كما يعلم الجميع بأن الفكر هو ما يعكس لنا شخصية الإنسان، فأينما ذهبت لا بد أن تواجه عينات في المجتمع من أصحاب العقول محدودة التفكير، وبكل جرأة ينتقد غيره قبل أن ينظر إلى نفسه، إلى متى سيبقى تفكير البعض محدودا؟! فنحن في مجتمع له نصيبه من السلبيات كما له من الإيجابيات، وعند حدوث أمر ما ربما غريب عليهم بعض الشيء، سرعان ما يحكمون عليه ويواجهونه بالرفض والاستياء قبل معرفة دواعي الحاجة إليه. فعلى الرغم من تعدد الثقافات إلا أن بعض العقول تسيطر عليها "ثقافة العيب"، وعلى سبيل المثال عمل بعض الشباب الذي يعتبرونه الآخرين نوع من العيب. إلى متى ستبقى نظرة البعض سلبية اتجاه عمل الشباب الذي يسعى جاهدا للحصول على مصدر رزقه؟ وبمجرد مزاولته لإحدى المهن تحت مسمى (بائع في المطعم، حارس أمن في مجمع تجاري أ، حتى قائد سيارة أجرة)، سرعان ما ينظر إلى هؤلاء وكأنهم أشخاص مختلفين عني بني جنسهم ويطلقون عليهم ألقاب لا تليق بهم و يتفوهون بالكلام المحبط دون معرفة حاجتهم لامتهان هذه المهنة، وليس عند هذا الحد تتوقف تلك العقول بل إنهم يرفضون أ، يزوجون بناتهم لمثل ذلك الشباب نظرا لمهنته وكأنها عار سوف يسجله لابنته ما إن ترتبط به، فثقافة العيب تطغي على عقول الأغلبية لدينا. لنرتق بفكرنا قليلا.. فلا تحكم على الانسان من خلال المهنة الشريفة التي يمتهنها، من خلال الشهادة التي يمتلكها، فلنكن أصحاب نظرة ايجابية اتجاه عمل هؤلاء الشباب. فكم من مجتمع يرتق بفكر أفراده من خلال ابدائهم للرأي في حدود الاحترام والتقدير دون إيذاء مشاعر الآخرين، وكم من فكر ايجابي يمنح الأمل لبعض الأشخاص في حياتهم اليومية.. وكم من أمي يسعد من حوله بتفكيره العقلاني.. إذن.. لنرتق بفكرنا لبناء مجتمع إيجابي، وليكن في أّذهاننا دائما بأن أشرف الخلق وسيد الأنبياء (محمد صلى الله عليه وسلم) كان قد زاول مهنة رعاية الماشية.