انتشرت في بداية الخمسينات أفلام عديدة تظهر فيها (الحماة/ أم الزوجة) وكأنها مصدر الشرور كلها والسبب الرئيسي في فساد الحياة الزوجية، لكن الدراسات الحديثة في علم النفس والاجتماع تؤكد عكس ذلك منطلقة من فكرة أساسية مأخوذة من قول شعبي مأثور وهو (البنت سر أمها) حيث أثبتت تلك الدراسات صحة هذه المقولة التي من شأنها تغير وجهة النظر تجاه (الحماة) وتنفي أسماء الأفلام القديمة مثل (حماتي قنبلة ذرية،الحموات الفاتنات، حماتي ملاك) وغيرها من الأسماء التي كانت تحمل معنى ضمنيا يسيء للحماة. ومن هذا المنطلق تقول الدكتورة عزة كريم - رئيس وحدة الأسرة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية- إن هناك تشابهاً كبيراً بين صفات الأم وصفات البنت فكل منهما يأخذ من الآخر كثيراً من الملامح خاصة البنت التي تتشكل من خلال صفات أمها، لذلك انصح الشباب عند الزواج بالتقرب من أم الزوجة وأن يكون بينهم علاقة وثيقة حيث ان هذه العلاقة هي مفتاح السعادة الزوجية لأنه بهذه الطريقة سيتعرف على صفات زوجته مبكرا كما ان حماته ستجعله يضع يده على مواطن ضعف وقوة الزوجة والتفاصيل التي تسعدها وتجعل الحياة الزوجية تسير وفق أسس سليمة. أما الدكتور صلاح الدين جوهر - الأستاذ بكلية التربية- فيرى أن السبب الرئيسي في اشتراك الأم وابنتها في الصفات هو أن هيكل الحياة الاجتماعية يجعل الأب خارج المنزل أطول وقت ممكن من أجل العمل بينما الأم تظل في المنزل، وعادة ما تقوم البنت في البداية بتقليد أقرب الناس لها وبالطبع لا يوجد أقرب من الأم كي تقوم بتقليده فتأخذ كثيراً من صفاتها، حيث تأخذ من الأم كل صفاتها حتى نبرة الصوت وبعض السلوك إلا أنها بعد عدة سنوات وعندما تتسع دائرة حياتها تبدأ في تقليد نماذج أخرى وهنا تضع البنت قدمها على أول طريق الاختلاف مع الأم ومع مرور الزمن تترسخ هذه الاختلافات السلوكية البسيطة حتى تتسع إلى أن تصبح وجهة نظر مختلفة نتيجة الخبرة والتجارب إلا أنها تحتفظ بكثير من صفات الأم خاصة في الحياة الزوجية نتيجة أن خبرتها الأساسية في هذا الموضوع نابعة من علاقة أمها بأبيها لذلك ينصح علماء وخبراء التربية كل الأمهات أن يتسع صدرها لابنتها في كل الأسئلة التي تطرحها إليها حتى لا تلجأ لأقرانها وتكون النتيجة مشاكل عديدة.