منذ أن بدأت الإعلانات قبل رمضان والكل متشوق لعودة النجمتين سعاد عبدالله وحياة الفهد في عمل يجمعهما، فالأعمال الأخيرة لم تحقق نجاحاً كذلك الذي كان يصاحب أعمالهما السابقة، فمن أعمال تتكثف فيها المآسي والتراجيديا بشكل مبالغ فيه وخاصة في أعمال الفنانة حياة الفهد، إلى أعمال الممثلة سعاد عبدالله التي تجسد فيها شخصية واحدة وهي الشخصية المثالية الملائكية التي تتلقى طعنات غادرة ودائماً ما تكون الضحية التي لا يمكن أن ترتكب أي خطأ كان. الممثلة سعاد عبدالله نجحت واشتهرت بأعمال المرأة التي تمتلك قدراً لا بأس به من الشقاوة والخبث غير الشرير، كما في أعمال "خالتي قماشة" و"خرج ولم يعد" وحتى "رقية وسبيكة". ولذلك فالشكل الأخير الذي أصرت على الظهور به، خصوصاً وأنها المنتجة لأغلب أعمالها، لم يكن شكلاً موفقاً. ومن هنا كانت هناك آمال كبيرة معقودة على عودة هذا الثنائي بشكله الظريف كما في الأعمال الكويتية السابقة. لكن العمل لم يكن بحجم التوقعات أبداً، فمسلسل "البيت بيت أبونا" والذي تمثل فيه النجمتان أنهما أختان مطلقتان تقيمان في منزل أبيهما مليء بالحوارات ويفتقر إلى الأحداث، وهذه هي نقطة ضعف رئيسية في السيناريو، حتى بدا المسلسل وكأنه إذاعي فالصورة لم يكن لها حضور يذكر والتركيز كان بالكامل على حوارات مطولة ومكررة. ورغم محاولات المخرج بتحريك الكاميرا واستخدام الموسيقى التصويرية بشكل يضفي حيوية على العمل لكن النص لم يسمح بحركة كبيرة لأنه كان في أساسه يفتقر إلى السرد البصري. والأمر الآخر الأساسي هو بناء الشخصيات، الحقيقة أنه لم يكن مقنعاً الخلاف الواقع بين امرأتين كبيرتين في السن وأخوات. صحيح أن هناك ما يسمى غيرة بين الأخوات ولكن هذه الغيرة يجب أن تكون مبررة درامياً وعادة لا تكون ظاهرة بهذا الشكل الذي ظهرت فيه دون مسببات واضحة ومقنعة. ولذلك فقد كان الاعتماد على مبالغة في الشتائم والحروب حتى يقتنع المشاهد بأي طريقة أن هناك حرباً بين الأختين. الدراما لا يخلقها الصوت العالي والكوميديا لا تخلقها الحوارات المكررة والمملة، إنما النص المكتوب بشكل يعتمد على مواقف مضحكة تعتمد على الصورة أولاً وأخيراً.