وصف عدد من المسؤولين والمواطنين وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - يرحمه الله - بالخسارة الكبرى للعالمين العربي والإسلامي في وقت يحتاج فيه المسلمون إلى شخصية قيادية كشخصية الملك فهد قادرة على المواجهة. وأكدوا في تصريحاتهم ل «الرياض» أن الملك فهد وان استطاع فرض تواجده بالساحة السياسية فإنه حظي باحترام وتقدير كافة شعوب العالم. وعلى الأصعدة الداخلية قالوا ان الملك فهد لم يكن بالشخصية الاعتيادية إذ عمل على توفير كافة احتياجات المواطنين الأساسية سواء كانوا من سكان المدن أو القرى والهجر أو حتى من المواطنين الرحل. وكما اهتم الملك فهد - يرحمه الله - بتوفير الخدمات للمواطنين برز اهتمامه بالبيت الحرام وقاصديه من حجاج ومعتمرين فظهرت التنظيمات الأساسية لخدمات الحجاج. ويوضح سادن الكعبة المشرفة الشيخ عبدالعزيز الشيبي أن ما حظيت به الكعبة المشرفة من عناية واهتمام الملك فهد بن عبدالعزيز - يرحمه الله - من الصعب إيجازها في كلمات قلائل إذ عمل - يرحمه الله - على توفير كسوة الكعبة المشرفة كل عام وصناعتها من أفضل أنواع الخيوط مع منح سدنة البيت الحرام حقهم الكامل من الاحترام والتقدير. ويواصل الشيخ الشيبي قائلاً: إننا ونحن نتلقى العزاء في وفاة الملك فهد - يرحمه الله - فإننا نعلن مبايعتنا الكاملة للملك عبدالله بن عبدالعزيز ملكاً للبلاد داعين الله سبحانه وتعالى أن يوفقه في أداء مهمته الإسلامية الكبرى. وإن كان الشيخ عبدالعزيز الشيبي تطرق بنوع من الإيجاز عن اهتمام الملك فهد - يرحمه الله - بالبيت العتيق فإن وكيل وزارة الحج حاتم بن حسن قاضي يشير إلى جهود الملك فهد في تطوير خدمات الحج والحجاج. ويقول القاضي: حينما تولى الملك فهد بن عبدالعزيز - يرحمه الله - مقاليد الحكم كملك للبلاد كانت الخطوات الأولى لتنظيمات مؤسسات أرباب الطوائف (المطوفين - الوكلاء - الادلاء - الزمازمة) قد بدأت لتبدأ معها خطوات متوالية من التطوير والانتقال من الخدمات الفردية إلى الخدمات الجماعية المنظمة فظهرت مؤسسات الطوافة الست فضلاً عن مؤسسة الإدلاء بالمدينة المنورة ومكتب الوكلاء الموحد بجدة ومكتب الزمازمة الموحد بمكةالمكرمة. وبظهور هذه المؤسسات تحول العمل في مجال الحجاج إلى الطابع التنظيمي الذي يعتمد على توفير الخدمة المباشرة للحاج على مدار الساعة وبأي موقع يتواجد به مما أحدث نقلة نوعية كبرى في مجال خدمات الحجاج. وأمام هذه النقلة كان من الضروري تنفيذ عدة مشروعات تطويرية بمكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة وتطوير القائم منها. ويواصل القاضي قائلاً: قبل الحديث عن تلك المشروعات فإن أمامنا نقلة أخرى في مجال نقل الحجاج إذ شهد هذا المجال في عهد الملك فهد - يرحمه الله - قفزات شملت التوسع في أعداد شركات النقل وارتفاع في عدد حافلات الشركات القائمة. وأمام زيادة عدد الشركات وارتفاع أعداد الحافلات جاءت المشروعات المتوالية للطرق المؤدية إلى مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة. وحتى يجد الحاج خدماته وتتوفر له السلامة الكاملة برز مشروع الخيام المطورة في مشعر منى والذي تجاوزت قيمته بلايين الريالات ليؤكد للعالم أن خدمات الحجاج هدف سام ونبيل للملك فهد بن عبدالعزيز - يرحمه الله -. وفي اللحظة التي نرفع فيها أكف الضراعة للمولى عز وجل بأن يتغمد الملك فهد بواسع رحمته ومغفرته نعلن بيعتنا الكاملة للملك عبدالله بن عبدالعزيز ملكاً وقائداً للبلاد. حديث وكيل