إنّه حلم؛ ولكن مع الأحلام تولد المسؤولية كما يقول الشاعر الانجيزي ييتس، أي على من يحلم أن يحقق حلمه، وصاحب الحلم هو سموّ وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله آل سعود، ويتلخص الحلم في عزمه على إدخال الفروسية في المدارس العامة بمختلف المراحل من خلال خطة لإدراجها ضمن المناهج العامة، وتخصيص أوقات لها، فهل يمكن تحقيق هذا الحلم؟ فأين المضامير وأين الخيول وهل ميزانية الوزارة على ضخامتها تسع ذلك وهناك خمسة ملايين طالب وطالبة (هل ستقتصر الفروسية على الطلاب؟) هذا ومعظم مدارس المملكة تقع في دور مستأجرة، وسمو الأمير نفسه يقول: «كنا متفائلين بالقدرة على التخلص من المباني المستأجرة، وخلق بيئات تعليمية جاذبة للطلبة، لكن للأسف كان الحمل كبيرا ووقفت عدة عوائق أمام التخلص منها وهي لاتزال موجودة في عدة مدن، ونحن نعمل على إعداد خطة متكاملة للتخلص منها في السنوات المقبلة» (صحيفة عكاظ العدد الصادر بتاريخ 5 أغسطس 2013) وقد حاولت الوزارة بناء مدارس بعقود مع شركات صينية، ولكن المحاولة باعتراف سمو الأمير فشلت، أي صفوة القول إنّ معظم المدارس الحالية لا تتسع لصالة بنج بونج أو تنس الطاولة، فكيف تتسع لمضمار خيول؟ إنه كما قلت حلم، ومع ذلك فإنّ سمو الأمير فيصل بن عبدالله رجل يتحمل مسؤولية أحلامه، ولا ضير هنا من أن نردد هذا القول المشهور: علموا أبناءكم الرماية والسباحة وركوب الخيل.. والأبناء يشمل البنات أيضاً.