اسفر قصف نفذه الطيران الحربي على بلدة في الساحل السوري (غرب) عن مقتل عشرين شخصا، في حين اتفقت موسكووواشنطن على ضرورة تنظيم مؤتمر جنيف-2 الدولي "في أقرب وقت ممكن" لايجاد حل سياسي للازمة.وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان "اكثر من عشرين شخصا سقطوا إثر القصف الذي نفذته الطائرات الحربية على بلدة سلمى بجبل الأكراد (ريف اللاذقية) مساء الجمعة". ورجح المرصد ارتفاع عدد القتلى "بسبب وجود جرحى بحالات خطرة ووجود أشلاء". ومن بين القتلى "ما لا يقل عن عشرة شهداء، يعتقد أنهم مدنيون تحولوا إلى أشلاء، وستة مقاتلين من الكتائب المقاتلة بالإضافة إلى أربعة مقاتلين من جنسيات غير سورية"، حسبما اوضح المرصد. وتخوض القوات النظامية معارك لاهوادة فيها لاستعادة قرى سيطر عليها مقاتلو المعارضة في ريف محافظة اللاذقية الساحلية، مركز ثقل الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس بشار الاسد. وكان مقاتلو المعارضة قرروا فتح جبهة جديدة ردا على تعرض المناطق التي يتواجدون فيها لقصف من القرى المجاورة "التي تستخدم كمنصات لقصف المدنيين"، بحسب ناشطين.وتضم مناطق جبل الاكراد وجبل التركمان في شمال المحافظة الممتدة على الساحل السوري خليطا من السنة والعلويين "ما يجعل من شبه المستحيل تفادي تحول النزاع فيها الى طابع مذهبي" بحسب المرصد. وفي شمال البلاد، قال المرصد ان القوات النظامية "اعدمت 12 مواطنا بينهم امراة في قرية تبارة السخاني" الواقعة في ريف حلب. وتمت هذه "الاعدامات" بعد اقتحام القوات النظامية الجمعة لهذه القرية التي تبعد نحو 20 كم جنوبي بلدة خناصر التي سيطر عليها النظام الاسبوع الماضي. ووسط مخاوف المجتمع الدولي من تزايد "عمليات العنف الطائفي"، تجدد الحديث عن ضرورة ايجاد حل سياسي للنزاع المتفاقم في البلاد والذي اودى بحياة اكثر من 100 الف قتيل بحسب الاممالمتحدة. والجمعة قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد لقائه نظيره الاميركي جون كيري في واشنطن "آراؤنا متطابقة: مهما حصل، يجب ان ندعو الى اجتماع جنيف-2 في اقرب وقت ممكن".واوضح لافروف، الذي تدعم بلاده النظام السوري، في لقاء مع الصحافيين في السفارة الروسية في العاصمة الاميركية ان دبلوماسيين روسا واميركيين سيلتقون في نهاية شهر آب/اغسطس الجاري لبحث تنظيم هذا المؤتمر الدولي الذي يتأجل باستمرار منذ ايار/مايو الماضي.وقال كيري في هذا الصدد انه لا يتفق على الدوام مع نظيره الروسي "حول المسؤولية عن اعمال القتل او بعض السبل للمضي قدما. لكننا نتفق وكذلك بلدانا على انه لا يمكن تجنب انهيار المؤسسات والانزلاق نحو الفوضى، الا من خلال حل سياسي يتم التفاوض عليه". وكانت الاممالمتحدة اعلنت ان امينها العام بان كي مون "اشار الى ضرورة اطلاق" عملية التحضير لمؤتمر جنيف حول سوريا وذلك خلال عشاء عمل مساء الخميس في نيويورك مع وزير الخارجية الروسي. وندد بان كي مون ب"الازمة الانسانية المتفاقمة" في سوريا وب"تزايد عمليات العنف الطائفي"، حسبما ذكر بيان صادر عن الاممالمتحدة.وكانت الاممالمتحدة افادت ان نحو ستة آلاف شخص يفرون يوميا من سوريا وانها احصت حتى الان نحو 1,8 مليون لاجئ سوري الى الدول المجاورة، كما نزح نحو 4,5 ملايين شخص عن مكان سكنهم الى مناطق اكثر امنا في البلاد.