أكد إمام وخطيب جامع الإمام محمد بن سعود بالدرعية الشيخ عبدالعزيز العسكر أن أحداث القصيم الإرهابية التي وقعت مؤخراً واستشهد فيها خمسة من رجال الأمن البواسل جريمة نكراء يقف خلفها زمرة مجرمة قامت بعملها الجبان في الوقت الذي تستقبل فيه المملكة حجاج بيت الله وتؤمن لهم الطريق وتسهر على راحتهم. وقال الشيخ العسكر في خطبته ليوم الجمعة: إن الأمن مطلب عزيز للإنسان في هذه الدنيا، ولا لذة للعيش ولا سعادة في الحياة من غير أمن، بل أن الأمر يمتد إلى الآخرة إن الله تعالى يقول لأهل الجنة: {ادخلوها بسلام آمنين}، فلذتها لا تكتمل إلا بأمنهم فيها وهذا يؤكد على أن الأمن أمره مهم وشأنه عظيم وإذا تأملنا ما جاء في كتاب الله تعالى وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم حول الأمن وأهميته وجدنا أن الله تبارك وتعالى شدد على حماية أمن الناس منذ فجر التاريخ ومنذ أن أهبط آدم إلى الأرض وحصلت أول جريمة اعتداء وقتل بغير حق دافعها الهوى والحسد والله تبارك وتعالى حكاها لنا في القرآن الكريم بأسلوب تقشعر له الأبدان وتتصدع له القلوب مما يؤكد تعظيم شأن الاعتداء والتأكيد على الحرمات، إن جريمة قتل قابيل لأخيه هابيل وما ساقه الله عن هذه الواقعة في سورة المائدة وما ترتب على ذلك وما ترتب بعد ذلك من مبادئ عامة بقيت على مدى التاريخ برهاناً على أن الله تبارك وتعالى حرَّم الاعتداء وعظم شأن النفوس، فالله سبحانه وتعالى بيَّن لنا جرأة القاتل على ظلم أخيه المقتول بسبب الهوى والحسد {قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين} فتأمل الفرق هنا بين الراغب في القتل بدافع الهوى والحسد، قال لأقتلنك من غير ما سبب إلا أن الله تقبل قربانك ولم يتقبل قرباني فثارت النفوس وثارت النفس المريضة وتحرك الهوى والحسد وبكل بساطة لأقتلنك قال له إن السبب الذي تريد أن تقتلني من أجله وحسدتني من أجله هو بيد الله تعالى إنما يتقبل الله من المتقين وانظروا كيف يحلل هذا المتقي الأمر من منطق الخوف من الله عزَّ وجل فيبين لأخيه الغاير بأنه لا ينوي قتله ولا يريد قتله ولا يمنعه من ذلك إلا خوفه من الله عزَّ وجل {لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين إني أريد أن تبوء باثمي واثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين}، وقد ساق هذه على سبيل التحذير والتخويف والردع ولكن من كان عنده هوى لا ينفعه الوعظ وقد عقد العزم على الغدر والأذى {فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين فبعث الله الغراب يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه قال يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين} ثم قد بعد ذلك يأتي المبدأ العام الذي قرره الله تعالى للناس جميعاً ليعيه أهل العقول ويتنبه إليه أهل الضمائر الحية من قبل أن تأتي منظمات حقوق الإنسان {من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً} يا الله كيف نساوي بين قتل نفس وقتل الناس جميعاً، إنه تحريم المبدأ من الأصل مبدأ الاعتداء على الإنسان وسلب حياته يد الله تعالى هو واهب الحياة وهو الذي يأخذها ولا يجوز قتل النفس بغير سبب شرعي هذه قاعدة ثابتة أن قتل النفس كقتل العالم كله إذا قتلت ظلماً وصيانة نفس كصيانة العالم كله فانظروا الفرق بين الاتجاهين اتجاه يتجرأ على الدماء بدافع الهوى والحسد والغي والفساد واتجاه يحافظ على الأنفس كلها فأي الاتجاهين أقرب للحق