منذ سنوات طويلة لم تقدم الدراما العربية نماذج للثنائي النسائي الناجح وتعد النجمتان الكويتيتان سعاد عبدالله وحياة الفهد من اوائل من شكل الثنائيات الفنية في الدراما العربية كما انهما آخر معاقل الثنائيات النسائية التي انتهت لظروف لا يعرفها سواهن وقد تميز هذا الثنائي بالكوميديا التي اصبحت من النادر ان تقدم عبر الأعمال الدرامية التي اغرقت بالتراجيديا والتي انعكست من خلال واقع المجتمع العربي وتأخره في كثير من المجالات وما يتعرض له الوطن العربي من مآس وحروب جعلت المشاكل الاجتماعية تطرح بكثير من الدموع على الواقع المؤلم. كان اداء النجمتين سعاد وحياة يتسم بالصدق والعفوية التي تفتقد لها معظم ممثلات العصر الحالي وكان حسهن الكوميدي عال جداً حيث قال كاتب اكثر المسلسلات التي قدمنها وهو الأستاذ طارق عثمان رحمه الله ان حياة وسعاد هما من يصنع اكثر المشاهد الكوميدية وكانتا يضفن على النص ما يحوله الى قنبلة موقوتة من الضحك. عندما تسأل حياة او سعاد عن العودة للكوميديا والعودة مع بعضهما لتقديم عمل درامي تقول كل منها انهما يرغبان بالعودة معاً ولكن عندما يوجد النص الذي يخدم كلتيهما ولكن هذا النص هل سيمكن ايجاده بعد ان غيب الموت اكثر الكتاب الكويتيين الذين يحملون حساً درامياً عالياً وهو طارق عثمان والذي كتب سيناريو مسلسل (خالتي قماشة) ومسلسل (على الدنيا السلام) ومسلسل (خرج ولم يعد) وغيرها الكثير من الأعمال. ورغم ان حياة الفهد وسعاد عبدالله لهن ما يزيد على 30 عاماً في الوسط الفني الا ان الدراما الكويتية والخليجية لم تستطع انجاب ممثلات كوميديات مثلهما واشك ان تلد لو انصاف مواهب كوميدية نسائية طالما اصبح اسلوب الدراما هو البكاء الهادر الذي يضمن اكتساب المشاهدات الباكيات على قرع كفوف النساء وشد الشعر وغيرها من المشاهد التي اكل عليها الزمن وشرب. وفي خطوة رائعة جداً عادة بنا مؤخراً قناة دبي الفضائية الى العصر الذهبي للدراما الكويتية حيث تعرض حالياً مسلسل (على الدنيا السلام) وهذا المسلسل من بطولة النجمتين سعاد وحياة وشاركهما في المسلسل علي المفيدي وداوود حسين ومريم الغضبان. في هذا المسلسل تقدم سعاد دور (مبروكة) وتقدم حياة دور (محظوظة) هذا الثنائي اليتيم الذي يحاول عمهما علي المفيدي الحصول على ورثهما بعد وفاة والدهما حيث يدبر لهن مسألة الجنون ليدخلن مستشفى المجانين ليتمكن من اخذ الأموال ونفي حقهما في الميراث، قصة اجتماعية بسيطة وبها من الجمال والعمق ما أصبحت تعجز عنه الأعمال الحالية رغم الفارق التقني والإمكانات بين هذا العصر وذلك الزمن الجميل في تاريخ الدراما الكويتية والخليجية.