لا تزال الأندية السعودية مولعة بالتعاقد مع المدربين الأجانب ذوي العيون الخضراء والزرقاء، وترغب الأندية بالتعاقد مع المدرب الأجنبي الهانئ بعقود ضخمة ومواصلات مميزة وسكن فاخر بجانب الرواتب الباهظة التي تجعل من الإدارة بين خطّي سير, ففي حال فوز المدرب الأجنبي سيكون الاختيار صائباً والجمهور راضياً تنام العين بسلام؛ إما إذا كان المدرب يحتاج إلى مدرب وبدأت معالم الفشل تتضح بعد كل جولة, ستلجأ الإدارة إلى حلّين أحلاهما مرّ, الأول أن تبقي على المدرب حتى أن ينتهي عقده خوفاً من الشرط الجزائي أو يستمر مع فشله الذريع إلى حين ينتهي عقده. في السعودية لا تفضّل الأندية خدمات المدربين الوطنيين بالرغم من نجاح البعض مثل: خليل الزياني علي كميخ وخالد القروني وناصر الجوهر ومحمد الخراشي وعبداللطيف الحسيني ويوسف خميس وخليل المصري ويحيى عامر وغيرهم بعذر أنهم غير مؤهلين أو أن موارد النادي خاصة لذلك لا تستطيع الجهات التنفيذية الرياضية إجبار ناد معين على تعيين مدرب سعودي. نادي برشلونة الإسباني أعطى للعالم أجمع قصة نجاح رائعة لمدرب وطني شاب يدعى بيب غوارديولا الذي حطّم جميع التوقعات وكسب الرهانات وكسر القواعد وأحدث مدرسة تدريبية جديدة تدعى "تيكي تاكا", كان غوارديولا المولود في يناير 1971م مولعاً بكرة القدم منذ طفولته, ابن التاسعة كان يهرب من المنزل خلسة ليلعب في ضاحية سانتبيدور بمقاطعة كتالونيا وانهالت عليه العروض من كشافي الأندية وانضم لفريق خيمناستيك قبل أن يذهب صوب النادي الكبير برشلونة في 84. لعب بيب الصغير العديد من المباريات مع فريق برشلونة (B) قبل أن يدرجه الهولندي يوهان كرويف مع الفريق الأول وهو لم يتجاوز التاسعة عشر ربيعاً ولعب غوارديولا مسيرة رائعة توجها بالبطولات وكان محوراً مميزاً قيل أنه الأفضل في العالم, قبل أن يعلن الرحيل عام 2001 وأعلن ذلك في مؤتمر صحفي قال فيه: "لقد أستدعيت لمؤتمرات صحفية كثيرة جداً ولكن هذه المرة قد تكون مختلفه تماماً فقد أتيت إلى برشلونة وانا صغير السن، والأن سأختم مسيرتي في ذلك النادي وأنا من ضمن تلك الأسرة العظيمة، فأنا فخور كل الفخر بأنني لعبت ونضجت في هذا النادي العظيم". انتقل بعد ذلك إلى بريشيا الإيطالي وزامل الأسطورة الإيطالية روبيرتو باجيو وفي صيف 2002 ذهب بيب إلى روما وعاد بعد ذلك لبريشيا قبل أن يرحل إلى قطر مع الأهلي واعتزل عام 2006 مع دورادوس المكسيكي. بعد عام واحد تم تعيين غوارديولا مدرباً للفريق الثاني وتألق معه قبل أن يعلن رئيس برشلونة سابقاً خوان لابورتا تعيين غوارديولا مدرباً للفريق الأول خلفاً للهولندي فرانك رايكارد 2008, وفي موسمه الأول مع برشلونة حقق غوارديولا السداسية التاريخية بالفوز بكل البطولات الممكنة وأصبح أصغر مدرب شاب يفوز بلقب دوري أبطال أوروبا وبات الإعلام يلقب ليونيل ميسي بالأسطورة واندريس انيستا بالرسام وخلفهم الجوهرة تشافي هرنانديز. برودوم كانت عبارة غوارديولا الشهيرة للاعبيه: "أن نفوز أو نخسر؟