في ظل محدودية المنافسة في سوق السياحة السعودية، وفي ظل استغلال الحاجة الناتجة عن زيادة الطلب، وتحديدا مع تقلص الوجهات السياحية في الدول العربية الشقيقة بسبب الأحداث الجيوسياسية.. هنالك عدة اسئلة تطرح نفسها، و يجب أن توجه للمعنيين بصناعة السياحة الداخلية لأنفسهم، وهي كيف يمكن أن نحد من نزيف الهدر على السياحة الخارجية التي يتضاعف حجمها سنويا؟! وكيف نستثمر الأحداث الراهنة ونعيد الثقة، والتوازن لصالح السياحة الداخلية ؟! وكيف نصمد مستقبلاً في سوق السياحة العالمية.؟! - كيف - والشكوى مستمرة من قبل عشرات آلاف من السائحين مما يجدونه كل عام وبشكل يومي من وسائل "تطفيش" في المناطق السياحية. إن كلمة "تطفيش أو تنفير" قد تكون هي التعبير الأكثر واقعية لما يتعرض له السياح في تلك المدن من استغلال وسوء معاملة! بالرغم أن هذا السلوك السلبي قد يجده السائح خارج وطنه، ولكن ما يحدث لدينا مع شديد الأسف هو العكس تماما المواطن مستغل داخليا و مرحب به خارجيا!! وما يؤكد ذلك هي المقارنة السريعة بين ما تقدمه مدننا السياحية من خيارات و برامج ترفيهية وأسعار للإقامة والخدمات والرحلات للأفراد والأسر، وبين ما يجده من أسعار مخفضة للسياح وخدمات ذات جودة عالية، وليس هذا فحسب بل كانت أساليب التطفيش تلك بمثابة وسائل تحفيز انتهزتها عدة دول سياحية، وبصفة خاصة ماليزيا والإمارات وتركيا التي صممت برامج، وعروضاً سياحية وترفيهية غير تقليدية تناسب العادات والتقاليد السعودية، وتلبي رغباتهم وتحقق تطلعاتهم. ولو ألقينا نظرة على حجم نسبة الزيادة في أعداد السياح السعوديين المغادرين سنويا لوجدنا ارتفاعا ملحوظا الأمر الذي يؤكد حقيقة خطورة حمى الأسعار والاستغلال وتدني مستوى الخدمات خاصة في المدن التقليدية التي اعتاد عليها السائح مثل أبها والباحة والطائف والرياض وجدة والدمام والخبر.!! تلك الحقيقة يجب أن تؤخذ في اعتبار تجار السياحة، والمخططين لها في قطاع السياحة المحلية خاصة لكبح جماح ارتفاع الأسعار المبالغ فيها سنوياً من قبل الفنادق والمنتجعات والشقق ومراكز الترفيه وسيارات الأجرة و الخدمات السياحية الأخرى على المستوى الداخلي مقارنة بما تشهد السياحة الخارجية من تنافس متصاعد وعروض وبدائل تسحب البساط تدريجياً من السوق السعودي. وعلى سبيل المثال لا الحصر قُدِّر أعداد السياح السعوديين المتوجهين إلى الامارات مع نهاية موسم صيف هذا العام2013م بنحو 1،6مليون سائح يشكلون ما نسبته 80%من حجم السياح الخليجيين!! وقفة : المتأمل لحركة السفر في مطاراتنا السعودية والمنافذ الحدودية وتحديدا مع بداية كل إجازة حتى القصيرة منها يدرك حجم قوافل المواطنين الذين يشدون الرحال لخارج المملكة ومدى رغبتهم الجارفة واصرارهم على السفر "هربا" من وسائل "التطفيش"!! أخيرا: المفتونون برقي السياحة الخارجية ومغرمون بمعدلات الاسعار التشجيعية مما يجعلهم يقارنون بين حال الداخل والخارج ويبحثون عن المطابقة والمشابهة يثم يكتشفون المفارقة ويشعرون حينها بالغبن و الحسرة، نقول إن آخر فنون الاستثمار واشيك وسائل الترويج هو ما أقدم عليه صاحب مشروع سياحي والمتمثل في إصدار لائحة أسعار تنظيمية لاستخدام دورة المياه أعزكم الله تنص على دفع رسوم مالية للوضوء فقط 10ريالات والاستحمام 20 ريالا لا غير.. يا بلاش!! وهنالك أيضا تفتيش بعد الخروج وذلك لكشف التلاعب من خلال التحقق من شعر الرأس.. وليس هذا فحسب بل وبالإمكان الإقامة في مخيم لمدة يوم واحد بقيمة 1000 ريال أو قسم واحد باستراحة 2000 ريال او التمتع بالإقامة في منتجع لمدة 4 ساعات 490 دولار!! من هنا نستطيع القول إن أصل النظام في سياحتنا الداخلية قائم على قول الفنان عادل الإمام " الحسابة بتحسب والدقيقة بعشرة جنيه "وايضا على قول القصبي والسدحان "يا ليل ما طولك والله يخارجنا"!! دمتم في رعاية الله إلى اللقاء.