ما إن أعلنت هيئة السوق المالية الجمعة الماضي عن طرح أسهم اكتتاب بنك البلاد للاكتتاب في الثاني عشر من محرم القادم 1426 ه وهي العملية التي يتوقع لها أن تكون أكبر عملية اكتتاب تشهدها المملكة في تاريخها، حتى غدا موضوع الاكتتاب حديث المجالس لمختلف الطبقات الاجتماعية وبدأ معه السباق يحتدم لجمع أكبر عدد من البطاقات الشخصية ودفاتر العائلة ونشط (هوامير الأسهم) في اقتناص بطاقات غير المقتدرين على المساهمة وكذلك كبار السن الذين تحمل دفاترهم العائلية أعدادا كبيرة من الأسماء وذلك عبر اغرائهم بشراء اسمائهم، وعليه فقد أخذت أسعار البطاقات في الارتفاع بشكل تنافسي حتى وصل سعر الاسم الواحد الى ثلاثمائة ريال !.. وفي السياق ذاته كشف متعاملون في سوق العقار بالاحساء ل (الرياض) أن التحفز للاكتتاب في بنك البلاد حرك سوق العقار حيث أقدم البعض من ملاك العقار الى بيع بعض مالديهم من عقار للمساهمة بالعائد من بيعها في بنك البلاد التي يرى الكثير منهم ان مردودها المادي أعلى من العقار. وفي ظل ما ذكر فقد طالب وبقوة عدد من المواطنين والمتعاملين في الأسهم في حديث لهم مع (الرياض) طالبوا هيئة السوق المالية ومن (سامبا) التي أوكل لها ادارة الاكتتاب في بنك البلاد في استخدام التقنيات الحديثة في عملية الاكتتاب توفيراً للجهد والوقت، وقال مسلم المرزوق (أحد المتعاملين في الأسهم) ان الاكتتاب عن طريق الانترنت بكافة خطواته من خلال تعبئة النموذج والحسم من حساب المكتتب هي خطوة ممتازة وتفي بالغرض دون الحاجة الى الأسلوب التقليدي الذي تجاوزته كثير من الدول المتقدمة، وأضاف أنه وكما أننا نبيع ونشتري الأسهم من منازلنا عن طريق الانترنت فما المانع أن يكون الاكتتاب كذلك ؟. واكد المرزوق أن هذه الخطوة ستجعل عملية الاكتتاب تسير بسلاسة بعيداً عن الزحام الذي يصل الى حد الاقتتال على الاستمارات أو الطوابير الطويلة التي تشكل مشهداً غير حضاري لبلدنا ! من جانبه دعا توفيق آل صبيح (تجار الأسهم) الى توفير كميات كافية من الاستمارات لتكون في متناول الجميع دون الحاجة الى التدافع والضرب للحصول عليها ! كما حذر آخرين الى أن الأعداد التي سوف تشهدها عملية الاكتتاب في البلاد ستكون ربما أضعاف ما كانت عليه في الاتصالات ومن هنا فإن العملية ستكون أكثر «تراجيدية» إذا لم يعد إعداداً عملياً وعلمياً. هذه المطالب تأتي قبل 45 يوماً على عملية الاكتتاب وهي المدة التي اعتبرها الكثير أنها كافية (لسامبا) لترتب عملية الاكتتاب بطريقة أكثر تقنية وحداثة مما سارت عليه الأمور في اكتتاب اتحاد اتصالات والتي كان مبرر سامبا حينها بأن الأعداد كانت مفاجئة ولم تكن متوقعة. يشار الى أن الاكتتاب في اتحاد الاتصالات شهد كثيرا من المشاهد الدرامية لعل أبرزها اقتحام مواطن بسيارته لأحد البنوك في حفر الباطن وتكسير آخر لزجاج الأبواب لبنك في الاحساء وذلك كله نتيجة عدم تمكنهم من الحصول على استمارة! كما شهدت عملية الاكتتاب تلك حالات من الشغب اضطرت معها البنوك الى الاستعانة بالجهات الأمنية للسيطرة على الأوضاع داخل تلك البنوك! الأمر تعدى ذلك فقد سادت سوق سوداء رائجة لبيع الاستمارات وصل سعرها الى خمسين ريالاً، كل ذلك كان من المؤكد ألا يحدث لو تم توفير عدد كاف من الاستمارات وتم استخدام الشبكة العنكبوتية التي لم تعد أمراً خارقاً للعادة الاستعانة به .