والفطرة أيها الأخوة الكرام، وبعد هذا السرد العجيب لقصة الاعتداء الأول وما منها من الدروس والعبر وما ترتب عليها من المبادئ مبدأ تحريم قتل النفس بغير حق ومساواة قتل نفس واحدة بقتل العالم كله بعد ذلك يأتي التشديد والتهديد والوعيد والحكم على جماعات الفساد والإرهاب والإجرام التي تعتدي على أمن الناس وطرقاتهم واستقرارهم بعدها مباشرة يقول الله تبارك وتعالى في ذات السورة {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم} ألا تتألمون أيها الأخوة لماذا ربط الله بين المسألتين بين جريمة قابيل وبين فعل الجماعات المفسدة الإرهابية الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً بالقتل والتكفير والتدمير والاجرام وإخافة الناس والتعدي على حرماتهم إنه جدير بالتأمل لأصحاب العقول النيرة والضمائر الحية، أيها الاخوة الكرام، إن القاتل عمداً متوعد بعذاب عظيم بالخلود في نار جهنم والعياذ بالله وبأنه ملعون مطرود من رحمة الله تبارك تعالى مغضوب عليه من الله {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً أليماً} بالله عليكم من يقوى على هذا العذاب ويتجرأ على هذه الحرمات بعد هذا الوعد والوعيد والتشديد والنبي عليه صلوات الله وسلامه يؤكد على حرمة النفس المعصومة وبخاصة حرمة المؤمن فيقول عليه الصلاة والسلام لزوال الدنيا أهون على الله من قتل نفس مؤمنة ويقول أيضاً عليه الصلاة والسلام وقد نظر إلى الكعبة المشرفة ألا ما أعظم حرمتك عند الله وإن حرمة المؤمن أعظم منك أو كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم بل أكد ذلك في خطبة حجة الوداع في شهر حرام وفي بلد حرام وفي يوم عظيم من أيام الله تبارك وتعالى هو يوم عرفة ثم أعادها في يوم النحر يوم الحج الأكبر فقال صلى الله عليه وسلم مقولة نقلها عنه الآلاف من المسلمين وسطرها التاريخ بمداد من ذهب ألا إن دماءكم وأموالكم واعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا هل بلغت قالوا نعم قال اللهم فاشهد لقد ألقى بها صلى الله عليه وسلم أمانة في رقاب العباد يسألون عنها يوم القيامة وياويحهم يوم يُسألون ولا يجيبون ثم أكد عليه الصلاة والسلام إن أول ما يقضي به من الحقوق والخصومات والمظالم الدماء الدماء ياعباد الله هو أول ما يقضي فيه يوم القيامة فياويح المجرمين المعتدين كيف يقابلون الله بدماء الأبرياء والمعصومين ياويحهم كيف سولت لهم أنفسهم وأئمتهم يفتوهم ويضللوهم ياويحهم يوم يلقون الله بالدماء المعصومة وقد أريقت ظلما وغدرا أيها الاخوة في الله إنما ذكرته وأكثر منه معلوم في كتاب الله تعالى وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم غير أني اردت التذكير والإشارة كمقدمة لنقل ما حصل في منطقة القصيم في يوم الثلاثاء (الخامس والعشرين) من شهر ذي القعدة الحرام في هذا البلد المبارك وفي وقت نستقبل فيه حجاج بيت اله الحرام نؤمن لهم الطريق ونسهر على راحتهم ويتسابق مسؤولونا وجندنا وموظفو هذه البلاد المباركة وشعبها إلى اعانة الحجاج وتأمين سبلهم وطرقاتهم تقوم زمرة مجرمة وفئة ظالمة لنفسها شباب صغار الأسنان حدثاء الأفهام غرر بهم بل غرر بهم شيطانهم أو سولت لهم نفوسهم المريضة هذا العمل القبيح والجبان انها جريمة نكراء بكل المقاييس أن يقوم إنسان بغدر رجال الأمن وقتلهم وهم يؤدون واجبهم فينتج عن هذا مقتل خمسة منهم واصابة آخرين انه الغدر والاجرام أيها الاخوة غرر بالبلد وبالمواطنين