عندما أعلن "أبو فراس" عن رغبته الارتباط بزوجة ثانية "قامت الدنيا ولم تقعد" في بيت أسرته، تعالت جميع الأصوات النسائية بالرفض التام، وتنوعت فيها أسباب الرفض خوفاً من العواقب المترتبة على هذا الزواج.. الوالدة كانت نظراتها الغاضبة أبلغ من كل الكلام، فهي ابنة اختها الوحيدة وزوجة ابنها البكر وأم أول أحفادها الصغار، أمّا أخته الكبرى فقد أكدت على أن رفضها غير قابل للنقاش نهائياً؛ بسبب علاقتها الطيبة بزوجته التي كانت نعم الأخت وساندتها في كثير من المواقف التي مرت بها، ومن الطبيعي أن ترد لها الجميل بأجمل منه، أمّا الأخت الوسطى التي كانت كثيراً ما تتمنى مجيء هذا اليوم؛ نظراً لعدم التوافق بينها وبين زوجة أخيها إلاّ أنها وبرغم ذلك فضلت الصمت التام، خوفاً من أن يدفع أبناء أخيها الأربعة فاتورة هذا الزواج، لذلك فضلت أن تقف في مصلحة أُسرة أخيها، واختارت الأخت الصغرى الوقوف في منتصف الطريق، على الحياد ما بين تأييدها فهذا حقه الشرعي، ورفضها حتى لا تتحمل تبعات موقفها المؤيد من الزوجة والأبناء، وحتى لا تقع في دائرة اللوم من باقي نساء الأسرة على تصرفها لو ذهبت معه لخطبة عروسه الجديدة، لأنها بذلك تكون أضاءت الضوء الأخضر أمام باقي أزواج الأسرة إذا رغبوا الزواج بثانية. ويبحث كثير من الأزواج على الارتباط بثانية؛ نتيجة عدم استقرار حياتهم مع زوجاتهم الأوليات، ولكثرة المشاكل في منازلهم، وللبحث عن حياة جديدة مع امرأة أخرى قد تنسيهم كل ما مضى، لكنهم يتعرضون للإحراج في حال أرادوا أن يذهب معهم أحد، خاصةً في "يوم الخطبة"، فلا أخواتهم يُردن الذهاب، ولا أشقاؤهم، ولا حتى أباؤهم وأمهاتهم، والسبب المؤكد حتى لا تُسجّل الزوجة الأولى موقفاً ضدهم، ليبرز السؤال: "من يذهب معك في زواجك الثاني؟". أنقذني صديقي عندما قرر "أبو سلطان" -(48) عاماً- الزواج للمرة الثانية رفضت كل نساء أسرته الذهاب معه لخطبة عروسه، معتقدين أن هذا الرفض سيجعله يصرف النظر بشكل نهائي عن الفكرة، مضيفاً: "وجدت نفسي وحيداً أمام هذا المشروع، فجميع أفراد أسرتي نساءً ورجالاً رفضوا ذلك، ومارسوا علي ضغوطاً كثيرة، على أساس أن الوقت فات، وأن أبنائي أصبحوا في سن الزواج، وهم أولى بكل ريال يذهب لتأسيس منزل آخر، لكنني استعنت بأحد أصدقائي المقربين في مساعدتي للخروج من هذا الموقف المحرج، وبالفعل ذهبت زوجته وعمته لخطبة زوجتي، بعد أن تفهم أهلها وضعي الحرج". طلب طلاق وقال "علي اليافعي": إن الرجل المتزوج عندما يرغب بالزواج للمرة الثانية أو الثالثة، فإن جميع سيدات الأسرة خاصةً المتزوجات منهن يقفن له بالمرصاد، وذلك لأن مثل هذه الخطوة قد تجعل منه قدوة، مضيفاً أنه عندما أراد أحد أقربائه الزواج، كان الخبر بمثابة الصدمة على زوجات أشقائه، الذين يقلدون بعضهم في كل شيء، سواء في السفر أو تغيير الأثاث، أو شراء السيارات، مبيناً أن زوجته هدّدت قريبات وأخوات زوجها بدون استثناء