هاجم عدد من أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي مبنى مديرية أمن الجيزة، عصر امس، ورشقوا جنود الشرطة بالحجارة والزجاجات الفارغة. وقام عشرات من أنصار مرسي برشق جنود الشرطة المكلفين بتأمين مبنى مديرية أمن الجيزة (جنوبالقاهرة)، عصر امس ، بالحجارة والزجاجات الفارغة بعد رفضهم اتباع تعليمات الأمن بعدم الاقتراب من أسوار مبنى المديرية في طريقهم إلى مقر اعتصامهم بميدان «نهضة مصر». وردَّد أنصار مرسي هتافات معادية لوزارة الداخلية ولقادة الجيش، متهمين إياهم ب «الانقلاب على الشرعية والرئيس المنتخب»، فيما قامت عناصر من الجيش المتمركزين بالقرب من مبنى المديرية بالتدخل للحيلولة دون تفاقم الوضع. في غضون ذلك أغلق عناصر الجيش بالأسلاك الشائكة والحواجز الحديدية شارع «يوسف عبَّاس» الرئيسي المؤدي إلى مسجد «رابعة العدوية» حيث مقر الاعتصام الأكبر لأنصار الرئيس المعزول. كانت مجموعة مسيرات تضم الآلاف من أنصار مرسي انطلقت من عدة مساجد بالقاهرة، عقب صلاة الجمعة، في بداية تظاهرات تحمل شعار «عيد النصر»، للمطالبة بعودة مرسي للحكم. ووصل الآلاف في مسيرات انطلقت من أمام مساجد القاهرة، بعد الظهر، إلى مقري الاعتصام المفتوح لأنصار مرسي بمحيط مسجد «رابعة العدوية» شمال شرق القاهرة وميدان «نهضة مصر» بجنوبها، ببداية تظاهرات حاشدة تحمل شعار «عيد النصر» دعا لها ما يُسمى «تحالف دعم الشرعية» للمطالبة بعودة مرسي للحكم. وفي غضون ذلك فرضت عناصر من الجيش والشرطة أطواقاً أمنية حول الطرق المؤدية إلى مقري الاعتصام، ودفعت بآليات مدرعة لتأمين المتظاهرين وخشية امتداد التظاهرات إلى البنايات العسكرية المجاورة، وعزَّزت تواجدها حول مقار الحكومة والبرلمان والوزارات الحيوية والبعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية بمناطق وسط القاهرة. وتمثِّل تظاهرة الامس واحدة من تظاهرات متتالية يقوم بها أنصار الرئيس المعزول الذين بدأوا اعتصاماً مفتوحاً منذ 28 حزيران/يونيو الفائت، تأكيداً على «شرعية مرسي كرئيس منتخب»، غير أن الاعتصام تحول منذ عزل مرسي رسمياً مساء الثالث من تموز/يوليو الجاري إلى أعمال عنف واشتباكات بين أنصار مرسي ومعارضيه أسفرت، حتى الآن، عن مقتل أكثر من مائة وإصابة مئات آخرين. من جانبها علقت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية على الوضع المتوتر الذي تشهده مصر حاليا عقب عزل الرئيس محمد مرسي، حيث قالت في عددها امس: «يقترب سيناريو اندلاع نزاع عنيف في مصر ، لأنه لا يوجد أي إشارة للتقارب بين الحكومة المدعومة من الجيش وأنصار الرئيس السابق محمد مرسي». وذكرت الصحيفة أنه «من الصعب النظر للمستقبل بتفاؤل في حالة هذا البلد المنقسم بشدة». وأضافت أن «الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسية الأمنية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون ووفد وزارة الخارجية الأمريكية لم يستطيعا تحقيق أي تقدم» بشأن الوضع في مصر. ورأت أنه من الواضح أن حل الأزمة في مصر لن يكون إلا عبر المفاوضات «وإلا فهناك خطر حقيقي من أن ينزلق أكبر بلد في المنطقة من حيث عدد السكان والطفل المدلل للربيع العربي في حرب أهلية». وأضافت الصحيفة أنه «سواء كان هناك أمل أم لا، يتعين علينا السعي للتوصل إلى حل». نجلاء محمود زوجة الرئيس المعزول محمد مرسي - يسار - تخاطب المعتصمين في ساحة رابعة العدوية أول من أمس (أ.ب)