انتشر أمس الخميس في لندن اكثر من ستة الاف شرطي بعد اربعة اسابيع تماما من اعتداءات السابع من تموز/يوليو الدامية واسبوعين من اعتداءات 21 تموز/يوليو التي لم تسفر عن ضحايا. والانتشار الذي قامت به الشرطة أمس الخميس يشكل، شأنه شأن الانتشار الذي نفذته الخميس المنصرم، احد اكبر العمليات الامنية التي تشهدها العاصمة البريطانية منذ الحرب العالمية الثانية. وتستعين الشرطة بعناصر يعملون في مناطق اخرى بهدف تعزيز دورياتها على شبكة المترو، فيما سيقوم شرطيون بثياب مدنية بمراقبة القطارات وحافلات النقل العام. ويلبس معظم الشرطيين بذات فسفورية (مضيئة) ليكون حضورهم اكثر ظهورا في جميع انحاء العاصمة البريطانية. وتمركز مئات عناصر القوات الخاصة مجهزين باسلحة ثقيلة في نقاط عدة من لندن بهدف التمكن من التدخل باسرع وقت ممكن في حال حصول اعتداءات. وياتي هذا الجهد المضاعف فيما ترتفع بعض الاصوات للتعبير عن التعب الذي يعاني منه الشرطيون الذين يعملون منذ السابع من تموز/يوليو بوتيرة منهكة للقوى خاصة وقد حرم عدد كبير منهم من الاجازات. وقال غلين سميث رئيس نقابة شرطيي لندن ان الكثير من العناصر «منهكو القوى» وان قدرتهم على حماية العاصمة البريطانية «ستتاثر بشكل خطير» اذا لم يمنحوا الوقت «للاستراحة واسترجاع قواهم». ٭ وفي ذات السياق، تجتمع لجنة تحقيق برلمانية في ايلول/سبتمبر لبحث موضوع اعتداءات لندن وعواقبها كما اعلن رئيس اللجنة جون دنهام. وافادت الصحافة أمس الخميس ان هذه اللجنة تعتزم الاستماع الى افادات العديد من اعضاء الحكومة وقائد الشرطة البريطانية (سكتلنديارد) ايان بلير ورئيس بلدية لندن كين ليفنغستون وامين عام مجلس مسلمي بريطانيا اقبال سكراني. وجلسات الاستماع التي ستجري في 13 ايلول/سبتمبر ستتناول سلسلة من الاسئلة المطروحة حول اعتداءات السابع من تموز/يوليو التي اوقعت 56 قتيلا والاعتداءات الفاشلة في 21 تموز/يوليو. وقال جون دنهام وزير الدولة السابق المنتدب لدى وزارة الداخلية في حكومة توني بلير «نريد تخصيص القسم الاكبر من هذه الجلسة لتقييم عواقب الاعتداءات على المدى الطويل». واضاف «ذلك سيشمل التهديدات التي نواجهها واستعداداتنا للتصدي لها». وتابع «وكذلك ما تعنيه هذه الهجمات بخصوص استراتيجية الحكومة لمعالجة مشكلة الشعور بالاستبعاد السائد لدى المجموعة الاسلامية». ٭ وفي إسلام أباد، كشفت مصادر وزارة الخارجية الباكستانية أمس عن اتفاق ابرمته باكستان مع بريطانيا بشأن تتبع وتسليم المشتبه بضلوعهم في تفجيرات لندن. وأوضحت المصادر لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان وزير الخارجية الباكستاني خورشيد كسوري كان قد توجه الى لندن في الثامن عشر من يوليو الماضي في زيارة سرية لتوقيع الاتفاقية مع وزارة الخارجية البريطانية. وتم اعتقال نحو 600 من المسلحين والمتطرفين في باكستان في أعقاب تفجيرات لندن. وذكرت مصادر استخباراتية هنا ان من ضمن المعتقلين ثلاثة عسكريين ينتمون الى مجموعة متطرفة أوقف نشاطها ويشتبه ان لهم علاقة غير مباشرة بتفجيرات لندن. وقد تم اعتقال اثنين منهم في مدينة فيصل اباد واخر في مدينة لاهور. وأوضحت المصادر ان المعتقلين من أصول باكستانية الا أنهم ولدوا وعاشوا في بريطانيا. ٭ من جانبه، اعلن لاجئ اثيوبي في الثانية والخمسين من العمر اعتقل لمدة ستة ايام في اطار التحقيق في اعتداءات لندن انه تعرض للضرب والاذلال من قبل الشرطيين البريطانيين وذلك في مقابلة مع صحيفة «ذي غارديان» نشرت أمس الخميس. وقد اوقف جيرما بيلاي وهو مسيحي يقيم في لندن منذ 12 عاما، في 22 تموز/يوليو غداة سلسلة الاعتداءات الفاشلة على العاصمة البريطانية. وروى انه كان في شقة صديق له في ستوكويل، الحي الذي قامت فيه الشرطة بعدة اعتقالات، حين دخلت الشرطة. وقال انهم طلبوا منه التمدد على الأرض وخلع ملابسه مضيفا «لقد كنت عاريا تماما وبدأ احد الرجال لم يكن يرتدي لباس الشرطة بضربي». وتابع «اخيرا تدخل احدهم وتوقف الضرب». واقتيد الاثيوبي بعد ذلك الى مركز الشرطة في بادينغتون غرين حيث خضع لاستجواب استمر ستة ايام قبل ان يفرج عنه. وقال له احد الشرطيين اثر ذلك «آسف، لقد كنت في المكان غير المناسب في الوقت غير المناسب». وقال جيرما بيلاي انه يامل الآن في تلقي اعتذارات رسمية من الشرطة.