد من قبل الشركاء الذين يهمهم نجاح هذا الاستثمار، ولا بد أن يتصف بالبراعة والذكاء والمهارة في حسن إدارة الموظفين وقيادتهم ودفعهم لمصلحة الشركة بشكل منظم وجاد. دافع الاستمرار وبين الخبير الاقتصادي طارق أحمد فؤاد أن السبب في تراجع بعض الشركات الاستثمارية أو أي مشروع استثماري مهما كان صغيرا يعود إلى الخلل الموجود في الإدارة وإلى الثغرة الموجودة بين الإدارة لقطاع العمل الاستثماري وبين العاملين في ذلك العمل فمن صفات الاستثمار الجيد أن يكون هناك كوادر عاملة جيدة وقيادة قادرة على إدارة العملية الاستثمارية بشكل جيد مع توفر الموظفين القادرين على إنجاز الأعمال الموكلة إليهم، مشيرا إلى أنه قد يحدث أن تكون الإدارة ضعيفة إلا أن العاملين يتصفون بالمهارة لرغبتهم في تحسين أوضاعهم، فبعض القطاعات الصحية الخاصة تضم ادارات غير جيدة، لكن الأطباء الذين يعملون فيها متميزين. وأكد أن الاستمثار قد ينجح حتى حينما يكون هناك خلل في الإدارة التي تقود المشروع أو في العاملين في ذلك القطاع لحاجة السوق فكلما كانت هناك حاجة كبيرة للخدمة المقدمة من الاستثمار كلما كان ذلك مدعاة لاستمراره ودوامه حتى مع ضعف الإدارة أو وجود خلل في الموظفين إلا أن ذلك لا ينطبق على الدول المتقدمة التي تضم عدة خيارات تجعل المستهلك او العميل يتجه للأفضل، لكن حينما يحصل عجز في الخدمة يضطر للجوء إلى مقدمها حتى لو كانت سيئة. ودعا فؤاد إلى ضرورة وجود جهة أو هيئة تضع المواصفات التي ينبغي أن يكون عليها المشروع الاستثماري ولا بد أن تكون هناك اشتراطات كحد أدنى لتوفر صفات في القيادة المتمكنة للاستثمار مع الالتزام بوجود كوادر جيدة ومتميزة أيضا، مشيرا إلى أن صفات الإدارة الجيدة تعتمد في المقام الأول على نوع الاستثمار فهناك استثمار يحتاج إلى قيادة حازمة في حين هناك استثمار آخر يحتاج إلى قيادة لينة ومتفهمة.