في مصر التي اشتهرت بتسامح أهلها وسلميتهم تعالت أصوات أبناء قابيل من الفريقين تطالب بالدم. سمعت من الفريقين استهتارا بالدم المصري إما بحجة الجهاد "الضال" أو بحجة الإرهاب "بهتان". بدأ جهاد الضلال بقتل الجنود المصريين ولا زال وسعوا في الأرض فسادا ثم امتد إلى المظاهرات السلمية باتهامات متبادلة. مات العشرات في مصر وسيموت المزيد إن لم يقدم رضى الله على طلب الحكم. التحذير من سفك الدم "أي دم" كبير جدا منذ خلق الله الأرض ومن عليها. قال تعالى: "من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنّهُ من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعًا".. المائدة 32. وقال صلى الله عليه وسلم: من قال لا إله إلا الله دخل الجنة مالم يشرك بالله أو تمتد يده بدم. وقد شدد على ذلك في خطبة الوداع عليه الصلاة والسلام: عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم النحر فقال: «يا أيها الناس، أي يوم هذا؟»، قالوا: يوم حرام. قال: «فأيّ بلد هذا؟»، قالوا: بلد حرام. قال: «فأي شهر هذا؟». قالوا: شهر حرام. قال: «فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام؛ كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا». فأعادها مرارًا، ثم رفع رأسه، فقال: «اللهم هل بلّغتُ؟ اللهم هل بلّغتُ؟» نعم بلغت يارسول الهدى عليك صلاة الله وسلامه. والأحاديث في تحريم سفك الدم كثيرة، فكيف والدم المسلم يسفك بحجج واهية وأطماع زائفة. وللأسف يتم هذا الجرم الكبير بمباركة أصحاب المظهر المتدين في معسكر وأهل الثقافة والإعلام في المعسكر الآخر. هناك تحريض واضح وتخويف من فصيل واستغلال لمشاعر المواطن البسيط وكذب وتزييف في كلا الفريقين. هناك من ينفخ في نار الفتنة في داخل مصر وخارجها ويجتمعون عليها كاجتماع الفراش على النار. كما أن هناك قنوات سخرت عدساتها لتقاطب المجتمع ومع ازدياد التقاطب يزيد احتمال التقاتل. كما أن هناك خطباً وبرامج سخرت لهذا الشيء. فأصبح كل فريق يتكلم من دون أن يسمع الفريق الآخر. توارى العقل وظهر الشيطان في الوجوه وهي على المنصات أو أمام العدسات. كل فريق بما لديهم فرحون. مزقوا الأمة الواحدة إلى أشتات تتناحر. ويكفي أن تتابع التويتر لترى مدى التقاطب على مستوى الأمة ولتعلم إلى أي مستوى انحدر تناول الأزمة. اللهم إني أبرأ إليك مما يحدث في مصر. اللهم يسر لهم طريقا إلى السلم والعيش الكريم وسلط على من تولى كبر مايحدث.