المنافسة بين الأعمال الفنية في رمضان قوية جدا، ومحفوفة بالمخاطر، لذلك يحرص كثير من الفنانين على اختيار أعمالهم الفنية التي ستعرض في رمضان بعناية تامة، حتى لا تتأثر قاعدتهم الجماهيرية بتقديمهم لأعمال دون المستوى يرفضها المتلقي، في الوقت الذي تضخ فيه الفضائيات العديد من الأعمال الفنية، فيحار المشاهد في الاختيار والمتابعة. ولكن تظل هناك أسماء فنية راسخة في ذاكرة المشاهد، ستكون خارج نطاق المنافسة، فمثلا لا يحتاج أي مسلسل خليجي يجمع سيدة الشاشة الفنانة "حياة الفهد" بتوأمها الفني سندريلا الشاشة الفنانة "سعاد عبدالله" أي إعلان أو مقارنة بأعمال فنانين من الجيل الجديد. فتاريخ هاتين النجمتين الحافل بالأعمال المميزة كفيل بأن يرفع من مستوى أي عمل يجمعهما إلى الصدارة في القائمة الفنية. في هذا العام تجتمع النجمتان في عمل درامي بنكهة "زمن الطيبين"، سيعيد للذاكرة مسلسلي "مبروكة ومحظوظة"، و"رقية وسبيكة" اللذين شكلا فيهما ثنائيا رائعا استطاع أن يرضي ذائقة المشاهدين في ذلك الحين بأعمال فنية لا تزال خالدة. أكاد أجزم بأن هذا العمل سيكون الأبرز بين الأعمال الفنية التي ستنطلق في اليوم الأول من شهر رمضان، وسيكون الأكثر متابعة، لما للنجمتين من قاعدة جماهيرية راسخة في ذاكرة المشاهد منذ أربعة عقود. مسلسل "البيت بيت أبونا" يحكي قصة حليمة وغنيمة، وهما أختان مطلقتان، ولكل منهما أبناء يعيشون مع بعضهم في بيت الوالد "إبراهيم الصلال" وبين الاثنتين عداءات قديمة. ستعود حياة الفهد وسعاد عبدالله بهذا العمل إلى جمهور الثمانينات الذي طالما انتظر عودتهما معا، ولكن ستكون العودة هذه المرة مع نخبة من فنانين الجيل الجديد، من أبرزهم فخرية خميس، وصلاح الملا، وخالد البريجي، وشيماء علي. ويبقى السر في "الجمعة"، فعلى الرغم من ظهور الفنانتين خلال العقد الماضي في أعمال منفردة مع نجوم الفن في الخليج، إلا أن السر يكمن في جمعهما في عمل واحد، ولعل من اللافت للنظر أن الفنانتين رفضتا في الأعوام الماضية العديد من النصوص التي عرضت عليهما، لأنها كانت دون المستوى، وظلا طوال هذه السنوات في انتظار ما يشبع غرورهما للعودة من جديد. ولاشك أنهما وجدتا ما يبحثان عنه في نص "البيت بيت أبونا" الذي سيعرض هذا العام على بعض القنوات الخليجية كأول عمل مشترك يجمع بين نجمتين طال انفصالهما.