وبالحجاج وبالوافدين وغدر رجال الأمن البواسل الذين على عواتقهم تقع مسؤولية أمننا جميعا فنحن نبيت في فرشنا آمنين مطمئنين وإخواننا من رجال الأمن بمختلف قطاعاتهم يقومون على حراسة البلاد والعباد أفهذه مكافأتهم وهذا جزاؤهم أيأتيهم بعض من ضللهم الشيطان وسولت لهم نفوسهم المريضة ان هذا يدعو إلى الجهاد في سبيل الله ألا تباً لهذه الوجوه ألا شاهت تلك الوجوه ألا تباً لهذه المفاهيم المريضة أين الجهاد إن هذا الجهاد في سبيل الشيطان إنه جهاد لمرضاة أعداء الإسلام انه عمل جبان خسيس لا يقدم عليه إلا إنسان لا خوف فيه من الله عز وجل والا أين رحمة مقولة هابيل الذي يقول {لئن بسطت إلى يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لاقتلك إني أخاف الله رب العالمين} وأيم الله لو كان في قلوب هؤلاء وأمثالهم خوف من الله ما أقدموا على قتل مسلم بل ويلتمس نفس معصومة أي كان دينها. وأضاف قوله إنها جريمة نبرأ إلى الله منها ونبرأ إلى الله ممن يبررها أو يعترف لأصحابها وذلك ليس لهم جواباً أو عذرا انما هذا التخذيل والتسويف هو الذي يجند أولئك الأغرار على أن ينتهكوا الحرمات ويتجاسروا على أمن البلد أو هيبة الدولة وإلا فهذه جريمة بكل المقاييس فيها اعتداء على المسلمين جميعا وعلى البلد الحرام وفي الشهر الحرام أن أهل الجاهلية قبل الإسلام وكان منهم من يعبد الأوثان وكان فيهم الجهل والضلال والظلم كانوا يحرمون الأشهر الحرم ويتحاذرون الاعتداء فيها {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه} كانوا يهتمون بالأشهر الحرام لماذا لأنهم يدركون ضرورة أمن الحجيج وأمن الوافدين إلى بيت الله فكيف تجرأ هؤلاء الأوغاد على هذه الجريمة النكراء في شهر حرام وفي وقت الجميع فيه مشغولون بخدمة الحجاج واستقبالهم ولكنه الزيغ عن سبيل الله ولكنها الفتنة أجارنا الله وإياكم منها فتنة التكفير والعياذ بالله التي سوغت لهؤلاء ولمن يغذيهم من القاعدين في كهوف الظلام ممن يسمون أنفسهم قادة للجهاد والدعوة وهم أبعد عن ذلك كثيراً لأنهم يدفعون بهؤلاء الصغار إلى أن يرتكبوا جرائم أو يذهبوا إلى العراق أو يذهبوا إلى غيرها ليعودوا على الدماء ولتعود عيونهم ونفوسهم على التعاطي مع الدماء والأشلاء فيعود بعضهم.. قنبلة تتفجر بيننا في رجال أمن صالحين يقومون بعملهم أو بمواطنين أو بمقيمين آمنين إن بعض هؤلاء الصغار يدفعون إلى هذا دفعا بدافع حب الجهاد والعمل الصالح والذين يدفعونهم لا يخرجون من كهوفهم انما كلاما منتقبا غريبا لا طعم له ولا رائحة الا طعم الخيانة والنفاق والتبرير والتستر على هذه الجرائم فنبرأ إلى الله منها وممن يدعو اليها ممن يغذيها سواءً ممن كانوا في داخل البلاد أو في خارجها حتى من هو القاعدة وأذنابهم ممن يقومون بأعمال اضرت بالإسلام والمسلمين وإذا تأملها الحاذق الحكيم الحصيف وجدها تصب في مصلحة أعداء الإسلام من اثارة الشقاق والفتنة ومن تهييج الأعداء على بلاد المسلمين ومن اثارة أمور كثيرة لا قبل للمسلمين بها ولهذا فالحذر الحذر ايها الاخوة من مثل هذه المسالك الخطيرة والحرص الحرص على إنكار هذه الأعمال والبراءة منها ومن أهلها وليعلم الجميع أن رجال الأمن حرمتهم مضاعفة لأنهم مسلمون مواطنون ثم لأنهم مسؤولون لهم قيمتهم ولهم هيبتهم فهم شوكة الأمن وهم حراب السلطان وهم الذين تستتب بهم الطرقات وتحفظ بهم الحرمات فالاعتداء عليهم اعتداء على المجتمع كله والجرأة عليهم جرأة على الدولة