, المهم هو أن نثبت من نحن ونقدم الكرة التي نؤمن بها وأريد من فريقي أن يلعب ويكون هو ذاته بشخصيته الحقيقية". وفي نهاية موسم 2012 أعلن المدرب الذكي رحيله عن المنصب ورغبته في الجلوس برفقة عائلته بعيداً عن الكرة قبل أن يتجه صاحب ال42 عاماً صوب ميونيخ ويوقع للفريق البافاري لمدة ثلاث سنوات خلفاً للعجوز هاينكس. رحل غوارديولا من بلده إسبانيا وهو بعمر 41 عاماً وحاملاً في حقيبته التدريبية ثلاثة عشر لقباً من أصل ستة عشر, إذ حصل على الدوري الإسباني ثلاث مرات ودوري أبطال أوروبا مرتين وكأس السوبر الإسباني ثلاث مرات بجانب كأس العالم للأندية مرتين. "دنيا الرياضة" تستعرض أسماء المدربين الجدد الذين تعاقدت معهم الأندية السعودية بجانب المدربين التسعة الذي تم الإبقاء عليهم منذ الموسم الفائت. نجح الفتح في إقناع المدرب التونسي فتحي الجبال في التجديد للموسم السابع بعد أن كانت أعين الفرق الخليجية تراقب الوضع وتطرح أموالها الضخمة على طاولة الجبال الذي فضّل الاستقرار في مدينة الأحساء والدفاع عن لقب الدوري مع فريقه والمشاركة في البطولة الآسيوية. بينما الهلال أعلن عن تعيين المدرب الشاب سامي الجابر لمدة ثلاث سنوات مع كافة الصلاحيات, قرار تعيين الجابر بدلاً عن الكرواتي زلاتكو داليتش أخذ منحى شرفياً وجماهيرياً وإعلامياً مهولاً حيث اختلف البعض على تعيين مدرب مهاجمي أوكسير سابقاً متعللين بضعف خبرته وقلة تجربته ولكن إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد راهن عليه. إدارة الشباب وعلى الرغم من خروجها خالية الوفاض إلا أنها قامت بالإبقاء على المدرب البلجيكي ميشيل برودوم للعالم الثالث وذلك لأنه قدم عملاً رائعاً في دور ربع النهائي الآسيوي وقامت بإبعاد عدد كبير من اللاعبين وجلب أسماء أجنبية ومحلية لتدعيم الفريق حسب احتياجات برودوم الذي يتقاضى راتباً ضخماً يعدّ من أضخم رواتب المدربين في الشرق الأوسط. كارينيو الإدارة النصرواية مقتنعة إلى حد كبير بالعوائد الفنية التي يقدمها الأروغوياني دانييل كارينو ففي الموسم الماضي نجح مع الفريق بالوصول إلى نصف نهائي كأس ولي العهد واحتلال المركز الرابع مع تحقيقه نتائج جيدة في البطولة العربية, ولكن صبر رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي سينتهي حال رؤيته نتائج سلبية خصوصاً وأنه دفع في سوق الانتقالات الصيفية أكثر من 100 مليون ريال. فريق الأهلي فور أن انتهى من المباراة الأخيرة في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال أعلن ابعاد المدرب الصربي أليكس الذي خلف التشيكي كاريل جاروليم منتصف الموسم, إدارة الأمير فهد بن خالد سارعت في التعاقد مع البرتغالي فيتور بيريرا مدرب بورتو بطل الدوري البرتغالي فيما يبدو أن الإدارة الخضراء عازمة على التخلص من ضياع الدوري ثلاثين سنة. بعد ذلك نجحت إدارة الاتفاق في التعاقد مع المدرب الألماني ثيو