أنكر عددٌ من المصلين والمختصين على بعض أئمة المساجد أثناء "دعاء القنوت" تبنيهم بعض القضايا السياسية، وصرف دعاء الوتر عن غاياته، معددين بعض الأخطاء التي يرون وقوع الأئمة فيها، ومنها: تخصيص الدعاء على فئة محددة، أو أشخاص، أو جماعات، إلى جانب الدخول في قضايا اجتماعية غير محسومة في المجتمع، كذلك حرصهم على السجع والتلحين في الدعاء، داعين أئمة صلاة التراويح في المساجد الدعاء بصيغة العموم، مع امتثال سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الدعاء بالخير لعموم المسلمين، من دون الاعتداء على أحدٍ منهم. السجع المتكلف يصرف المصلين عن الخشوع تكلف في الدعاء وانتقد "عبدالرحيم المطيري" حرص بعض أئمة صلاة التراويح في المساجد على السجع والتلحين في دعاء الوتر؛ مما يجعله غير مفهوم لدى بعض العامة، فينصرف بعضهم إلى الدعاء لوحده بعد أن يفرغ من التأمين مع الجماعة، وفي أحيانٍ كثيرة يلجأ البعض للدعاء منذ البداية لوحده مع التأمين على ما يفهمه من دعاء الإمام، داعياً الأئمة لاختيار الأدعية البسيطة؛ مراعاة لجميع عموم المأمومين، فهم ليسوا على درجة علمية واحدة، وليس لبعضهم معرفة في البلاغة ليكون الدعاء مسجوعاً ومنمقاً يؤكّد على تكلف الإمام. الإطالة في دعاء القنوت لا تراعي ظروف المصلين بركة الدعاء ورأت "صفية العيدان" أنّ وقوع بعض أئمة صلاة التراويح في أخطاء أثناء دعاء الوتر غير مقصود، وفي مقدمة هذه الأخطاء: مبالغة بعض الأئمة في رفع الصوت، والصياح، والبكاء، مع المحافظة على جزء أو كل الدعاء طوال ليالي رمضان؛ مما يفقد المأمومين -لا سيما إذا كان مسجوعاً- المقدرة على التركيز، وبالتالي الإنصراف عن بركة دعاء الوتر، داعيةً الأئمة إلى التخفيف على المسلمين ومراعاة الفروق بينهم؛ لأنّ فيهم نساء وأطفالا، وفي ذلك امتثالٌ لأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- حينما قال: "إذا أمّ أحدكم الناس فليخفف، فإن فيهم الصغير، والكبير، والضعيف"، مبيّنةً أنّ منهج السلف في صلاة التراويح كان يعتمد على التخفيف والرفق بالنساء وصغار السن. أدعية مأثورة ودعا "هاشم الباهلي" أئمة صلاة التراويح في المساجد إلى الدعاء بعموم الخير للمسلمين جميعاً، ومن ذلك الدعاء بالرحمة، والمغفرة، والشفاء، مشدداً على أن لا يكون الدعاء طويلاً، مع ضرورة عدم التأثر بقضية سياسية والتركيز عليها في الدعاء، حيث إنّ خلف الإمام مئات المصلين، وكلهم يرغب في سماع دعاء يتوافق معه فيُؤمّن عليه، متمنياً الاكتفاء بالأدعية المأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فلا يبالغ ولا يعتدي على أحد، أو جماعة بعينها. الدعاء بالشر وأنكر الشيخ "سعد السبر" -إمام وخطيب جامع الشيخ عبدالله الجارالله وعضو اللجنة الاستشارية في الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن- تبني بعض الأئمة للقضايا السياسية، والتعاطف معها، وصرف دعاء الوتر في رمضان فيها، عوضاً عن الاشتغال بالدعاء لخير المسلمين، مؤكًداً على عدم جواز الدعاء على الآخرين بصيغة العموم، سواءً كان مسلماً أو كافراً، إلى جانب تعميم الدعاء بهلاك أمة بعينها، معللاً ذلك لأنّ في كل أمة خير، إذ ليست على الإطلاق كلها شر، معتبراً أنّ الدعاء بصيغة العموم بالشر اعتداء، مستثنياً من ذلك الدعاء على من ثبت أنّه من المفسدين في الأرض، ومن المحاربين لدين الله. وقال ما يفعله بعض الأئمة في صلاة التراويح من انصرافهم عما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من دعاء إلى تنميق الأدعية؛ بهدف تأثيرها في الناس، مشدداً على أنّ ذلك لم ينزل به من سلطان؛ لأنّها قد لا تصل إلى آثار دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-، وله أثر على فهم بعض العامة ممن لا يدركون بعض معاني اللغة العربية الفصحى، كما أنّ بعض الذين يصلون خلف الإمام من جنسيات مختلفة. استرسال وإطالة وفضل "د.صالح ذياب" -إمام وخطيب أحد المساجد سابقاً ومنسق برنامج مكافحة التدخين في المدينةالمنورة- أن يكون دعاء الوتر في رمضان بصيغة العموم، سواء في طلب الخير أو في البعد عن الشر، مؤكّداً على أهمية الالتزام بسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأن ندعو بما دعا من خير للمسلمين، مشدداً على ضرورة عدم الاسترسال والإطالة في الدعاء، إلى جانب مراعاة عدم البكاء الشديد أثناء الدعاء؛ مما يتسبب -بحسب قوله- في إغماء أو صرع بعض المصلين. وقال على أئمة صلاة التراويح في المساجد مراعاة الوسطية في دعاء الوتر، فلا يدعى على إنسان بعينه في مثل هذه المناسبات العامة، إلاّ إذا أجمع على أنّه من المفسدين في الأرض ومن المحاربين لدين الله، بالإضافة إلى عدم وجود دوافع سياسية أو حقوق ودوافع شخصية، فإذا وجد هذا -وهذا يصعب توفره كثيراً- فلا بأس أن يدعى عليه، مستدركاً: "لابد من توخي الحذر في ذلك، كما يجب توجيه ولاة الأمر حتى يسلم الإنسان نفسه، فالراجح في الظن عند كبار العلماء أنّه لا يدعى على إنسان بعينه، إلاّ بعد الرجوع إلى ولي الأمر أو من أوكله ولي الأمر بالإفتاء"، معتبراً أنّ المسألة ليست اجتهادات شخصية، سواءً كان ذلك على سبيل العموم أو سبيل الفرد؛ لذا يجب تحري الصواب بحيث لا تكون دوافعه شخصية. محاضرات توعوية وطالبت "سلمى الغيث" -اخصائية اجتماعية- أئمة صلاة التراويح بإحسان استغلال اقبال الناس على المساجد في رمضان، خصوصاً الشباب والنساء، وذلك بإلقاء محاضرات لإحياء ثقافة التسامح بين الناس، من خلال استقطاب مشايخ ممن عرف عنهم الوسطية، بالإضافة إلى تحفيزهم لختم القرآن، وكثرة الدعاء، واللجوء إليه في السراء قبل الضراء، داعيةً الأئمة إلى ضرورة عدم تبني قضايا سياسية بعينها والتعاطف معها وإظهار ذلك في دعاء الوتر على حساب أمور أخرى تشغل المصلين؛ مما يتسبب في صرفهم عن الصلاة، مع الابتعاد عن السجع المتكلف، الذي يظهر في أدعية بعض الأئمة، خصوصاً من يحظون بقبول كبير بين الناس.