بعدم المشاركة في هذا المشروع، سواء بحضور حفلة الزواج أو خطبة العروس، وإلاّ فإنها ستترك البيت والأطفال، وعندما حاول أهلها ثنيها عن قرارها وأن واجب أهله الوقوف معه، ظلت على موقفها، مبيناً أنه عندما ذهبت أخواته لحضور حفلة الزواج فوجئن بعد عودتهن بأنها كسّرت كل مافي شقة العروس الجديدة من تحف وأثاث، ليتحول المنزل الى "كومة" من الحطام، مؤكداً على أنها استقلت سيارة الى منزل أهلها، بعد أن أرسلت رسالة على جوال زوجها تطلب فيها الطلاق. زواج ثالث وأوضح "سعيد فاضل" أن أهل العروس الثانية يجب أن يقدروا كل المواقف المحرجة التي قد تحدث، ومنها تخلّف أهل العريس عن حضور الخطبة أو الزواج، الذي غالباً ما يتم في أضيق الحدود، وبالتالي يصبح غيابهم غير مؤثر، مضيفاً: "بالنسبة لي عندما قررت الزواج للمرة الثالثة لم أجد صعوبة في اقناع والدتي وعماتي، حيث تم الزواج بمباركة الجميع؛ لأن زوجتى الأولى كانت مطلقة، لكنها عادت بعد زواجي بثلاثة أعوام لرعاية أطفالها"، مبيناً أن زوج الاثنتين يعيش مأساة يومية وليس كما يشاع بأنه أمير على مملكتين، فالمعاناة لا تنتهي بين الزوجتين، فكل واحدة منهن تتفنن في إثارة المشاكل وعلى حساب راحة الزوج وراحة أبنائه، خاصةً عندما يسكُّن في شقتين متجاورتين، لافتاً إلى أن الزواج الثالث كان بناءً على نصيحة أحد الأصدقاء، الذي اعتبره بمثابة الحل الجذري لمشاكل الزوجتين، حيث تقدم لخطبتها بحضور هذا الصديق، فوالدته "مقعدة"، ذاكراً أنه تم عقد القران، والحقيقة أنه كان زواجا مثاليا أطفأ النيران المتأججة بين الزوجتين، اللتين انشغلتا بترميم جروحهما. دفع الثمن وذكر "أبو مشاري" أن من تذهب مع أخيها أو قريبها لتخطب له للمرة الثانية ستدفع ثمن هذا الموقف البطولي باهظاً؛ لأنها ستتعرض للمضايقات من قريباتها، خاصةً إذا كانت تربطها صلة قرابة من الدرجة الأولى للخاطب، فزوجته ستكون "العدوُّة" اللدودة لها، ولن تنجو بفعلتها من العقاب وإن طال الزمن، مضيفاً: "خطبت لي أختي إحدى صديقاتها المقربات بعد أن تلمست حاجتي لزوجة ثانية، التي كانت تلتقي بزوجتي في مناسباتنا العائلية، وتمت الخطبة في أضيق الحدود، خوفاً من ردة فعل زوجتي، التي كنا نتوقعها عنيفة، وبالفعل تم عقد النكاح بعد أن ساعدت أخواتي الثلاث بتنفيذ سيناريو محكم، يبرر غيابنا سوياً، وذلك لأننا جميعاً نعيش في عمارة واحدة، وبعد عودتنا ليلاً، لاحظ السائق الخاص البشت بيدي وبعض الهدايا التي قدمت لأخواتي من أهل العروس، فهنأني، وأكدت عليه أن يلتزم الصمت، وتركت أغراضي لديه حتى لا يفتضح أمري أمام زوجتي"، مبيناً أنها اكتشفت الأمر عندما شاهدت صورة "تورتة" الحفلة مكتوباً عليها اسمي واسم زوجتي الثانية على "الواتساب"، دون أن ندرك أن الرقم مدون لديها، مؤكداً على أنه بالرغم من مرور ثلاث سنوات على زواجه الثاني، لم تتحسن علاقة زوجته الأولى بأخته، ودائماً ما تصفها بالخائنة!.