هل تتخيل في يوم من الأيام أن تمتطي سيارتك على طريق الملك فهد في وقت الذروة دون أن تمسك بعجلة القيادة، وتتلفت يمنة ويسرة وتتجاذب أطراف الحديث مع الراكب الذي يجاورك، وتتحدث بالجوال كيف شئت، وأكثر من ذلك هل تستطيع أن تغلق عيناك وأنت تقود؟!. قد يكون هذا ضرب من الخيال، غير أن السائق البريطاني بيتر شيريدان قام بتجربة حقيقية للقيادة دون أن يستخدم يديه في واحدة من أكثر الطرق ازدحاما في أميركا، ويحكيها بقوله: "قد سيارة في طريق مزدحم يربط بين الولايات في لاس فيغاس. وكما يحدث عادة عندما تسقط السيارات الأخرى فجأة أمامي كانت سيارتي تخفف من سرعتها ثم تتوقف ثم تسرع وفقا لما تمليه ظروف الحركة المرورية. حدث كل ذلك عدة مرات ويداي لم تكونا تمسكان بالمقود. وفي الواقع أنني لم أكن افعل شيئا على الإطلاق للتحكم في السيارة. وصحبني في الرحلة الخبير بجورن غايسلر، مهندس الربوتيات بفريق "أودي" الذي طور نظام القيادة بلا سائق، وكانت يداه بعيدتان عن أجهزة التحكم بنفس القدر. لقد أصبحتُ أول بريطاني يقود سيارة "أودي A6" التي تقود نفسها آليا عبر الطرق المزدحمة في أوقات الذروة. لقد كانت تجربة مرعبة سيما في عدم وجود احد على أجهزة القيادة. " والسيارة مزودة بأجهزة استشعار رادارية تراقب الحركة المرورية أمامها من مسافة 820 قدما (273 مترا)، وكاميرا فيديو ذات عدسة متسعة الزاوية لمراقبة علامات المسارات على الطرق، بالإضافة إلى ثمانية حساسات تعمل بالموجات فوق الصوتية. وأكثر من ذلك فإنها تستطيع أن تركن نفسها بنفسها حيث تنحشر بين السيارات المتوقفة تاركة مسافة 10 سنتمترات فقط بينها وبين السيارتين الأمامية والخلفية. ولكن هذه التقنية لا تخلو من عيوب. فإذا أردت أن تنتقل من مسار إلى آخر فلا بد لك من أن تدير عجلة القيادة بنفسك. وإذا زادت الحركة المرورية عن 64 كيلا في الساعة فان القائد الآلي ينطفئ ، مما قد يجعل السائق المرهق يغفو وهو يتولى القيادة بنفسه. غير أن الشركة المنتجة تنبهت لهذا الأمر وزودت السيارة بآلة تصوير ترصد حركات رأس السائق. فإذا نام فان السيارة تطلق إنذارا لتوقظه. ويقول المهندس غايسلر، "أقمت ورفيقي مسابقة لرؤية من يستطيع أن يغلق عينيه لأطول مسافة ممكنة أثناء القيادة. وكانت أطول مدة هي 15 ثانية. ولكنها كانت مرعبة للغاية." ويضيف شيريدان قائلا، "بعينين مغلقتين، ولا وجود لأحد على عجلة القيادة، كنت مرغما على مراقبة الحركة المرورية من حولي وأنا أتوقع وقوع حادث مروري. ولكن بعد عدة أميال من الانطلاق بين سيارات لم يشك قادتها قط في إنني ورفيقي نمتطي سيارة بلا قائد لم يحدث ما توقعته من كوارث." وتعد هذه التقنية احدث اختراق في الجهود الرامية إلى ابتكار سيارة بلا سائق، أي السيارة التي تقودك إلى وجهتك بينما أنت مسترخ ومستمتع بالرحلة. إنها جبهة جديدة للتنافس بين مصنعي السيارات، ولقد بدأ السباق. وكانت شركة "لكزس" قد أعلنت مؤخرا عن خطط لابتكار سيارة بلا سائق، بينما حصلت شركة غوغل على ترخيص لاختبار سيارات تقود نفسها آليا في نيفادا بالولاياتالمتحدة. والآن حصلت "أودي" أيضا على حق اختبار سيارات مماثلة في نيفادا، بالإضافة إلى كاليفورنيا وفلوريدا. وتهدف "أودي" إلى تخليص السائق من التوتر والإجهاد العصبي في أوقات الذروة. فالنظام يقود السيارة على مسافة آمنة من السيارات الأخرى بسرعات تصل إلى 60 كيلا في الساعة. وما على السائق إلا أن يضغط على زر" المساعدة في أوقات الذروة" ثم يسترخي ويستريح، نظريا على الأقل. وإذا أبطأت السيارة التي أمامها من سرعتها فان "أودي" تخفف من سرعتها تلقائيا ثم تسرع عندما تبدأ الحركة المرورية في الانسياب.