انتشرت ظاهرة كسر زجاج السيارات بغرض السرقة أخيرا.. هذا السلوك غير المألوف مشاهدته محليا تفشى بشكل سرطاني؛ الأمر الذي أدى بدوره إلى تزايد الإقبال على محال بيع الزجاج، التي غدت تلقى رواجا كبيرا من قبل أصحاب السيارات المسروقة؛ وذلك لأسباب عدة من أهمها كسر الزجاج من أجل السرقة؛ ما دفع أصحاب المحال إلى توفير أنواع مختلفة من الزجاج؛ تلبية لطلبات الزبائن. “شمس” نزلت إلى الشارع، واستقصت جوانب الظاهرة، بالمرور على محال الزجاج، والالتقاء بالمتضررين من أصحاب السيارات، وخرجت بالتحقيق التالي: فاكهة الحرامية تعتبر سيارات ال(كامري) وال(هوندا) وال(فورد)، هي فاكهة لصوص الزينة؛ ففي أحد المحال المشهورة بإصلاح زجاج السيارات وجدنا سلطان بن عبدالعزيز الفراج، وعليه بدت ابتسامة عريضة واقفا أمام سيارته من نوع (فورد).. لم نفهم ماذا يقصد من ابتسامته، إلا بعد أن قال: “ليس بغريب أن أجد زجاج سيارتي مكسورا؛ فهذه هي المرة الرابعة خلال تسعة أشهر تقريبا”. ويضيف سلطان: “لقد أصبح خروجي من منزلي أو من مقر عملي لأجد زجاج سيارتي مكسورا أمرا طبيعيا بالنسبة إلي”. ويقول: “هذا هو حالنا جميعا كمواطنين”. ويؤكد: “ليس لنا سوى الصبر والدعاء لسياراتنا بالسلامة، وعلى السارق بعدم التوفيق”. ويكمل سلطان رواية قصته قائلا: “في المرتين السابقتين التي سرقت فيهما سيارتي، كنت قد فقدت إطار السيارة الاحتياطي الخلفي، وفي المرتين الثالثة والرابعة كما ترى فقدت جهاز المسجل”. ويضيف: “وكما هو معتاد أجد أن زجاج السائق هو الذي يتم كسره؛ لأنه قريب من الزر الخاص، بفتح صندوق السيارة، لسرقة الإطار الاحتياطي”. إبلاغ الشرطة وعن تبليغ أقسام الشرطة، يقول سلطان: “لقد سئمت من كثرة البلاغات التي أقوم بها”. ويوضح: “في كل مرة أجد فيها سيارتي مسروقة ومكسور زجاجها، أقوم فورا بالاتصال على قسم شرطة المنار، بما أنني من سكان حي الفيحاء”. ويضيف: “رغم ذلك لا أجد منهم تجاوبا وسرعة في القبض على السارق”. ويذكر: “يقولون لي في كل مرة (سنرفع بلاغك لإمارة الرياض)”. ويؤكد: “وتبقى سياراتنا تسرق، ونحن نتكبد الخسائر، حتى تتكرم أقسام الشرطة بالتجاوب معنا ومساعدة المواطنين”. ويختم سلطان الفراج حديثه بالمثل القائل: “من أمن العقوبة أساء الأدب”. ويضيف: “لقد خسرت إلى الآن قرابة 1900 ريال، لتصليح زجاج السيارة”. ويؤكد: “هذا هو الحال في الحقيقة، فلو تكثفت الدوريات الأمنية في الأحياء خصوصا، لما تمكن السارق من الاقتراب من السيارات، فضلا عن دخوله الحي من الأصل”. السارق الواثق في الجانب الآخر من معرض إصلاح زجاج السيارات، كان علي محمد الهويرين يتأمل بحسرة شديدة تصليح زجاج سيارته التي اشتراها قبل شهرين تقريبا، وخسر على إصلاح زجاجها ألفي ريال، يقول علي الهويرين: “هنالك مصيبة أعظم في نظري من مشكلة تفشي ظاهرة كسر زجاج السيارات، ألا وهي أن السارق