شن مقاتلو المعارضة امس هجوما في محاولة للسيطرة على المناطق المحيطة بمبنى المخابرات الجوية في مدينة حلب في شمال سوريا، في حين قتل «عشرات» المقاتلين في ريف دمشق بكمين لقوات النظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي ان «مقاتلي المعارضة يشنون هجوما في محاولة للسيطرة على المباني المحيطة بمبنى المخابرات الجوية في منطقة الليرمون» عند الاطراف الشمالية الغربية لمدينة حلب. واوضح ان اشتباكات تدور بين مقاتلين ينتمون الى «جبهة النصرة وحركة الفجر الاسلامية وكتائب فجر الخلافة» الاسلامية، اضافة الى كتائب اخرى مقاتلة، وقوات تابعة لقوات نظام الرئيس بشار الاسد، والتي يعد المبنى احد معاقلها الرئيسية في ثاني كبرى مدن شمال سوريا. وتأتي هذه الاشتباكات غداة سيطرة المعارضين على مطار منغ العسكري الواقع في ريف حلب الشمالي، وذلك بعد اشهر من الحصار والمعارك. وافاد ناشطون معارضون لنظام الرئيس بشار الاسد في مدينة حلب، ان المقاتلين يحاولون التقدم في اتجاه بلدتي نبل والزهراء ذات الغالبية الشيعية، والتي يفرض المعارضون طوقا حولهما منذ مدة طويلة. وقال ناشط في «مركز حلب الاعلامي» قدم نفسه باسم «محمد» عبر الانترنت «نحو 300 مقاتل ممن حاربوا للسيطرة على منغ باتوا متوافرين للقتال في مكان آخر». وكان مصدر سوري معارض قال في 24 تموز/يوليو ان المعارضة المسلحة تعد لهجوم شامل من اجل احكام السيطرة على مدينة حلب وريفها. وكان مصدر مقرب من السلطات السورية افاد ان القوات النظامية هي في حالة دفاعية نظرا لنقص في عددها لشن هجمات. وفي محافظة الرقة (شمال)، قتل ثلاثة اشخاص بينهم طفلان واصيب العشرات بجروح اثر انفجار «مجهول» هز المدينة صباح امس، بحسب المرصد. وباتت مدينة الرقة منذ آذار/مارس الماضي، اول مركز محافظة يخرج في شكل كامل عن سيطرة القوات النظامية. وفي محيط دمشق، «استشهد وجرح العشرات من مقاتلي الكتائب المقاتلة، إثر كمين نصبته القوات النظامية لهم بالقرب من المنطقة الصناعية في بلدة عدرا» شمال شرق العاصمة، بحسب المرصد. وتحاول القوات النظامية منذ فترة طويلة السيطرة على معاقل لمقاتلي المعارضة في ريف دمشق يتخذونها قواعد خلفية لهجماتهم تجاه العاصمة. وامس ، شن الطيران الحربي غارتين على مدينة دوما في ريف دمشق، بحسب المرصد. وقتل في الكمين62 مقاتلا معارضا على الاقل فجر في كمين للقوات النظامية السورية شمال شرق دمشق، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بريد الكتروني «استشهد 62 مقاتلا من الكتائب المقاتلة على الاقل غالبيتهم من الشباب وفقد ثمانية اخرون وذلك اثر كمين نصبته لهم القوات النظامية السورية فجر امس في المنطقة الواقعة غرب مدينة عدرا الصناعية»، الى الشمال الشرقي من العاصمة السورية. من جهتها، نقلت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) عن مصدر عسكري قوله ان «وحدة من جيشنا الباسل قضت في كمين محكم على مجموعة ارهابية مسلحة تابعة لجبهة النصرة (الاسلامية المتطرفة) حاولت التسلل الى الغوطة الشرقية والاعتداء على احدى النقاط العسكرية». واشار المصدر العسكري الى «ايقاع جميع افرادها قتلى» ومصادرة اسلحتهم، من دون تحديد عددهم. وتشكل عدرا الواقعة على بعد 35 كلم الى الشمال الشرقي من دمشق، ممرا رئيسيا الى الغوطة الشرقية قرب العاصمة، والتي تعد أحد المعاقل الرئيسية لمقاتلي المعارضة في ريف دمشق. ويعد الكمين الثاني من نوعه تنصبه القوات النظامية في المنطقة نفسها، اذ قضى 49 مقاتلا معارضا في كمين آخر في عدرا في 21 تموز/يوليو، اضافة الى قائد عمليات الحرس الجمهوري السوري في عدرا، بحسب المرصد.