عروض السياحة الخارجية تغري الكثيرين بالسفر، خصوصاً مع ارتفاع الأسعار في السياحة الداخلية التي يرى البعض أنها أكثر كلفة من مثيلاتها في دول سياحية مشهورة، لذلك تعقد المقارنات بين حجم الصرف على السياحة الداخلية والخارجية، بمختلف المستويات، خصوصاً مع محدودية الخيارات المحلية التي يقول العاملون في المكاتب السياحية إنها تدور بين التسوّق وقضاء الوقت في الشاليهات التي ترتفع أسعارها بصورة كبيرة في الصيف. ويرى سعيد الغامدي (معد برامج سياحية) أن مصاريف السياحة الخارجية لمدة عشر أيام أقل كلفة من السياحة الداخلية: «كلفة إقامة عشرة أيام في القاهرة في فندق خمسة نجوم ومصاريف ترفيهية لأفراد الأسرة تصل إلى 15 ألف ريال، أما في بيروت فتصل إلى 25 ألف ريال، وتزداد الكلفة في مدينة جدة لتزيد على 30 ألف ريال». ويضيف الغامدي: «العروض الكثيرة التي تقدمها وكالات ومكاتب السياحة للخارج لتقليل الكلفة على العائلات الكبيرة، والعروض الأخرى التي تقدم في غير مواسم الإجازات والصيف، تكون عروضاً خيالية تقدمها الفنادق لزيادة نسبة الإشغال لديها طوال العام، وتذاكر السفر ترتفع في موسم الإجازة والصيف وتنخفض في غيره، فتذكرة السفر إلى الدول الأوروبية ذهاباً وإياباً في غير المواسم لا تزيد على ألفي ريال، أما في موسم الصيف فتتجاوز 4 آلاف ريال». وأشار الغامدي إلى أن «الإقبال على السياحة في مدينة جدة كبير، ولكن تكاليف الإقامة فيها مرتفعة، تفوق ما تصرفه العائلة لو أرادت قضاء الإجازة في الخارج في بيروت أو ماليزيا على سبيل المثال»، ويرى أن مدينة جدة تشكل جذباً للمناطق القريبة منها في السياحة المحلية، بينما ينقسم سكان الرياض في سياحتهم الداخلية بين السفر إلى المنطقة الشرقية أو جدة». مضيفاً أن سفر السعوديين لهذا العام أقل من العام الماضي. وحول السياحة الخارجية، تقول أم أرام عن ترتيبات سفرها: «فضلت السفر إلى القاهرة وبدأت في عمل الحجوزات منذ مدة، وجاء اختياري لها لأن مصاريف السكن والمواصلات مقبولة، وشجعني على ذلك عدم وجود سيولة كافية للبقاء في جدة، أو السفر إلى دولة غربية، وكانت الموازنة التي وضعتها للسفر في هذا الموسم 25 ألف ريال شاملة تذاكر السفر لأفراد عائلتي ومعدل الصرف في اليوم لا يزيد على 1000 ريال». وأشارت إلى أن قرار السفر «جاء بعد مناقشة وبحث داما مدة طويلة، فقمت بعمل موازنة وسؤال بعض المنتجعات عن أسعارها بدلاً من السفر، فوجدت أن أسعارها خيالية، وأنني سأقوم بدفع مبالغ أكبر لو بقيت ولم أسافر». وقال مسؤول في أحد منتجعات جدة (فضل عدم ذكر اسمه): «يزداد عدد المصطافين لدينا في موسم الصيف، خصوصاً من خارج المدينة، وتزداد أسعارنا بنسبة 30 في المئة عن الأسعار في بقية السنة، وتصل كلفة عشرة أيام في المنتجع إلى أكثر من 15 ألف ريال، من دون المصاريف الأخرى التي يحتاجها السائح، وتختلف أسعار المنتجعات عن بعضها، ولكنها تتراوح عند هذه الأسعار، وتزداد بحسب الخدمات المتوافرة في المنتجع».