رفعت سيطرة مقاتلي المعارضة على مطار «منغ» العسكري في شمال البلاد معنويات مقاتلي «الجيش الحر» الذين بدأوا امس معارك للسيطرة على مبنى المخابرات الجوية ومواقع عسكرية في حلب مع تحضيرات لبدء معركة السيطرة على مطار «كويريس» العسكري. وأُعلن عن مقتل 62 مقاتلاً معارضاً في مكمن قرب دمشق ووقوع نحو مئتي عنصر من القوات النظامية في قبضة مقاتلين أكراد، مع استمرار الجيش النظامي في تطبيق سياسة «الأرض المحروقة» في إدلب. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»، إن مقاتلي المعارضة شنوا هجوماً في محاولة للسيطرة على المباني المحيطة بمبنى المخابرات الجوية في منطقة الليرمون عند الأطراف الشمالية الغربية لمدينة حلب، موضحا أن اشتباكات دارت بين مقاتلين ينتمون الى «جبهة النصرة و «حركة الفجر الاسلامية» و «كتائب فجر الخلافة» اضافة الى كتائب اخرى مقاتلة، وبين القوات النظامية التي يعد المبنى احد معاقلها الرئيسية في ثاني كبرى مدن شمال سورية. وأفاد ناشطون معارضون أن المقاتلين يحاولون التقدم في اتجاه بلدتي نبل والزهراء ذات الغالبية الشيعية اللتين يفرض المعارضون طوقاً حولهما منذ مدة. وقال ناشط في «مركز حلب الإعلامي» امس، إن «نحو 300 مقاتل ممن حاربوا للسيطرة على منغ باتوا متوافرين للقتال في مكان آخر». وكان مصدر سوري معارض قال إن المعارضة المسلحة تعد لهجوم شامل من أجل إحكام السيطرة على مدينة حلب وريفها، فيما أشار مصدر آخر إلى أن القوات النظامية في حالة دفاعية نظراً لنقص في عديدها. وأوضح «المرصد» أن مقاتلي المعارضة «سيطروا امس على عدد من الصالات في محيط مبنى المخابرات الجوية عقب اشتباكات عنيفة قُتل فيها خمسة عناصر من القوات النظامية بينهم قناص وتم إعطاب دبابة. كما استهدفت الكتائب المقاتلة بعدد من قذائف الهاون والمدفعية مبنى المخابرات الجوية، بالتزامن مع تحليق للطيران في سماء المنطقة، واستهدافه مزارع منطقة الزهراء بالرشاشات والصواريخ وسط قصف من القوات النظامية على المنطقة». واعلن ضابط قدم نفسه باسم حسن رجوب، أن مقاتليه بدأوا أمس معركة «تحرير» حي الخالدية في حلب عبر البدء بالسيطرة على معامل وزارة الدفاع ومبان تابعة لقوات الأسد في أطراف الحي، في حين قال معارضون إن المقاتلين بدأوا الإعداد لمعركة تحرير مطار «كويرس» في ريف حلب، علماً أن «الجيش الحر» أعلن في شباط (فبراير) الماضي بدء معركة «تحرير المطارات» التي مكنت المعارضة حتى الآن من السيطرة على مطار تفتناز في ريف إدلب في شمال غربي البلاد ومطار منغ، وبقيت مطارات «كويريس» و «ابو الضهور» والنيرب. وقالت مصادر المعارضة إن السيطرة على «منغ» وضعت قوات النظام في «عزلة بحيث لا تصلها الإمدادات إلا بواسطة المروحيات». وأشارت إلى أن كتائب مقاتلة بدأت التحضير لمهاجمة مطار «كويرس» من ثلاث جهات للسيطرة عليه، وباشرت بقصفه بمدفعية الهاون والصواريخ. وبث نشطاء امس شريط فيديو اظهر قيام رئيس «المجلس العسكري في حلب» العقيد عبد الجبار العكيدي بزيارة مطار «منغ»، حيث شكر كل من ساهم في «تحرير» المطار وأنه يريد أن «يقبل يد كل من ضغط على الزناد» لتحقيق «الملحمة البطولية» التي جاءت بعد سيطرة المعارضة على بلدة خان العسل غرب حلب قبل أسبوعين. ووقف العكيدي إلى جانب «أبو جندل» أحد قادة «الدولة الإسلامية في العراق والشام». الى ذلك، اعلن عن مقتل رئيس الهيئة الشرعية في مدينة اعزاز الشيخ يوسف عشاوي برصاصة في الرقبة من مسدس كاتم للصوت أمام