المعروف منذ فترة طويلة أن الطيور المهاجرة والحمام الزاجل تستخدم المجال المغناطيسي للأرض في تحديد اتجاهها، إلا أن الأبحاث العلمية الجديدة أظهرت أن طيور البط والإوز تستخدم أيضا ما يتجاوز الشمس والرياح لتجد طريقها. وراقب عالم الحيوان هاينك بوردا من جامعة ديوسبورج-إيسن في غرب ألمانيا الآلاف من البط والاوز من بوتسوانا إلى كندا في محاولة لفهم كيف تنجح الطيور دائما في الهبوط بشكل صحيح تماما على صفحة المياه. وقال بوردا: "حتى الآن، يقتصر البحث فقط في استخدام المجال المغناطيسي للأرض لتحديد الاتجاه على الطيور المهاجرة والحمام الزاجل ... فيريد العلماء في كثير من الأحيان معرفة كيف تجد الطيور طريقها عند السفر لمسافات طويلة، وقد اكتشفنا وظيفة جديدة وهي الهبوط على المياه". وراقب فريق بوردا الطيور المائية منذ فترة زمنية طويلة. وعادة، يستخدم البط والأوز الشمس والرياح لتحديد اتجاهها عندما تهبط في بحيرة، ومع ذلك، لاحظ العلماء أن سربا من الطيور ظل في مساره حتى في ظل غياب الرياح والشمس، وتبين أن هذا السرب لم ينحرف عن مساره ولم يتصادم مع بعضه البعض. وأوضح: "من هذا المنطلق، ثمة شيء آخر بخلاف الشمس والرياح تستخدمه (تلك الطيور) في تحديد اتجاهها. كما تهبط تلك الطيور أيضا بشكل صحيح تماما على المياه، وهو أمر يصعب القيام به كثيرا". وينبغي أن يكون الارتفاع والمسار على مسافة محسوبة بشكل دقيق للغاية عند الهبوط على المياه. لكن الطيور تستخدم الأشجار والشوارع وحتى السيارات لتقدير الارتفاع الخاص بها عندما تطير فوق الأرض، وهو أمر غير ممكن عند الطيران فوق المياه. وما يزيد المشكلة تعقيدا هو أن طيور الاوز والبط تطير بسرعة فائقة رغم ثقل وزنها نسبيا. كل تلك العناصر يجب أن توضع في الاعتبار عندما تهبط الطيور على المياه. أما كيفية استخدام تلك الطيور للمجال المغناطيسي للارض لتحديد اتجاهها فلم تتم الإجابة عنه بشكل كامل حتى الآن. ويوضح بوردا: "ربما تستخدم (الطيور المجال المغناطيسي) عن طريق شبكية العين". وأضاف: "ربما يمكنك أن تتخيل بقعة أو نقطة تظهر في مجال نظرها عندما يتجه رأس الطائر نحو الشمال.. ثم أن الطائر يستخدم تلك البقعة بعد ذلك كنقطة تحديد اتجاه". ومع ذلك، فإن فكرة وجود بقعة تظهر في مجال رؤية الطيور هو مجرد تصور في هذه المرحلة، لأن المحاذاة المغناطيسية هو أمر يحدث في المخ ولا يمكن قياسه من خلال مراقبة حركات العين تحت المجهر.