كلها وعلى الأمة كلها والحذر ياعباد الله وليعلم الجميع ان هناك فرقاً بين فئتين فئة تقوم بالمحافظة على أمن الناس وخدمة الحجاج وتقدم أرواحها فداء للوطن والمواطنين وفئة تقوم بالغدر والافساد والطعن في الظهور فأي الفريقين أحق بالشهادة والسعادة ياعباد الله ان من قاموا بعملهم هذا أبعد ما يكونون عن السعادة بل هم من أهل الشقاوة ونسأل الله العافية فقد قدموا أنفسهم وعدا للشيطان وارضاءً لأعداء الإسلام والمسلمين وخيانة لله ولرسوله وولي أمر البلد والمجتمع، أما رجال الأمن البواسل فهم أحرى أن يكونوا من الشهداء ونسأل الله تعالى أن يرزقهم هذا ويحسن عاقبتهم وأن يغفر لهم وليعلم الجميع ان رجال الأمن ما أقدموا إلى الانخراط في هذا السلك الا وهم واثقون انهم في عمل صالح وأنهم يتعرضون لأخطار ولكنهم يحتسبون هذا في جنب الله عز وجل فيرجى لهم الخير وليعلم هؤلاء الاشرار ومن يقف خلفهم أن مثل هذه الأعمال لن ولن تكون في عضد هذا البلد ولا في أهله ولافي قيادته ولافي رجال أمنه فلله الحمد منذ أن قامت هذه الأعمال الشريرة ورجال الأمن يزدادون عصابية وإقبالاً والشباب ينخرطون في الجندية ولم يتأثر الأمر بشيء والحمد لله رب العالمين ثم نقول لأهل هؤلاء لأهل رجال الأمن ولذويهم ولولديهم أحسن عاقبتكم واعلموا أن أبناءكم هؤلاء على خير وقدموا إلى خير وندعو الله للمصابين بالشفاء العاجل وندعو الله تعالى على الظالمين والمعتدين والمفسدين في الأرض ونقول حسبنا الله ونعم الوكيل على من يريد زعزعة أمن هذه البلاد وإزعاج أهلها والمقيمين على أرضها ومن يريد الفتك في عضد مواطنيها نسأل الله تعالى أن ينصرنا عليهم وأن يعجل بكشف أستارهم وباستئصال شأفتهم هم ومن يبرر لهم ويغذيهم ويلتمس لهم العذر أو يحسن أعمالهم أو يدعو إلى نفس منهجهم نسأل الله تعالى أن يكشف هؤلاء المغررين والظالمين والمفسدين في الأرض وياويح من دعا الناس عليه وياويح من كان في مرمى سهام دعوة المظلومين فإن أهل رجال الأمن وذويهم وأطفالهم ونساءهم الذين رملوا ويتموا وفقدوا معيلهم هم من المظلومين الذين يسمع الله دعوتهم ويستجيب لها من فوق الغمام فيا ويح هؤلاء المجرمين الذين عرضوا نفوسهم لئن يكونوا في مرمى سهام دعوة المظلوم نسأل الله اللطف والعفو والعافية وأن يجعلنا وإياكم ممن يعظمون حرمات الله وممن يحافظون على الأمن والأمان والاطمئنان انه تعالى سميع مجيب الدعوات، وفي خطبته الثانيه قال ان وجود المعاصي ووجود المنافقين ووجود أهل الشهوات في المجتمعات المسلمه لايبرر الاعتداء على أمن المجتمع ولايبرر حمل السلاح وليس هذا باب من أبواب الجهاد حتى وأن وجد في المجتمع المسلم بعض العصاة وبعض المنافقين والمفسدين أن هذا موجود في عهد النبي صلى الله عليه وسلم موجود فيه المنافقين وموجود في مجتمع المدينه والتي يحكم عليه الصلاة والسلام موجود فيه المنافقون وموجود فيه اليهود معاهدون ومؤمنون وموجود فيه العصاة وموجود فيه شرب الخمر ومن عصى الله عز وجل وهذه طبيعة الحياة وسنتها والله عز وجل لم يرد ان يوجد مجتمع خالياً من هذا وإلا مافائدة الاحكام والعقوبات والروادع والزواجر أقول كان النبي صلى الله عليه وسلم هو الحاكم في مجتمع المدينه وهو القائد له وفيه مافيه من النقص وقد أنزل الله تعالى عليه {ياأيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير} ولانعلم انه صلى الله عليه وسلم أمر فرقاً من المسلمين او جماعات بان يغتالوا المنافقين او يقتلوا