بوكير خلفاً للبولندي ماتشي سكورزا, ابن الألمان يملك تجربة مميزة في الدوري السعودية حيث حقق المركز الرابع مع نادي الوحدة عام 2006 فيما فشل مع الأهلي السعودي ونجح مع أهلي طرابلس الليبي وقام بتدريب المنتخب اللبناني وحقق نجاحات باهرة هناك وسيساعد صاحب ال65 عاماً فارس الدهناء على النهوض بالأسماء الشابة. الاتحاد أبقى على مدربه الشاب الإسباني كارلوس بينات واحتفل معه بعد تحقيق لقب كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال على الشباب الموسم الفائت, وقامت الإدارة بتكريم المدرب بتجديد عقده لمدة ثلاث سنوات مع الاتفاق بتصعيد الشباب وإحلال الفريق الذي لم يتبق من ملامحه سوى سعود كريري وأسامة المولد ومبروك زايد. الرائد جلب مدرباً إيطالياً ذي أصول جزائرية يدعى نور الدين زكري لتولي قيادة الفريق خلفاً للمقدوني المقال فلاتكو كوستوف فيما سبق لزكري تدريب أهلي شندي السوداني ومولودية الجزائر وحقق لقب كأس الجزائر وشمال افريقيا مع وفاق سطيفالجزائري. أما إدارة الشعلة فقررت الإبقاء والتجديد للمدرب التونسي أحمد العجلاني صاحب التجربة العريضة والذي ساهم في الإبقاء على "فرسان الخرج" في دوري الأضواء ويسعى العجلاني للتقدم في سلم الدوري ومصاعد البطولات كما نجح سابقاً مع القادسية والحزم والشباب. إدارة نجران قررت تجديد عقد المدرب المقدوني جوكيكا, الإدارة الجنوبية تعاني من ضائقة مادية وعلى الرغم من ذلك فإن لاعبي الفريق يعملون كمجموعة واحدة وهو ما يساعد المدرب على العمل بشكل جيد, جوكيكا في الموسم الفائت وصل بالفريق لنصف نهائي الكؤوس الخليجية وخرج على يد بني ياس الإماراتي. نادي الفيصلي وبرغم إفلاته من شبح الهبوط فقد أمر الرئيس فهد المدلج استمرار المدرب البلجيكي مارك بريس لموسم آخر, وإن كانت الأنباء تشير لعودة الكرواتي زلاتكو داليتش مجدداً إلا أن الأمور لم تتم بينهما ويخشى محبو عنابي سدير من تكرار سيناريو الموسم الفائت. فيما يتحدي المجلس التنفيذي لنادي التعاون تكرار قصة الهبوط الموسمية مع الفريق وقام بتجديد عقد المدرب الجزائري توفيق روابح المساهم في إبقاء السكري في الدوري الممتاز, الصفقات الأخيرة ستتساعد روابح على الإبداع وكسب النقاط. الصاعد حديثاً فريق العروبة جدد عقد المدرب التونسي جميل بلقاسم كمكافأة له بعد حصوله على درع دوري ركاء للدرجة الأولى وعلى الرغم من توليه المنصب خلفاً للمصري صلاح الناهي إلا أن بلقاسم قدم عملاً رائعاً بشهادة أعضاء مجلس إدارة الفريق الشمالي. الفريق الأخير النهضة الصاعد من جديد للدوري الممتاز بعد غياب دام 22 عاماً تعاقد مبكراً مع المدرب الخبير الروماني إيلي بلاتشي الذي شاهد أشرطة الفيديو وأمر بإبعاد عدد كبير من لاعبي الفريق أصحاب الخبرة مثل خالد الحرندا وعلي الشهري وطالب بجلب صاحب العبدالله وتيسير آل نتيف واجتمع رئيس النادي وداعمه فيصل آل شهيل بالمدرب بلاتشي وطالبه بضمان البقاء مبكراً تفادياً للهبوط.