منزله على يد مجهولين، علما أن عشاوي كان شارك في معارك «منغ». وأعلنت «وحدات حماية الشعب» التابعة ل «مجلس غرب كردستان» أنها أسرت مقاتلين من الجيش النظامي هربوا من مطار «منغ»، موضحة في بيان: «أن 70 عنصراً من قوات النظام برفقة دبابتين وقعوا في مكمن نصبته قواتهم» وأنهم «استسلموا» بعد مواجهات، وان القوات الكردية «ستتعامل معهم وفق الحقوق والقوانين الدولية المتعلقة بأسرى الحرب». وتحدثت مصادر أخرى عن وجود 125 مقاتلاً نظامياً لدى مقاتلين أكراد في عفرين، علما أن مصادر موالية للنظام أشارت إلى خروج بعض المقاتلين ب «التنسيق» مع قوات الدفاع الوطني في بلدتي نبل والزهراء ومقاتلين أكراد في عفرين شمال حلب. وفي ريف إدلب، دارت اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في مدينة أريحا وسط قصف من القوات النظامية على مناطق في جبل الأربعين، في وقت جددت القوات النظامية قصفها على مناطق في مدينتي سرمين وسراقب وقرى في جبل الزاوية. وقال نشطاء معارضون إن قوات النظام كثفت قصفها على مدينة أريحا والقرى المجاورة للضغط على مقاتلي المعارضة للخروج منها، وإن الجيش النظامي بعث رسائل عبر وسطاء بأنه سيتبع سياسة «الأرض المحروقة» في حال لم يخرج المقاتلون من المدينة. ودهمت القوات النظامية حي الميدان والحارة الشرقية في أريحا. وفي دمشق، دارت امس اشتباكات عنيفة بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية على جبهات مختلفة في حي التضامن وسط قصف من القوات النظامية على الحي، في وقت واصلت قوات النظام قصفها العنيف على مناطق في مخيم اليرموك، وسقطت قذائف عدة على حي الجورة المجاور لشارع الثلاثين. وترددت معلومات عن تقدم لمقاتلي المعارضة. وقصفت قوات النظام مناطق في بلدة عدرا صباح امس بعد ساعات على قتلها 62 معارضاً في مكمن نصبته. وقال «المرصد» إن غالبية القتلى هم من الشباب، وإن هناك ثمانية مفقودين، في حين نقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن «وحدة من جيشنا الباسل قضت في كمين محكم على مجموعة إرهابية مسلحة تابعة لجبهة النصرة حاولت التسلل إلى الغوطة الشرقية والاعتداء على إحدى النقاط العسكرية». وتشكل عدرا الواقعة على بعد 35 كلم إلى الشمال الشرقي من دمشق، ممراً رئيسياً إلى الغوطة الشرقية قرب العاصمة، والتي تعد أحد المعاقل الرئيسية للمعارضة في ريف دمشق. وكان هذا المكمن الثاني من نوعه تنصبه القوات النظامية في المنطقة نفسها، إذ قضى 49 مقاتلاً معارضاً في كمين سابق في عدرا في 21 الشهر الماضي، إضافة إلى قائد عمليات الحرس الجمهوري السوري في المنطقة. ودعا نشطاء اليوم إلى فتح تحقيق في الموضوع والكشف عما إذا كانت صفوف الثوار مخترقة من قبل النظام أم أن الطرق غير آمنة ولا يُكشف عنها قبل العمليات العسكرية للثوار. وتحاول القوات النظامية منذ فترة السيطرة على معاقل لمقاتلي المعارضة في ريف دمشق وعلى حيي القابون وبرزة البلد، وهي مناطق تتخذها المعارضة قواعد خلفية للهجوم على العاصمة السورية. وأدى انفجار في ساحة السيوف في مدينة جرمانا جنوب شرق دمشق ليل أول من امس إلى مقتل 18 شخصاً بينهم طفلان وخمس سيدات. وقال «المرصد» إن عدد القتلى «مرشح للارتفاع بسبب وجود نحو 60 جريحاً بعضهم في حال خطرة». وفي شرقي البلاد، أفاد «المرصد» أن مقاتلاً من «وحدات حماية الشعب» التابعة ل «مجلس غرب كردستان» قتل في تفجير حصل عند المدخل الغربي لمدينة عامودا في ريف الحسكة على طريق مدينة الدرباسية.