في الطريق الدائري الشمالي لمدينة الرياض كنت أقود سيارتي متجها الى الشرق لمحت في مرآة سيارتي سيارة.. داخلني الشك بأنها تتبعني.. خففت سرعة سيارتي منزاحا الى اليمين.. لتمكينه من التجاوز.. لكنه لم يتجاوز.. خفف سرعته.. وظل يتبعني.. أخذت المسار الأيمن.. أخذ المسار نفسه.. تأكدت من تعمده متابعتي.. لماذا يتبعني؟ ومن هو؟ عدت بذاكرتي لأقارب.. وأصدقاء ومعارف سياراتهم تشبه تلك السيارة.. لم أتذكر أحدا يملك مثل تلك السيارة.. بدأت أستعرض الاحتمالات.. ربما هو يعرفني.. ربما أنني اشتبهت عليه.. قد يكون صديقا قديما نسيته هذا يحصل كثيرا معي.. ابتعدت في التفكير.. قد يكون أحد الأفاقين.. اللصوص.. المتسولين، قد يكون لاحظ شيئا على سيارتي.. لا يوجد في شاشة سيارتي ما يدل على ذلك.. يا ترى من هو.. وماذا يريد؟ إنه يغير مسار سيارته.. ويصبح محاذيا لسيارتي.. إنه ينزل زجاج باب سيارته.. ويرفع يده.. ويصيح بصوت لم أستطع فهمه بسبب الزحام وضعف السمع عندي.. إنه يتجه إلى طريق الخدمة.. ويحرك يده بما يفيد أن أتبعه وجدت نفسي أتبعه عادت إليّ الهواجس.. قد يكون أفاقا.. لصا أو متسولا على أقل تقدير نحن كبار السن مستهدفون كثيرا من قبل هؤلاء سمعت الكثير من القصص حول هذا الموضوع في أماكن متعدده وخاصة عند أجهزة الصراف.. لا هذه أفكار سوداوية سيئة.. هدفها اغتيال النخوة قد يكون محتاجا.. أو يحمل رساله مفيدة. نحن الآن في طريق الخدمة.. السيارات المارة قليلة جدا.. لا توجد محلات ولا دكاكين ولا ناس يمرون.. على بعد خمس مئة متر تقريبا يوجد محطة بنزين.. التوقف في هذا المكان مخاطرة.. سأستمر في السير وأتوقف عند محطة البنزين هناك.. أكثر أمانا الحرص واجب في مثل هذه الحالات.. بينما كنت أزيد سرعة سيارتي محاولا تجاوزه.. لأقف عند المحطة.. وجدته يسبقني ويتوقف عندها. لماذا سوء الظن.. إن بعض الظن إثم.. قد أكون مخطئا.. قررت التوقف عند المحطة وأتخذ الاحتياطات اللازمة.. في مثل هذه المواقف.. الحزم واجب.. أوقفت سيارتي قريبا من سيارته.. ترجل الرجل من سيارته أشار بيده منحنيا لأفتح زجاج باب سيارتي المحاذي له.. أطفأت محرك سيارتي.. وضعت المفتاح في جيبي فتحت زجاج باب سيارتي إلى النصف تقريبا أمعنت النظر في الرجل لم أستطع التعرف عليه لكن هيئته.. كانت مطمئنه كثيرا. قال الرجل.. آسف ياعمي الحمد لله على السلامة إطار عجلة سيارتك اليسرى هوائها قليل جدا قد تسبب لك حادث.. الله لطف.. يمكنك الآن إصلاح الإطار مشيرا بيده إلى مكان إصلاح الإطارات في المحطة. تفاجأت بكلام الرجل.. شكرته نزلت من سيارتي.. درت حولها.. وجدت الإطار كما قال الرجل.. إنه كان صادقا.. التفت أبحث عنه لأتعرف عليه.. وأجدد شكري وامتناني لمبادرته.. بعبارات أفضل من السابق التي كانت مقتضبة وممزوجة بالريبة والشك لم أجده لقد ركب سيارته وغادر المكان. قلت لنفسي إن بعض الظن إثم.. الحمد لله.. الدنيا مازالت بخير.