وزارة الحج حاتم بن حسن قاضي تطرق بنوع من الإيجاز للمشاريع بالمشاعر غير أن وكيل وزارة الحج المساعد للمشاريع والمشاعر الدكتور سهل صبان يوضح من ناحيته أن ما شهدته المشاعر المقدسة من مشاريع تطويرية في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز - يرحمه الله - شكلت قفزات كبرى لخدمات الحجاج فعلى سبيل المثال لا الحصر لو توقفنا أمام مجال نقل الحجاج للمشاعر المقدسة لوجدنا أن هذا المجال شهد في عهد الملك فهد تطوراً ملموساً إذ ظهر نظام النقل بالرحلات الترددية والذي ساهم بشكل كبير في نقل الحجاج من عرفات إلى مزلفة فمنى خلال فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز في مجملها خمس عشرة دقيقة في وقت كانت عملية النقل تتجاوز أكثر من خمس إلى ست ساعات فضلاً عن تقليص عدد الحافلات الداخلة في النظام مما ساهم أيضاً في الحد من تلوث البيئة. ويقف الدكتور سهل صبان لحظات صمت متأملاً خدمات الحجاج في الماضي ناظراً إلى وضعها الحالي ليقول رحم الله الملك فهد بن عبدالعزيز الذي واصل ليله بنهاره ليقول للمسلمين بالعالم أنا هنا خادم للحرمين الشريفين وأتشرف بخدمة قاصديهما. ودعواتنا للملك عبدالله بن عبدالعزيز نرفعها مع مبايعتنا له ملكاً للبلاد. مسؤولو وزارة الحج تحدثوا بإيجاز عن جهود الملك فهد بن عبدالعزيز - يرحمه الله - في مجال توفير الخدمات للحجاج.. فماذا عن القائمين على مؤسسات الطوافة؟ وكيف يرون الخدمات في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز - يرحه الله -؟ بداية يقول رئيس الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف ورئيس مؤسسة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا عبدالله بن عمر علاء الدين: من الصعب على المرء أن يتحدث عن شخصية قائد وهب نفسه ووقته وجهده لإسعاد الآخرين سواء كانوا مواطنين أو مقيمين أو من غيرهم ممن قصدوا بلاده كزائرين أو معتمرين أو حجاج يبتغون أداء فريضتهم في الأرض الطاهرة.. وسواء كان هؤلاء القاصدون مقتدرين مادياً أم هم غير ذلك فإنهم قد وجدوا من القائد الملك فهد بن عبدالعزيز - يرحمه الله - كل رعاية واهتمام. وحينما أتحدث عن الملك فهد - يرحمه الله - كشخصية قيادية فإنني لا أتحدث عن ملك عادي يدير شؤون دولته من داخل قصر الحكم لكني أتحدث عن ملك نظر إلى هموم شعبه وشعوب العالمين العربي والإسلامي. فالملك فهد - يرحمه الله - حرص على أن يكون بالقرب من شعبه وشعوب العالمين العربي والإسلامي ومواقفه السياسية تؤكد ذلك إضافة إلى مواقفه تجاه فقراء المسلمين إذ اعتبر أن الوقوف إلى جانبهم وخدمتهم واجب يعتز به. ولعلنا ونحن نتذكر وقفته العظيمة تجاه مسلمي آسيا الوسطى يوم انهار الاتحاد السوفييتي إذ تفضل - يرحمه الله - بإعلان استضافة الحجاج القادمين من تلك الدول على نفقته الخاصة مهما بلغت التكلفة ايماناً منه بضرورة الوقوف إلى جانبهم واحتضانهم بعد زوال الشيوعية عن بلادهم هذه واحدة. أما الثانية وإن كانت مرتبطة بالمواطنين إنها اختصت بالعاملين في مجال خدمات الحجاج من المطوفين وغيرهم إذ حرص - يرحمه الله - على أن يكون مقدمو الخدمة مؤهلين لها بشكل أفضل فكانت الدورات التدريبية ومركز تدريب العاملين في الحج والعمرة انطلاقة تأهيلية للعاملين في خدمات الحجاج. وبين دعوات صادقة نرفعها للمولى عز وجل بأن يسكن الملك فهد فسيح جناته نرفع دعواتنا للملك عبدالله بأن يمنحه المولى جلت قدرته القوة والعزيمة مع مبايعتنا الكاملة له ملكاً للبلاد.