عانت الكرة السعودية في الأعوام الأخيرة من غياب المهاجمين المميزين عن المشهد إذ باتت الفرق تعتمد كلياً على المهاجم الأجنبي الذي أثبت جدارته وأحقيته بحجز مقعد أساسي وخير شاهد على ذلك سلم ترتيب الهدافين في الموسم الماضي الذي توج بلقبه مهاجم الشباب تيغالي وشهد تواجد ثمانية مهاجمين أجانب في المراكز العشرة الأولى، فيما تواجد مهاجما الهلال والنصر ياسر القحطاني ومحمد السهلاوي وحيدين في القائمة إذ حل القحطاني رابعاً بتسجيله 13 هدفاً، فيما سجل السهلاوي عشرة أهداف في المرتبة العاشرة. بالعودة إلى الزمن الجميل للمنتخب السعودي وإنجازاته الذهبية نجد أنها تحققت في عهد تواجد فيه مهاجمون مميزون أمثال ماجد عبدالله وسامي الجابر وفهد المهلل وعبيد الدوسري وعبدالله الشيحان، وهو مايعني أن غياب المهاجم السعودي الهداف أثر بشكل أو بآخر على منتخبنا السعودي الذي ظهر بنتائج متواضعة خلال مشاركاته السابقة بخلاف ماكان عليه في أعوام مضت لا سيما وأن المهاجم ناصر الشمراني الذي حفظ ماء وجه المهاجمين السعوديين في مواسم سابقة بحصوله على لقب هداف الدوري أربع مرات لا يُبلي حسناً بفانيلة المنتخب السعودي مثلما كان يفعل بشعار الشباب وهو الأمر الذي يُجمع عليه أغلب النقاد والمحللين الرياضيين. ولعل ما يُلفت الانتباه أن الفرق السعودية لم تُبرز لنا مهاجماً شاباً موهوباً طوال الاعوام الخمسة الماضية إذ ظلت الأسماء التي تعتمد عليها الكرة السعودية على حالها ولم تتغير حتى أن قائمة الأخضر السعودي هجومياً لم يطرأ عليها تغيير جذري ولعل التغيير الوحيد فيها هو تدوير الأسماء بضم هذا واستبعاد ذاك وهكذا، بل بالعكس فقدنا مهاجمين مميزين اعتمدنا عليهم في فترة سابقة وسجلوا للمنتخب السعودي أهدافاً حاسمة أمثال مالك معاذ وسعد الحارثي. سيظل حال المنتخب السعودي "هجومياً" كما هو في ظل اعتماد الفرق على المهاجم الأجنبي إذ لا نكاد نرى قائمة فريق يلعب في دوري "جميل" إلا ويتصدرها مهاجم أجنبي، وبالطبع فإن حل هذه المعضلة يحتاج إلى وقت طويل يبدأ من الفئات السنية للفرق والمنتخبات السعودية وبتدخل من الاتحاد السعودي لكرة القدم.