عقد الرئيس اللبناني ميشال سليمان اجتماعًا للمجلس الأعلى للدفاع بحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جان قهوجي ومديري وقادة الأجهزة الأمنية ووزراء الدفاع والداخلية والبلديات والإعلام والمال والاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال. وبحث المجلس حادثة التفجير التي استهدفت الليلة قبل الماضية منطقة الرويس في ضاحية بيروت الجنوبية والإجراءات الأمنية الكفيلة بإعادة تعزيز الأمن في لبنان. وقال وزير الداخلية اللبناني مروان شربل إن المحققين يفحصون لقطات لتلفزيون الصين المركزي في اللحظات السابقة للانفجار للتحقق مما اذا كانت السيارة التي يعتقد أن القنبلة كانت بداخلها كان يقودها مهاجم انتحاري ام تم تفجيرها عن بعد. ورأى صحفيون وصلوا الى موقع الانفجار بعد دقائق من وقوعه سيارة محترقة في وسط الطريق مما يشير الى انها كانت تتحرك حين انفجرت. من ناحيته، اكد الجيش السوري الحر ان لا علاقة له بالتفجير، موجها الاتهام الى دمشق وطهران. وكانت مجموعة غير معروفة تطلق على نفسها اسم "سرايا عائشة ام المؤمنين للمهام الخارجية" تبنت في شريط مصور التفجير قائلة انه "رسالة" لحزب الله الذي يشارك في المعارك الى جانب القوات السورية. وقال المنسق السياسي والاعلامي للجيش السوري الحر لؤي المقداد في اتصال هاتفي "نحن في هيئة اركان الجيش السوري الحر نندد بهذه العملية، ونعتبرها عملا اجراميا يستهدف مدنيين". واعتبر ان الاشخاص الثلاثة الذين ظهروا في التسجيل "لم يدعوا انتماءهم الى الجيش الحر ولا الى الثورة السورية". وألقى كثير من الساسة اللبنانيين بالمسؤولية على اسرائيل لكن الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز قال إن على لبنان أن يبحث عن مرتكب التفجير في مكان آخر. ووحّد انفجار الرويس الذي ضرب القلب النابض لضاحية بيروت الجنوبيّة معقل "حزب الله" اللبنانيين في صورة تضامنية جامعة قلّ نظيرها. وأجمعت الفئات السياسية على اختلافها على استنكار الانفجار الذي خلّف 25 قتيلا تمّ التعرّف على عشرة منهم فحسب، وزهاء ال289 جريحا، في حين بقي عدد من المواطنين مفقودين. وتخوفت مصادر سياسية بارزة من أن يستمرّ مسلسل التفجيرات على غرار ما يحصل في العراق معتبرة أن "الحلّ يكمن في تشكيل حكومة وحدة وطنية تلملم أشلاء الوطن المتناثرة في أكثر من منطقة". وأمس، لملم أهالي الضاحية الجنوبية جراحهم، وبدأوا بالتحضير لتشييع القتلى، في حين استمرّت المواقف السياسية الشاجبة وسط وجوم وطني معمّم بحداد عامّ غرق فيه لبنان حزنا على الضحايا بينما صدرت ردود فعل شاجبة لبعض مظاهر الفرح التي قام بها بعض اللبنانيين في بعض المناطق مثل توزيع الحلوى احتفاء بالانفجار. وعلّق النائب بطرس حرب على ما وصفه ب"ردود الفعل الغرائزية الصادرة عن بعض الحاقدين والموتورين ابتهاجا بالتفجير"، وقال حرب:"لقد شعرت بالخجل والقرف عندما صدرت هذه الممارسات اللاإنسانية واللاوطنية، وهذه الممارسات الشاذة مرفوضة ومدانة بقسوة لأنها تتعارض مع كل القيم الأخلاقية والإنسانية التي تقوم عليها المجتمعات البشرية. من جهته، دان رئيس بعثة "اليونيفيل" وقائدها العام اللواء الجنرال باولو سيرا الهجوم الإجرامي الذي استهدف المدنيين الأبرياء وقال: "في هذه اللحظة من الحزن العميق، ونحن نحزن للخسارة المأسوية في الأرواح الغالية، مشاعرنا هي مع أسر الضحايا المفجوعة ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى". ولفت أمس ما صدر عن وزارة الخارجية التركية من استنكار للتفجير حيث ورد في بيان لها:" ندين بشدة الاعتداء الإرهابي الذي وقع في العاصمة اللبنانية بيروت والذي أدى إلى مقتل وجرح الكثيرين ونسأل المولى عز وجل أن يتغمد الأشقاء اللبنانيين الذين فقدوا حياتهم بواسع رحمته، ونتوجه بأحر التعازي لأسرهم وللشعب اللبناني، ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى". جندي لبناني يوفر الحماية للمحققين وعناصر الشرطة في موقع الانفجار (رويترز)