العصاة او يغدروا بالآمنين او يعتدوا على اليهود المستأمنين بل نزلت الحدود وطبقت الحرابة فيمن يفعل ذلك ويعتدي على الناس كل هذا دليل أيها الأخوة على أنه لايجوز في المجتمع المسلم رفع السلاح ولاشهره ولاشهر راية الحرب بأي دعوات كانت لاتحت دعوى الجهاد ولاتحت دعوى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولاتحت دعوى الدعوة إلى الله فإن من رفع علينا السلاح ليس منا كما قال ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وقال عليه الصلاة والسلام لايزال المؤمن في فسحة من دينه مالم يصب دماً حراماً فلنتق الله عز وجل أيها الأخوه لنتق الله ولنفقه أمر ديننا ولايلبس علينا ولاتسوغ هذه الاعمال ولاتبرر بأي مبرر كان فلا يجوز رفع راية الجهاد في مجتمع مسلم والجهاد له أصوله وله احواله وأحكامه ان الجهاد يكون في النور ويكون في حال تقابل الصفوف وتحت قيادة مسلمة وراية مؤمنة أما رايات الفئات الظالمة وتلك الجماعات المتناحرة التي أهدافها سياسية ومقاصدها مصلحية وصراع على المناصب وصراع على المصالح ولكن ترفع رآيات الدين استعطافاً للنفوس وضحك على المؤمنين واستدراراً لعواطف الخلق فقد آن لنا أن نتأمل هذا كله وكفى بنا خداعاً وكفى بنا ضحكاً على شبابنا وصغارنا وتقديمهم قرابين في محرقة الفساد والافساد والتكفير والإرهاب كفى بنا غفلة أيها الإخوة وكفى بنا إحسان ظن بمن يرفع عقيرته بيننا يسب مجتمعنا أو قاداتنا أو علماءنا أو يكفر المسلمين أو يستبيح حرمات المعصومين بيننا كفى بنا غلفة وحسن ظن بهؤلاء فان هذه الجرائم قد تجاوزت الحدود وقد آمنت النفوس وإلا لماذا الغدر برجال الأمن وهم يقومون باعمالهم مادافع ذلك وما المصلحة من ورائه ومن المستفيد منه إلا أعداء هذه البلاد واعداء الإسلام والمسلمين نسأل الله أن يرزقنا وإياكم البصيرة وأن يرزقنا والمسلمين الفقه في دينه وان يرفع عنا هذه البلايا والفتن وان يقطع دابرها ودابر من يقف وراءها أي كان مكانه وموقعه في داخل البلاد او في خارجها نسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه أيها الإخوة الكرام أعلموا انكم تستقبلون أياماً فاضلة وموسماً كريماً إنها عشر ذي الحجة هذه الأيام الفاضلة التي ما من ايام العمل الصالح فيه خير واحب إلى الله تعالى من هذه العشر كما جاء بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فهي عشرة الذكر والاستغفار وعشرة تلاوة القرآن وعشرة الصدقه وعشرة الصيام وعشرة الحرام بالحج والإحرام بالأضاحي خاتمتها يوم النحر الذي هو يوم تقديم القرابين إلى الله بدم حلال وليس بحرمات الناس واعراضهم أن المسلمين ينتظرون يوم النحر الأكبر لينحروا هداياهم وضحاياهم على قول بسم الله والله وأكبر أما ما يفعله الإرهابيون فهو نحر محرم وقتل محرم وجرم عظيم نسأل الله العافية والسلامة ثم اعلموا انه قد جاء التوجيه من الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه العشرة بالامتناع عن أخذ شيء من الشعر والظفر والبدن لمن عزم على الأضحية تلكم الشعيرة العظيمة وتلكم الشعيرة العظيمة والطاعة الكريمة لله تبارك وتعالى فاذا دخلت العشرة واراد احدكم ان يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من بدنه شيئاً هذا توجيه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وماذلك إلا لتعظيم الحرمات ولتعظيم شعائر الله تبارك وتعالى: {ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب}.