أصبح واثقا من نفسه كثيرا، حيث تتم سرقة السيارات بعد صلاة العصر مباشرة”. ويوضح: “البعض يعتقد أن السرقات تكثر في الليل، ولكن الآن اختلف الوضع، فقد أصبح السارق لا يهاب أحدا، ويسرق في أي وقت شاء”. ويقول الهويرين: “هذه السيارة التي أمامكم، اشتريتها منذ وقت قريب، وقد سرقت حتى الآن مرتين”. ويضيف: “في المرة الأولى سرقت بعد أن اشتريتها بخمس ساعات تقريبا، حيث سرق منها المسجل وصندوق كنت أضعه بين المرتبتين”. ويذكر: “وفي المرة الثانية لم يسرق منها شيء، وكم كنت أتمنى لو أنني وجدت شيئا مفقودا في سيارتي، لكن الذي أزعجني أن السارق لم يأخذ معه شيئا”. استراتيجية جديدة ويقول الهويرين ضاحكا: “لقد اتبعت استراتيجية جديدة، لكي لا أكلف نفسي دفع مبلغ تصليح الزجاج، ولكي أسهل على السارق مهمة السرقة سريعا”. ويوضح: “لقد أصبحت أدع السيارة مفتوحة، تاركا لافتة على الزجاج تقول (السيارة مفتوحة لا داعي لكسر الزجاج)”. ويضيف: “وهكذا حيث نجحت الخطة لفترة طويلة”. ويستدرك: “لكن هذه المرة نسيت أن أتبع الاستراتيجية، وكما ترى فهذه هي العاقبة أمامك”. ويشير الهويرين إلى أن “ظاهرة كسر زجاج السيارات بدأت تزداد في وقتنا الجاري، نتيجة السرقات التي يقدم عليها شباب في مقتبل العمر من أجل تلبية احتياجاتهم”. ويقول: “من الملاحظ أن هذه الأفعال منتشرة في مناطق جنوبالرياض وشرقها، كالروضة والنسيم والفيحاء والسويدي والشفاء والخليج وغيرها”. الفورد أولا ويذكر الهويرين: “كان في السابق يتم التركيز على موديلات معينة مثل الكامري أو الهوندا أوالماكسيما”. ويوضح: “لكن هذه الأيام تعددت الموديلات فأصبح الفورد في المقام الأول، لسرعة سرقته بكسر زجاجه في أماكن مختلفة وأوقات متفرقة في الصباح أو الليل أو العصر”. ويضيف: “لم يعد هناك وقت محدد لسرقة السيارات”. ويطالب الهويرين الجهات المسؤولة بسرعة التدخل، وإيجاد حلول جذرية للحد من ظاهرة كسر زجاج السيارات من أجل السرقة؛ إذ أصبحت مشكلة يعانيها كثير من أفراد مجتمعنا”. ا لمفاجأة 13 ومن أمام أحد مراكز بيع زجاج السيارات، كان هنالك أحد ضحايا السرقة، الذي يروى حادثة سرقة غريبة وقعت له، يقول محمد الخوير: “في صباح أحد الأيام، وأنا أهمّ بالخروج من منزلي والذهاب إلى عملي، وجدت أن سيارتي من نوع كابريس 2008 قد سرقت، عن طريق كسر زجاج السائق”. ويوضح: “سُرق منها المسجل والإطار الاحتياطي وحقيبة لاب توب كانت فارغة”. ويقول الخوير: “توجهت بعد انتهائي من عملي إلى محل تصليح الزجاج، وكانت المفاجأة أنني وجدت قرابة 13 سيارة من نوع سيارتي نفسه قد سرقت في نفس اللحظة التي سرقت فيها سيارتي”. ويضيف: “كما وجدت أن أصحاب تلك السيارات قد فقدوا من سياراتهم ما فقدته نفسه من سيارتي، ما عدا حقيبة اللاب توب خاصتي”. ويؤكد: “لقد كان الجميع في دهشة من الأمر، وكذلك المسؤول عن محل زجاج السيارات”.