ماذا لو علمت أن محمود الألوسي هو من لقب الشاعر العراقي معروف الرصافي ب"الرصافي" وأن الشاعر غازي القصيبي أحرج مفتش اللغة العربية عندما نفى عنه صفة الشعر فما كان من القصيبي إلا أن حدد بحرها وقطع تفعيلاتها، كما أن الشاعر الكبير نزار قباني كان يدين بالفضل لأستاذه الأول في الأدب واللغة وهو الأديب الكبير خليل مردم رئيس المجمع العلمي في دمشق - فيما بعد- حيث ارتبط نزار بالشعر عبر استاذه المردم، أما الأديب الكبير عباس العقاد فقد أحب الأدب من مجالس أستاذه الجليل أحمد الجداوي لأنه كان من أوسع الناس محفوظاً في الشعر والنثر. كل هذا وأكثر من لذيذ الأدب وغزارة المعلومات وجديد المعرفة دونه كتاب "عندما كان الكبار تلامذة" للأديب الأستاذ إبراهيم مضواح الألمعي والصادر حديثاً عن مؤسسة الانتشار العربي يقول المؤلف في تقديمه للكتاب: نجد رصداً دقيقاً لمواقف المعلمين وتصرفاتهم وكلامهم وحركاتهم وسكناتهم وعلاقاتهم بتلاميذهم ونلحظ ذلك في حياة المثقفين بعامة وفي حياة الأدباء بشكل واضح، مما يجعلهم يفردون صفحات غير قليلة في سيرهم الذاتية لمراحل تعليمهم ولأنها مرحلة مفصلية في حياة هؤلاء الكتاب تجمع بين جانبي الأدب والتربية. الكتاب ضم فصولاً مهمة وطريفة لجمهرة من العلماء والأدباء والشعراء في الوطن العربي أمثال طه حسين ونجيب محفوظ وعلي الطنطاوي ومحمد الغزالي وعبدالوهاب البياتي ومتولي الشعراوي ومحمد علي شمس الدين ويوسف القرضاوي وجبرا إبراهيم جبرا وأحمد السباعي وبنت الشاطئ وفدوى طوقان ورجب البيومي وجابر عصفور وغيرهم. وقد تتبع المؤلف الألمعي سيرهم وتراجمهم ودوَّن مراحل مبكرة من حياتهم وهم في مقاعد الدرس ومرحلة التشكل الثقافي وتحديد مسارهم العلمي فاقتنص هذه السنوات البريئة المضمخة بالفتوة وأحلام الشباب وتحديد المصير، فجاء كتابه إلى جانب ذلك بلغة عالية التي اعتدناها في كتبه وأسلوب شائق يدفعك لقراءة الكتاب الذي يحمل مضامين إنسانية ومشاعر فياضة.