بعث عيد الفطر المبارك الحيوية والحراك التجاري من جديد أسواق البشوت في الأحساء "موطن حياكة البشوت الأفضل"، وشهدت هذه الأسواق حضورا متزايدا للمتسوقين الراغبين في شراء بشت أو تجديده بمناسبة العيد السعيد. وقدر محمد الأحمد " تاجر بشوت " إجمالي مبيعات هذا العام في الاحساء خلال فترة العيد بنحو 3 ملايين ريال، وبحسب الأحمد فإن أسعار البشت الحساوي يتراوح ما بين 1500 ريال إلى 10 آلاف ريال، فيما لا يتعدى سعر البشت المستورد من سوريا أو غيرها ألف ريال، ولفت إلى أن جودة الحياكة اليدوية التي اكتسبت من الخبرة الطويلة ونوعية القماش والزري هي التي منحت البشت الحساوي هذه القيمة التي يستحقها، ويضيف أن المبيعات تقتصر على الكهول وكبار السن الذين لا يزالون يحافظون على العادات والتقاليد التي تتمسك بالبشت، لذا تجدهم بهذا اللباس الرسمي في الأعياد والأعراس. ويشير مالك الشهاب " تاجر بشوت " إلى ان حياكة البشوت في الاحساء تواجه في الوقت الراهن مشكلات تهددها بشكل كبير تتمثل في ابتعاد كبار السن البارعين في خياطة وحياكة البشوت من السعوديين عن هذه الحرفة، وكذلك عزوف أبنائهم من جيل الشباب عن الانخراط في هذه المهنة التي تحتاج إلى مقومات كالمهارة والصبر. ويضيف محمد الأحمد مشكلة أخرى وهي أن حملة تصحيح أوضاع العمالة أدت إلى تقليص عدد العمالة الآسيوية العاملة في هذه الحرفة بنسبة 50 %، الأمر الذي رفع أسعار البشوت، حيث أصبح البشت الذي كان يباع ب 2500 ريال أصبح يباع اليوم ب 4000 ريال، علاوة على ارتفاع سعر المتر لأقمشة المشالح من 16 ريالاً إلى 22 ريالاً، وارتفاع سعر " خيوط الزري" من 470 ريالاً إلى 2850 ريالاً، وطالب مصطفى الأحمد الجهات المعنية لتخصيص مكان لحياكة البشت الحساوي لتميز الأحساء عالمياً دعماً لهذه الحرفة، وتمنى جل أصحاب المحلات إلى منح الممارسين لحياكة البشوت دعماً مادياً سنوياً ليتمكنوا من الاستمرار في هذه الحرفة، مؤكدين أنه بدون الدعم سيعزف ما تبقى منهم معللين ذلك بكون البشوت برمتها قل الطلب عليها ما يترتب عليه بحثهم عن مصدر دخل آخر يمكنهم من الإنفاق على أسرهم ما يهدد هذه الحرفة برمتها. ويستذكر الشهاب مبيعات البشوت في الماضي وكيف كانت ترتفع بشكل لافت في مواسم الأعياد والأعراس، كما أنه كان يصدر لجميع دول الخليج والعراق، إلا أن بعض تلك الدول لجأت لاستخدام حياكة الكمبيوتر وأصبحت تصنع البشوت في بلدانها، مستدركاً أن صناعة البشوت اليدوية تبقى هي الأجود والأفضل، ويقول حسين الحاجي الذي وصف نفسه بالبائع الصغير أن الإقبال على شراء البشت انحسر في كبار السن لتجديد بشتهم القديم وكذلك لبعض العرسان. ويعد البشت الحساوي ذائع الصيت الأكثر مبيعاً وطلباً في المملكة ومنطقة الخليج، سواء للشخصيات الاعتبارية أو بقية أفراد المجتمع، ومنحت جودته وتميزه شهرة واسعة جعلته في صدارة البشوت على الإطلاق. ويستعرض الشهاب أبرز نقشات البشوت البالغ عددها 14 نقشة ومنها الملكي، المتوسع، المروبع، المخومس، قابوس،الطابوق ،الخلية. محمد الأحمد يعرض بشتاً حساوياً بائع البشوت مصطفى الأحمد يعرض بشتاً حساوياً